رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل الحرب النووية على الأبواب؟

لا حديث يعلو فى الفضاء العالمى الآن إلا عن الحرب النووية القادمة، والتى يزداد يوما بعد يوم خطر وقوعها بين روسيا وحلفائها، وعلى رأسهم كوريا الشمالية من جانب، وبين حلف الناتو والغرب من جانب آخر.
أطلق عليها الرئيس الأمريكى جو بايدن «هرمجدون»، التى ذكرت فى بعض كتب التاريخ والسير، بأنها المعركة الفاصلة بين الخير والشر قبل نهاية العالم، ولا أدرى هل كان يقصدها الرئيس الأمريكى أم هى “سهوة” من سهواته فى الفترة الأخيرة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين أرادوا التراجع عن هذه التصريحات بقولهم إن الاستعداد الأمريكى الاستراتيجى النووى لم يتغير.
تختلف الروايات على صحة معركة هرمجدون، وهل هى حقيقة أم من نسج خيال من رواها وتحدث عنها، ولذلك لم تثبت رواية حقيقية عليها إجماع بحتمية وقوع هذه المعركة.
مؤخرا قال الفيلسوف الروسى ألكسندر دوجين، الذى يلقب بـ«عقل بوتين»، نظرا لقربه من الرئيس الروسى «هرمجدون تقترب.. على المؤمنين بمختلف أديانهم أن يتحالفوا مع روسيا التى تخوض الآن معركة حاسمة ضد أتباع المسيح الدجال».
«هرمجدون» مصطلح يشير إلى موقع تجمع الجيوش للمعركة متى يحين وقت نهاية كوكب الأرض. كما يستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى أى سيناريو يشير إلى نهاية العالم بشكل عام.
يرى بعض المراقبين لما يحدث فى العالم الآن أن السياسات الأمريكية تجاه روسيا والصين قد تدفع إلى اندلاع مواجهة عسكرية بين واشنطن وموسكو وربما بكين، ولن تكون مجرد شرارة لحرب عالمية ثالثة، إنما معركة هرمجدون، أى حرب نهاية العالم.
يذكر أنه فى عام 1984 أجرت مؤسسة يانكلوفينش استفتاء أظهر أن 39 فى المئة من الشعب الأمريكى يعتقدون أن حديث الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار قبل قيام الساعة هو حرب نووية فاصلة.
كل يوم يرتفع الحديث حول نشوب صراع نووى يحذر منه الجميع، المعادلة صفرية إذن، بوتين لن يقبل بالهزيمة وانتصار أمريكا والغرب عليه وإذلاله، خاصة بعد تفجير جسر القرم، الذى يعتبر أرضًا روسية، وبالتالى سيتطلب هذا ردًا قويًا، ربما بإعلان الحرب الكاملة على أوكرانيا، ومن هنا سيلجأ لأقوى ما لديه من أسلحة، على رأسها السلاح النووى، وهو يمتلك أكبر عدد من الرءوس النووية فى العالم، حوالى ٦٢٠٠ رأس نووى، تليه الولايات المتحدة، بحوالى ٥٧٠٠ قنبلة نووية، كما أن الولايات المتحدة ماضية للنهاية ولن تقبل هى الأخرى بانتصار بوتين بعد كل المساعدات والدعم الذى قدمته لأوكرانيا، ولولاها لوقعت أوكرانيا بكاملها فى قبضة بوتين منذ شهور عدة، كما أنها لا تريد إحياء آخر للاتحاد السوفيتى من جديد بعد ما ساعدت بشكل كبير على انهياره وتفككه لكى تبقى سيدة العالم بلا منازع.
هى إذن معركة الأقوى.. من يملك القوة والإرادة والنفس الطويل سينتصر.. لكن ما الثمن الذى سيدفعه العالم لهذا الانتصار.. الذى لن يكون حتمًا بالأسلحة التقليدية، أعتقد أن الثمن سيكون فادحًا على البشرية. الحرب العالمية الثانية قتل فيها الملايين مع عدم وجود أسلحة نووية مع أطراف الصراع، ما بالنا اليوم والجميع يملك هذا السلاح بنسب متفاوتة من الشرق والغرب.
من يا ترى  سيضغط على الزر النووى أولا؟.. أمريكا والغرب، الذين طالبهم الرئيس الأوكرانى المتهور المدمر لبلده زيلينسكى بتوجيه ضربة نووية استباقية لروسيا، وأظنه كان يقصد ما يقول.. أم الرئيس الروسى الذى هدد فعلًا باستخدام السلاح النووى منذ بداية الحرب إذا تدخل الغرب بشكل مباشر؟.. كل تصريحات المسئولين الروس توحى بأن الحرب النووية متوقعة الحدوث بشكل كبير بسبب التورط الأمريكى الغربى لصالح أوكرانيا، الذى يطيل أمد الصراع ويجعله بلا نهاية، وبالتالى لابد من ضربة نووية ولو تكتيكية تجبر زيلينسكى إذا بقى حيًا على الاستسلام، وهل ستقف الولايات المتحدة صامتة أم سترد، لا أحد الآن يستطيع أن يقتحم عقل بوتين لكى يعلم فيما يفكر فيه خلال الأيام القادمة.. لكن الحقيقة المؤكدة أن الحرب النووية مرتفعة الحدوث بشكل كبير، ما لم تحدث مفاجأة  تنهى الحرب دون اللجوء إليها.. وأظنها لن تحدث.