رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كشف غموض الحضارة المصرية.. 200 عام على فك رموز حجر رشيد

 حجر رشيد
حجر رشيد

 تمر اليوم الذكرى 200 عاماً على فك رموز حجر رشيد، الذي كان بمثابة البوابة التي تعرف العالم من خلالها على الحضارة المصرية القديمة.

 قصة اكتشاف رموز حجر رشيد

وعرض برنامج صباح  الخير يا مصر، والمذاع على القناة الأولي، فيلماً وثائقياً بهذه المناسبة، عن قصة اكتشاف رموز حجر رشيد، بعد عثور أحد جنود الحملة الفرنسية على الحجر في قلعة سان جوليان بمدينة رشيد واصطحبته الحملة إلى خارج مصر في عام 1799.

-  شامبليون الشغوف باللغات والمولع بمصر القديمة

وقال الدكتور ميسرة عبد الله نائب رئيس هيئة المتحف القومي للحضارة، خلال الفيلم الوثائقي بمناسبة مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، عن قصة اكتشاف رموز حجر رشيد، موضحة أن العالم الفرنسي الشغوف باللغات والمولع بمصر القديمة، جان فرنسوا شامبليون، التقى  بالصدفة بأحد الرهبان المصريين، الذين كانوا يعيشون في فرنسا، واقتنع شامبليون بدراسة اللغة القبطية حيث يوجد رابط قوي بينها وبين اللغة الهيروغليفية، واستطاع التوصل لبعض الحروف، وتفسير اللغة الهيروغليفية.

وأشار إلى أن العالم الفرنسي جان فرنسوا شامبليون، في يوم 14 سبتمبر 1822 قضى عدة أيام وهو عاكف على قراءة نص حجر رشيد، واكتشف أن العلامات الصوتية قيمتها الصوتية ثابتة، وانطلق بسرعة شديدة إلى أخيه وسقط مغشيًا عليه 3 أيام، وبعد أن استفاق وأخبرهم باكتشاف اللغة المصرية القديمة، وألقى خطبته أمام المجمع العلمي بالعاصمة باريس، وكشف توصله وكان هذا الأمر سبقا علميا كبيرا جدًا للفرنسيين.

وتابع نائب رئيس هيئة المتحف القومي للحضارة، "أصحبنا قادرين على ترجمة الموروث العلمي الذي تركه المصريون القدماء، ومن هنا تم معرفة الأصول الأولى للعلوم، وأن ما تعلمه اليونان والرومان كان على أرض مصر"، مواصلة :"لدينا قوائم بأسماء المؤلفات والكتب الموجودة بالمعابد ولكن لم نعثر عليها حتى الآن، وهناك أسرار حول أنتقال الأسر وحكم بعض الملوك، وطرق موتهم، لم تكتشف بعد".

كما تضمن حجر رشيد خرطوشاً واحداً تكرر ست مرات ضم اسم الملك “بطلميوس” وهو الاسم الذي ورد على مسلة “فيلة” بالإضافة إلى اسم “كيلوباترا”، حيث سجل “شامبليون” العلامات الواردة في خرطوش “بطلميوس”، ورقمها وفعل نفس الشيء بالنسبة لخرطوش "كيلوباترا" الوارد على مسلة فيلة نظراً لاشتراك الاسمين في القيمة الصوتية لبعض العلامات كالباء والتاء واللام.

وفي عام 1822 أعلن “شامبليون” للعالم أنه تمكن من فك رموز اللغة المصرية القديمة، وأن بنية الكلمة في اللغة المصرية لا تقوم على أبجدية فقط، وإنما تقوم على علامات تعطي القيمة لحرف واحد وأخرى لاثنين وثالثة لثلاثة، وأكد استخدام المخصصات في نهاية المفردات لتحديد معنى الكلمة، ثم استكمل الباحثون من بعده ما بدأه شامبليون من ثوابت بشأن اللغة المصرية القديمة.

وكانت هذه الخطوة السر في كشف سحر وغموض الحضارة المصرية وانطلاق علم المصريات بين العلوم الإنسانية الأخرى.