رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نتيجة الحرب الروسية.. الفحم في أكبر ارتفاع لسعره وتهديد للمناخ

مناجم الفحم
مناجم الفحم

في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمواجهة تحديات المُناخ ومحاولات الحد من تغيراته الضارة، تتصاعد أزمة تتوعد المناخ بسيل من التغييرات التي تنعكس سلبًا على البيئة وصحة الشعوب، تلك هي أزمة زيادة استهلاك الفحم، وعودة محطاته للعمل مرة أخرى، وذلك عقب الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.    

الصين تعلن عن إنشاء محطات تعمل به

إذ واصلت الصين الإعلان عن بناء مصانع جديدة لإنتاج الصلب ومحطات طاقة تعمل بالفحم، في الوقت الذي تحدد البلاد مساراً للتخلص من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، حيث قال مركز "أبحاث الطاقة والهواء النظيف" (سي أر إي أيه) في أحدث تقرير له، إن الشركات المملوكة للدولة اقترحت بناء 43 مولداً جديداً يعمل بالفحم، و18 من الأفران العالية الجديدة في النصف الأول من عام 2021.

وبدأ بناء المولدات بهدف إنتاج 15 غيغاواط من طاقة الفحم الجديدة في النصف الأول، في حين أعلنت الشركات عن 35 مليون طن من الطاقة الجديدة من صناعة الصلب القائمة على الفحم، أكثر مما كانت عليه في عام 2020 بأكمله.

و في حال تمت الموافقة على إنشاء تلك المصانع والمحطات الجديدة، فسوف ينبعث منها حوالي 150 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي أكثر من إجمالي الانبعاثات من هولندا.

وهو الأمر الذي أدى إلى أنه بعد أن انخفض الطلب على الفحم في عام 2019، وتراجعه بنسبة 4 في المئة عام 2020 حسب أحدث تقرير لوكالة الطاقة عاد للارتفاع عام 2021، وواصل ارتفاع الطلب عليه هذا العام.

أسعاره وصلت للأعلى منذ  200 عام

وكان نتيجة ذلك أنه قد انهار سعره بعام 2019 مسجلًا 90 دولارًا للطن المتري، لتعاود أسعاره في الارتفاع هذا العام مسجلة أعلى مستوياتها في أكثر من 200 عام، فوصل سعره إلى مستوى 462 دولارًا للطن في 10 مارس الماضي، مقارنة مع 186 دولارًا للطن في 23 فبراير قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، كما تتوقع أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي ارتفاع أسعار الفحم لأعلى من 500 دولار للطن في الفترة القادمة، وذلك نتيجة زيادة أسعار الغاز المرتفعة عالميا بعد وقف تصديره من روسيا إلى مختلف الأسواق الأوروبية، وحظر الفحم الروسي من قبل الدول الغربية، في أعقاب هجوم موسكو على كييف في فبراير هذا العام.

انبعاث الكربون يرتفع

ويعتبر الفحم أحد مصادر توليد الكهرباء، ولكنه في الوقت ذاته المسبب الرئيسي في انبعاث "الكربون" وهو أحد أكثر عوامل تلوث البيئة ضررًا، وقد ظهر أثر ارتفاع الطلب والاستهلاك للفحم على البيئة سريعًا إذ حذرت إدارة المحيطات والغلاف الجوي الوطنية الأميركية من أن تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي خلال شهر مايو الماضي بلغ مستوى أعلى بنسبة 50 في المئة مما كان عليه خلال حقبة ما قبل الصناعة، ولم يسبق أن سجل له مثيل على كوكب الأرض منذ نحو أربعة ملايين عام، كما تجاوز تركيز ثاني أكسيد الكربون في مايو 2022 عتبة الـ420 جزءاً في المليون (ppm)، وهي وحدة القياس المستخدمة لتحديد كمية التلوث في الهواء. أما في مايو 2021، فكان هذا المعدل 419 جزءاً في المليون، وفي 2020 كان 417 جزءاً في المليون.

الصين الأولى عالميًا والمغرب عربيًا

واحتفظت الصين بصدارة أكبر الدول المنتجة للفحم حول العالم خلال العام الماضي (2021)، وسط زيادة في إنتاجها المحلي والإمدادات العالمية.

كما لم تشهد قائمة أكبر 10 دول منتجة للفحم في 2021 أيّ تغيير، مقارنة بـ2020، وذلك اعتمادًا على حجم الإنتاج المقاس بوحدة إكساجول، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، اعتمادًا على المراجعة الإحصائية السنوية لشركة النفط البريطانية بي بي.

وتُجدر الإشارة إلى أن كل 1 إكساجول يساوي ما يقرب من 40 مليون طن من الفحم الصلب، أو 95 مليون طن من الفحم البني (فحم الليغنيت) والفحم شبه القاري (sub-bituminous coal).

واستحوذت الصين على حصة 50.8% من إجمالي إنتاج الفحم عالميًا في 2021، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي.

أما عربيًا فقد تصدرت المغرب قائمة أكثر الدول العربية استهلاكًا للفحم خلال 2021، بنحو 0.307 إكساجول، مقابل 0.280 إكساجول خلال 2020، ما يمثل زيادة 10.1% على أساس سنوي.

وتأتي الإمارات ومصر في المركزين الثاني والثالث؛ حيث بلغ استهلاك الفحم 0.074 و0.051 إكساجول على التوالي خلال العام الماضي، ثم الجزائر وعمان عند 0.017 و0.0131 إكساجول على الترتيب.