رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أديب نوبل».. شخصيات ساهمت في حياة وإبداع نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

16 عاما مرت على وفاة الأديب العالمي نجيب محفوظ، الذي رحل عن عالمنا في 30 أغسطس لعام 2006 عن عمر ناهز الـ95 عاما، تاركا إرث كبير من الأعمال الأدبية الرائعة، التي لا تزال خالدة حتى الآن، إذ تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم، ومن أشهر أعماله: الثلاثية، وأولاد حارتنا، ويُصنف أدب "محفوظ" باعتباره أدبا واقعيا، فإن مواضيعا وجودية تظهر فيه.

في حوار لنجيب محفوظ في عيد ميلاده الخمسين بمجلة "المجلة" بعددها رقم 73 الصادر بتاريخ 1 يناير 1963 كشف الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ عن أن تكوينه الأدبي كان نتيجة لقراءة الكثيرين من الأدباء العرب والأجانب، فمن العرب تعلم من قراءة طه حسين والعقاد وسلامة موسى والحكيم والمازني، ومن الأجانب تولستوي ودستويفسكي وتشيكوف وجيمس جويس وكافكا وشكسبير.

وتابع: لقد تعلمت من طه حسين - مثلا - ثورته الفكرية، كما أن طه حسين أعطاني نماذج مختلفة من فن القصة مثل قصة الترجمة الذاتية في "الأيام" وقصة الأجيال في "شجرة البؤس"، ومن قراءة العقاد تعلمت الإيمان بقيم معينة أولها قيمة الفن الأدبي كفن رفيع لا كوسيلة لتكسب في المناسبات، وثانيها قيمة الحرية الفكرية في الديمقراطية، ومن قراءة قصة "سارة" للعقاد اكتشفت أول مثل للقصة التحليلية، ومن سلامة موسى تعلمت الإيمان بالعلم والاشتراكية والتسامح الإنساني.

جدير بالذكر أن نجيب محفوظ بدأ الكتابة بكتابة المقالات الفلسفية في مجلات وصحف مختلفة خلال الفترة بين 1930، و1939، ثم اتجه للكتابة الأدبية، وصُدرت روايته الأولى "عبث الأقدار" عام 1938، ونشرها له سلامة موسى صاحب "المجلة الجديدة"، والذي كان ينشر مقالات نجيب محفوظ منذ أيام دراسته في الثانوية. 

وفي عام 1947 بدأ بكتابة سيناريوهات لأفلام السينما، واستمر حتى 1960، وفي فترة لاحقة كان يكتب زاوية أسبوعية في جريدة الأهرام بعنوان "وجهة نظر" حول موضوعات سياسية واجتماعية، واستمر في كتابة الزاوية بانتظام من 1980حتى توقف عام 1994 بسبب حادثة الطعن، ثم استأنف الزاوية على شكل حوارات أسبوعية يجريها مع الكاتب محمد سلماوي، واستمرت الحوارات حتى قبيل وفاته عام 2006.