رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صدمة جفاف نهر الدانوب.. التغيرات المناخية تعبث بالعالم (صور)

أرشيفية
أرشيفية

تعصّف التغيرات المناخية في الوقت الحالي بالعديد من دول العالم، ما بين حرائق وأعاصير وأمطار لا تناسب موسم الصيف الحالي وحرارته المرتفعة، لاسيما أنها شملت دول في قارات متفرقة.

من إفريقيا إلى أوروبا والخليج والوطن العربي، تسير التغيرات المناخية هذا العام بسرعة وتيرة، لا يربط بين الدول التي حلّت فيها تلك التغيرات شيء سوى أن المناخ وتغيراته لا تفرق بين قارة وأخرى.

وانتشرت صور صادمة بالأمس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت عن جفاف نهر “الدانوب” في صربيا، واتضحت شدة الجفاف بعد ظهور هياكل السفن الحربية الألمانية التي تعود إلى حروب في عصور قديمة.

وكشفت الصور عن آثار من عصور ما قبل التاريخ وهياكل سفن من الحرب العالمية الثانية ونقوشات على "أحجار الجوع"؛ بسبب موجة الجفاف التي ضربت أوروبا في العام الجاري وكان آخرها ذلك الجفاف في نهر “الدانوب”.

“الدانوب” يعتبر أطول نهر في الاتحاد الأوروبي و ثاني أطول نهر في أوروبا بعد نهر الفولجا، وينبع من الغابة السوداء في ألمانيا ويمر بعدة عواصم أوروبية قبل أن يصب في البحر الأسود عن طريق دلتا الدانوب الموجودة بين رومانيا وأوكرانيا.

جفاف نهر الدانوب

ولم يكن التغير المناخي الوحيد وخاصة الجفاف الذي يضرب القارة العجوز أو غيرها من الدول الأخرى، فقد عصفت التقلبات المناخية بالعديد من الدول وأدت إلى نتائج وخسائر في البعض منها.

نهر التايمز

“الدانوب” ليس الأول، فقد سبق وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات صادمة لجفاف نهر “التايمز” وكان ذلك بسبب الارتفاع الشديد في درجة الحرارة في بريطانيا، وظهر النهر والمياه منحسرة به بشدة، ما أدى إلى ظهور التربة وتشققها.

ويقع نهر “التايمز” في جنوب إنجلترا إذ يبلغ طوله 346 كم ويعد أطول نهر في بريطانيا، وثاني أطول نهر في المملكة، إذ ينبع من منطقة كيمبل في إنجلترا ويمر بمدن بريطانية عديدة مثل أكسفورد وريدنغ وسلاو ولندن قبل أن يصب في بحر الشمال.

جفاف نهر التايمز

وتأثرت بريطانيا بشدة من حالة الجفاف التي ضربت القارة الأوروبية في وقت سابق، إذ أعلنت الحكومة البريطانية تضرر 8 مناطق بها من انخفاض مستويات المياه، منها: "ديفون وكينت وإيست أنجليا ولينكولنشاير".

ليس الجفاف وحده الذي طال أوروبا ولكن الحرائق أيضًا ففي التشيك دمر 5,651 فدان أما فرنسا فقد دمرت الحرائق من الغابات 47,700 فدان، وقرب أثينا في اليونان فطالت الحرائق 4200 فدان، وأخيرًا إيطاليا دمر بها 5 آلاف فدان بسبب الحرائق.

الحرائق تشعل آسيا وإفريقيا

ولم تكن قارة آسيا في منأى عن تلك التغيرات المناخية، ففي كوريا الجنوبية قضت حرائق الغابات على 42 ألف فدان ونتيجة ذلك اضطر 7 آلاف شخص على النزوح من تلك الأماكن.

وطالت تلك الحرائق المغرب في قارة إفريقيا خلال شهر يونيو الماضي، والتهمت النيران 5 آلاف فدان، وتشرد بناء عليه العديد من الأشخاص، حيث طالت الحرائق أقاليم العرائش ووزان، وتطوان، وتازة.

الوطن العربي

وطالت التغيرات المناخية أيضًا دول عربية، من بينها السعودية التي شهدت خلال يوليو أيضًا عواصف وسيول جارفة، حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر تجمعات للمياه في مناطق عديدة.

ووقتها أعلنت هيئة الأرصاد بالسعودية أن السبب هو التغيرات المناخية والتقلبات الجوية، إذ تشكلت سحب وأمطار رعدية في نجران، والباحة، وعسير وجازان، واستمرت التقلبات الجوية إلى أتربة وغبار.

وأكثر من 80% من سكان الشارقة ورأس الخيمة في الإمارات طالتهم الأمطار التي ضربت الإمارات في يوليو الماضي، بسبب سقوط أمطار غير مسبوقة بها وظهرت صور لبعض الإمارات وهي مظلمة بفعل الأمطار الغزيرة.

سيول السعودية

الاحتباس الحراري وراء الحرائق

الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب، يرجع كل ما يحدث إلى التغيرات المناخية الطبيعية، والتي تشتد في بعض البلدان عن الأخرى نتيجة للاحتباس الحراري الذي يواجه العالم حاليًا.

وبين أن موسم الصيف الحالي ليس من علاماته سقوط الأمطار وفي نفس الوقت شهدت الكثير من الدول سقوط الأمطار في عز الموجة الحارة، وهو ما يدل أن التغيرات المناخية تعبث بكل الدول حاليًا.

الدكتور مجدي علام

ويوضح أن سقوط الأمطار يحدد مكانه الرياح سواء شمالية أو شرقية، مبينًا أن مصر كان من المتوقع بها سقوط الأمطار في الوقت الحالي بالرغم من أن الصيف لم ينته بعد في وقت مازالت توقعات الموجات الحارة قائمة.