رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فارس الأدب.. يوسف عز الدين عيسى ودوره فى إثراء الحركة الأدبية

يوسف عز الدين عيسي
يوسف عز الدين عيسي

يوسف عز الدين عيسى، والذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1914، جمع بين الأدب والعلم في أعلى مستوياتهما، فهو أديب له عالمه الخاص، وصاحب مدرسة خاصة في الكتابة، حيث يختلط الخيال والحلم بالواقع بشكل رمزي، ليقدم تحليلا دقيقا لعالمنا الحديث الواقعي الذي نعيشه اليوم.

 

التحق الدكتور يوسف عز الدين عيسي بكلية العلوم جامعة القاهرة في العام 1934 وتخرج بإمتياز مع مرتبة الشرف 1938، وعين معيدا بالكلية في نفس العام بقسم الحيوان.

 

حصل علي الدكتوراة من جامعة شيفيلد بإنجلترا واختارته منظمة “فولبرايت” أستاذا زائرا في جامعتي بركلي وإلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية. 

 

مارس يوسف عز الدين عيسي التدريس الجامعي والبحث العلمي وأشرف علي مئات الأبحاث وشجع الأنشطة الثقافية والإبداعية في الجامعة، وقد عمل أيضا كرئيس قسم، وأنشأ قسم علم الحيوان في جامعات أخري. 

 

ــ عالم يوسف عز الدين عيسي الإبداعي

 

كتب يوسف عز الدين عيسي وألف كل الأجناس الأدبية، من رواية وقصة قصيرة، إلي المسرح والشعر، وهو أيضا رائد الدراما الإذاعية والتليفزيونية في مصر والشرق الأوسط، تميزت أعماله بالتشويق الشديد واللغة السلسة، وقد استمر يجمع بين العلم والأدب حتي آخر يوم في حياته. 

 

تنوعت أعماله تنوعا كبيرا نظرا لتنوع ثقافته ودراساته واهتماماته. وتأثر كثيرا بروح العصر، بكل ما ينطوي عليه من علم وأدب وفلسفات وفن وموسيقى وكل مظاهر الحداثة. ورغم شغفه بالبحث في الإنسان وحقيقة الوجود والغوص في أعماق النفس البشرية لسبر أغوار البشر، إلا أن أسلوبه تميز بالسلاسة والشاعرية التي تجذب القارئ إلي آخر كلمة يكتبها. 

 

كما تتميز أعماله، باستعماله للرمز لإظهار الفكرة في العمل، فهي تدخل في سياق الأدب الفكري، كذلك المضمون، والرسالة التي يبغي أن تصل للمتلقي، ولذلك فهي أعمال فريدة في الأدب العربي.

 

ــ قائمة بمؤلفات يوسف عز الدين عيسي   

للكاتب الدكتور يوسف عز الدين عيسي، روايات عديدة نذكر من بينها: “الواجهة”، “العسل المر”، “الرجل الذي باع رأسه”، “لا تلوموا الخريف”، “التمثال”، “عين الصقر”، “ثلاث وردات وشمعة”، “عواصف”، “الأب”.

 

وفي مجال القصة القصيرة قدم يوسف عز الدين عيسي، مجلدان ضما أعماله القصصية، من بينها: “ليلة العاصفة” وقصص أخري، “البيت وقصص أخري”، وفي المسرح وتحت عنوان “نريد الحياة” مجلد كبير يضم أعماله المسرحية، وله العديد من الأشعار والأغاني إلي جانب كتاباته للدراما الإذاعية التي تصل إلي حوالي 400 عمل منها: عجلة الأيام، جماعة من المساكين، الغد المجهول، الجمجمة، الزنبقة المسكينة، سيكوسيتا، عدو البشر، المملوك الشارد، وغيرها.

 

كسرت روايات يوسف، الحاجز التقليدي للرواية العربية، فتعدى حدود الزمان والمكان، وكان من أوائل رواد الواقعية السحرية. بل “وأسس مدرسة جديدة في الكتابة الأدبية التي تأثر بها الكثير من الأدباء” بحسب حيثيات جائزة الدولة التقديرية في الآداب، والتي حصل عليها في العام 1987، وهو أول أديب مصري يمنح هذا التكريم وهو يعيش خارج العاصمة، فقد كان يعيش في الإسكندرية.

 

وكان الكاتب قد حصل علي جائزة أخرى من الدولة أيضا في العام 1978 عن أعماله الإذاعية، وقد ذكرت لجنة الجائزة في حيثيات حصولها عليه: “تحولت الدراما الإذاعية علي يديه إلي نوع رفيع من الأدب.”

 

ومن الأوسمة الأخرى التي حصل عليها، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي مرتين، المرة الأولي في العام  1979، والمرة الثانية عام 1988، ووسام الجمهورية عام 1981، واليوبيل الفضي واليوبيل الذهبي للإذاعة والتليفزيون. 

 

كما منح وسام “فارس الأدب؛ في عام 1999، وكان ذلك قبل وفاته بأشهر قليلة، وقد منح هذا الوسام لــ ”دوره الرائد في إثراء الحركة الأدبية".

 

وقد اختير يوسف عز الدين عيسي كأفضل شخصية أدبية في مصر لعامي 1998 و 1999.