رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيله.. حكاية صالون حسين رياض الثقافى

حسين رياض
حسين رياض

حسين رياض، الفنان ذو الألف وجه، وإذا كنت من محبيه ومتابعي أعماله، أو حتي شاهدته صدفة وأنت تمر علي القنوات التليفزيونية، فلربما تتسأل من أين جاءت عبقرية هذا الفنان؛ فهو من أدي دور “مسعود أبو شامة”، الآفاق الانتهازي في فيلم “بائعة الخبز”، وهو الخديوي إسماعيل في “ألمظ وعبده الحامولي”، وهو الباشا المتغطرس في “شفيقة القبطية” وهو أيضا أبرز من أدى شخصية الأب الحنون العطوف في عشرات الأفلام التي قدمها خلال مشواره الفني والذي انتهى في مثل هذا اليوم الموافق 17 يوليو ولكن من العام 1965.

وفي كتابه “حسين رياض الفنان صاحب الألف وجه"، يشير الناقد دكتور عمرو دوارة، إلى نشأة وبداية اتجاه حسين رياض إلى الفن، وكيف أن والده رفض، أن يتجه للعمل الفني، وأجبره علي الالتحاق بالكلية الحربية، إلا أن حسين رياض “انتهز أول فرصة وكانت أول إجازة له من الكلية الحربية، وقرر تغيير مساره وإعلان تمرده. حيث التقي بصديق له هاو للفن يدعى حسن فايق وأخبره برغبته في ترك الكلية الحربية واحتراف العمل الفني.

واتفقا على الإقامة معا في الحجرة التي يقيم فيها حسن بحي السيدة زينب، وبالفعل بدأ سويا رحلة الكفاح والبحث عن عمل، وخلال هذه الفترة نفدت نقودهما وعانى كل منهما من الجوع والحرمان والاضطرار إلى المشي علي الأقدام لمسافات طويلة، ولكنهما أصرا عل تحمل المشقة واستكمال الطريق واعتبار أن تلك المعاناة هي ضريبة الفن وتحقيق الذات.

 

ــ صالون حسين رياض الثقافي  

ويلفت “دوارة” إلى أن حسين رياض كان محبا للكتب، مواظبا على القراءة وكان دائم الاعتزازا بمكتبته الزاخرة بكل فروع المعرفة والثقافة، كما كان يحتفظ بمجموعة من كتب “دراكيولا” في 28 جزء. وذلك بخلاف مجموعة الكتب والمراجع الدينية، ومجموعة الكتب التاريخية بصفة خاصة، نظرا لعشقه الإبحار في التاريخ بخاصة عندما يشترك في مسرحيات تاريخية مثل: “العباسة”، “أنطونيو وكيلوبترا”، “يوليوس قيصر”، “جان دارك”، “جمال باشا”، “علي بك الكبير”، “الناصر” وغيرها من المسرحيات التاريخية.

استمر حسين رياض سنوات في عقد “صالون ثقافي” بمنزله بصفة دورية، وكان القسم المشترك في تلك الجلسات كل من الأساتذة: الشاعر الكبير دكتور إبراهيم ناجي، الفنانة زوزو حمدي الحكيم، الموسيقار محمد عبده صالح، الفنانة زينب صدقي، الشاعر الإذاعي إمام الصفتاوي. وكان ينضم إليهم في كل جلسة بعض الفنانين والمطربين والأدباء والشعراء. وكانت المناقشات تدور غالبا حول أهم الإبداعات الجديدة وأيضا حول القضايا الاجتماعية.

 

ــ حكاية معجبة اشترى لها حسين رياض غرفة طعام

ومن السمات واللمحات الإنسانية في شخصية الفنان حسين رياض، يذكر “دوارة” أنه قد: اشتهر بالكرم الزائد والعطاء لأقص درجة وحرصه الشديد علي تقديم المساعدات والمشاركة بالأعمال الخيرية، وكذلك تلبية جميع طلبات كل من يلجأ إليه ــ حتي ولو لم يكن علي معرفة به ــ والأمثلة كثيرة من بينها مبادرته بشراء “غرفة طعام” لعروس من مدينة “طنطا” ــ إحدى المعجبات بفنه ــ وكم كانت سعادته بأنه لم يخذلها وأن الله قدره علي تحقيق أمنيتها وإدخال السرور إلي قلبها بهديته لها. 

وأيضا شراؤه لميكروسكوب لأحد طلاب كلية الطب، كان يتمني مجرد اقتراض المبلغ وتسديده بعد تخرجه، فبادر الفنان حسين رياض بشرائه وإهدائه له.

ويضيف “دوارة”: “دار الأيام ووجد الفنان حسين رياض نفسه نجما يقوم بالدور الأساسي بفيلم “بنت 17” ، في حين يشارك أستاذه الأول لفن التمثيل عبد الحميد حمدي، بدور هامشي صغير، ووضعه هذا الموقف في حرج شديد ولكنه استطاع بدماثة خلقه تخفيف الموقف على أستاذه بالترحيب الدائم به والاعتراف بفضله أمام الجميع”.