رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تبتعد الملائكة عن المؤمنين وترفض حراستهم؟.. باحث كنسى يُجيب

الملاك
الملاك

أطلق الباحث يانيس قنسطنطينيدس، دراسة مُتخصصة حول كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر والوطن العربي، أجاب خلالها عن تساؤل: "متى يبتعد ملاكنا الحارس عنا؟".

وقال "قنسطنطينيدس"، في الدراسة التي أعدها: "غالبًا ما يكون هناك حديث عن الملاك الحارس لكل شخص مسيحي يأخذه بمعموديته، ويقف على يمينه وينصحه في كل عمل يرضي الله".

وأضاف: "أنه ملاك رقيق ورحيم ، يخاف على الإنسان، يضع عدالة الله في قلب الإنسان والطريق إلى الخير، والآباء القديسين في كنيستنا يعلمون أن الحياة المقدسة للإنسان هي شرط أساسي لبقاء هذا الملاك القديس بجانبنا، وإلا سوف يبتعد عنا بسبب الأعمال الشريرة وحياة الخطيئة".

وتابع: "أن الملاك الحارس يوجه خطواتنا سراً إلى كل شيء جيد ويبعدنا إلى أقصى حد مسموح له من الشر والخطيئة، لكنه لا يقف ببساطة كحامي لروح وجسم الإنسان، بل يصبح روحًا مقدسًا مع تلك الروح، لذلك فهو يشعر بالألم من أجل الروح المعطاة له و يعاني مع هذه الروح، هذا الملاك يريح الحزن، ويساعد مع الألم، ويتعاطف مع الإنسان، ويقوده إلى التوبة ويحميه من أعداء مرئيين وغير مرئيين".

وأكمل: "ولكن بصرف النظر عن الملاك الحارس لكل إنسان، هناك ملائكة وصية على الأمم والمدن والكنائس المحلية أيضاً، ففي العهد القديم في سفر التثنية، يقسم الله الأمم ويضع حدود الأمم حسب عدد ملائكته".

وواصل: “القديس يوحنا ذهبي الفم يقول أن الله قد أقام معسكرات ملائكة في كل مدينة لوقف هجمات الشياطين على المدن، والقديس هيبوليتوس واضح بشكل خاص عندما يشبه الكنيسة بسفينة تبحر بقيادة الملائكة، وفي الأيام الخوالي، كان رئيس الملائكة ميخائيل يعتبر الملاك الحارس لشعب إسرائيل، ورآه النبي هوشع في أريحا وسمعه يقول إنه قائد جيش الله، وفي دانيال، تحدث رئيس الملائكة جبرائيل عن رئيس الملائكة ميخائيل قائلاً: وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يَقُومُ مِيخَائِيلُ الرَّئِيسُ الْعَظِيمُ الْقَائِمُ لِبَنِي شَعْبِكَ، وَيَكُونُ زَمَانُ ضِيق لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ، كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوبًا فِي السِّفْرِ، ويقول أيضًا الرسول يهوذا: وَأَمَّا مِيخَائِيلُ رَئِيسُ الْمَلاَئِكَةِ، فَلَمَّا خَاصَمَ إِبْلِيسَ مُحَاجًّا عَنْ جَسَدِ مُوسَى، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُورِدَ حُكْمَ افْتِرَاءٍ، بَلْ قَالَ: "لِيَنْتَهِرْكَ الرَّبُّ!".

واستطرد: "رئيس الملائكة ميخائيل كما كان الملاك الحارس لشعب إسرائيل كذلك كان أيضا الملاك الحارس للجسد الميت للنبي موسى قائد شعب إسرائيل، ويشهد القديس يوحنا السلمي عن ملاكه الحارس: في كل مرة كنت أرغب في ان أرتقي في الحياة الروحية ، ظهر لي ملاكي الحارس ونور لي طريقي.. بينما كتب القديس باسيليوس الكبير: لن يبتعد الملاك عنا، إلا إذا أخرجناه بأفعالنا الشريرة. تماماً كما يبعد الدخان النحل والروائح السيئة تبعد الحمام، فإن الخطية الشريرة تسلب منا الملاك الذي يحمي حياتنا". 

وأردف: "وفقًا للتقليد المقدس لكنيسة المسيح، يُعطى ملاك حارس للإنسان في معموديته المقدسة، يمكننا أن نفهم هذه الحقيقة بشكل أفضل من الإفشين الخامس لسر المعمودية، حيث  يقول: يرافقه في حياته ملاك حارس وصي لينقذه من كل مصيدة للخصم ، من الهجوم الخبيث، من شيطان الزوال. ومن كل خيال سيء".

واختتم: "بالإضافة إلى الملاك الحارس، يرسل الله إلى الإنسان أيضا الملائكة الآخرين في حياته من أجل المساعدة والإرشاد والراحة في إغراءاته، في تجارب الحرب الروحية، التي يمر بها الإنسان في هذا العالم . فيما يتعلق بهذه الأسباب الإلهية، يقول الرسول بولس عن الملائكة: أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!.. وبهذا التعريف، الرسول بولس، يعزي المسيحيين إلى حد كبير، لأنه يكشف أن الله يهتم بهم، لأن الملائكة، الذين يتجاوزون الإنسان ، أمرهم أن يخدموا البشر ويساعدونهم للخلاص".