رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«امرأة حتى كعب الحذاء».. كواليس رسائل غسان كنفاني لحبيبته غادة السمان

غسان كنفاني
غسان كنفاني

فتحت الكاتبة والصحفية السورية غادة السمان، خزانة أوراقها الخاصة ونفضت الغبار عن رسائل غسان كنفاني إليها، ودفعت بها للنشر، في ذكرى يوم اغتياله التي توافق الـ8 من يوليو عام 1972.

وجمعت الكاتبة السورية وغسان كنفاني قصة حب خلال عام 1966، وعاشا سويًا في بيروت، ومن بين تلك الرسائل اختارت غادة السمان 12 رسالة فيما بين عامي “1966- 1968”، ونشرتها مع صور خطية لها.

«الدستور» يرصد في السطور التالية رسائل غسان كنفاني لـ غادة السمان..

يقول غسان كنفاني، في إحدى رسائله لـ غادة السمان: “أنت صبية وفاتنة وموهوبة”، وأكثر الأوصاف التي وصفها بها هي “يا شقية”.

وكتب فاروق عبد القادر عن الرسائل في جريدة "روز اليوسف" أكتوبر 1992، أن أكثر رسائله حميمية وامتلاءً بنزف القلب، كانت تلك التي وجهها “غسان” لأخته الكبرى فايزة وهو يتكلم عن غادة السمان في كلمة من كلماتها، حيث حاول غسان تحليل دوافعه الذاتية العميقة قدر ما استطاع الغوص والنفاذ.

وروى في هذه الرسالة واقعة صغيرة كتب: "قالت لي في الصباح إنها ستأوي إلى فراشها في العاشرة من المساء، ولذلك اذهب لبيتي باكرا اليوم، لكنها حتى منتصف الليل لم تكن هناك، ولا في الواحدة ولا في الثالثة، ثم هتفت لها فأبلغتني أنها كانت تشرب نبيذا وأنها سهرت مع صديق، وهذا يا فايزة ما كانت تريد أن تقوله، هل تتصورين؟ كانت تجهد لتنال أذني كي تصب فيها اللعنة، ترى ما الذي يذكر هذه الإنسانة بي إلا الذل".

وشرح "عبد القادر" أن غسان كنفاني كان يتلمس لغادة السمان الأعذار والمبررات، حيث كتب: "فهي كانت وحيدة لا تستطيع أن تردم الهوة بينها وبين العالم إلا بالرجال، وهي تفضل التفاهة والمشاعر التي تمر على السطح، وأنا أعرف أن الحياة قد خدشتها بما فيه الكفاية لترفض مزيدًا من الاخداش، ولكن ما يتعين علىّ أن أدفع الثمن، أمس صعقتني، مثلا، حين قلت لها إنني أرغب في رؤيتها فصاحت: أتحسبني بنت شارع؟ كانت ترد على غيري، وكنت أعرف ذلك، ولكن ما هو ذنبي أنا؟".

ويروي فاروق عبد القادر أنه من سياق الرسائل نفهم أن ثمة صراعا كان ناشبا بين الأنثى والكاتبة فيها، حيث كان يصفها بأنها "امرأة حتى كعب حذائها"، ويخاطبها: "أيتها المرأة قبل ألف مرة أن تكوني أديبة أو كاتبة". 

وكان يحاول "غسان" أن يدفعها نحو الانحياز للكاتبة فيها، نحو النصف الأعلى، لا الأسفل، إذ كان يكتب لها مرة ضارعا إليها أن تكتب إليه: "أكتبي أيتها الحلوة الذكية". 

ويرى فاروق عبد القادر إن كانت غادة السمان قد ربحت من نشر الرسائل وحققت زهوها النرجسي، لكن غسان كنفاني لم يخسر، بل أضيف لمجموعة الخطوط العديدة المتداخلة التي صاغتها إنسانا ومبدعا.