رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطران الغربية: الكنيسة هي المجتمع حيث تتحقق وحدة البشر

 الأنبا نيقولا أنطونيو
الأنبا نيقولا أنطونيو

قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مُطران طنطا والغربية، للروم الأرثوذكس، إن: «الروح القدس هو الذي يكوّن الكنيسة، فالكنيسة ليست مؤسسة بالمعنى الحقوقي ولا هي تجمعات بشر أو تنظيم مجتمعي لهم، هذا في أزمنة البشر، إنما الكنيسة هي تناغم العطية، إنه الروح الناري العامل في العبادات والتسابيح والتي ما هي إلا نفحات الروح على ألسنة المؤمنين، فالكنيسة في عمقها ليست إلا الاتصال بالسيد، هي شهداؤها والقديسون والمُألهون فيها، وكما يقول القديس سيرافيم ساروفيسكي: أن غاية الحياة المسيحية هي الحصول على الروح القدس.. ويقول القديس ايرينيوس: حيث يكون الروح القدس فهناك الكنيسة.. كما أن القديس كيرلس الكبير يركز على حضور الروح القدس الشخصي في النفس التي يكون قد قدسها، فيقول: إننا نحمل الروح القدس مقيما فينا، وليس فقط نعمته».

وأضاف، في تصريح له: «أن الصلاة التي نرفعها إلى الروح القدس: «أيها الملك السماوي المعزي روح الحق»، تدعوه «هلم واسكن فينا»، وفي الصلاة الربانية نصلي للآب قائلين:«ليأتِ ملكوتك»، يقول آباء الكنيسة أنها «ليأتِ روحك القدوس»؛ لأن ملكوت الله هو الروح القدس الذي نسأل الله الآب أن يُنزله علينا، بهذا القول فإن عبارة «أطلبوا ملكوت الله» تعني «أطلبوا الروح القدس»، وهو الضروري الأوحد». 

وتابع: «الكنيسة تُمجد الآب والابن والروح القدس، فهي مُجتمع الحب المُتبادل على صورة الحب الثالوثي، ذلك أن الروح هو الينبوع وهو واهب الطاقات القوى الثالوثية المؤلِّهَة التي تحقق الخلاص، لذلك الكنيسة الأرثوذكسية تُحذر من أي استفراد مصوب حصرًا صوب الكلمة الإلهي اللوغوس أو صوب الروح القدس، وتسعى إلى لاهوت متوازن يرتكز على الأقانيم الإلهية الثلاثة، فيقول الرب فى إنجيل يوحنا: «ومتى جاء هو روح الحق فأنه يرشدكم الى الحقيقة كلها»، هذه «الحقيقة كلها» هي في الواقع الثالوث الإلهي، الروح القدس يكشف هذه الحقيقة».

وأكمل: «إذن عندما نتقدس بالروح القدس نقبل المسيح يسكن في إنساننا الداخلي ومع المسيح أيضًا الآب، هذه العلاقة الشديدة والمتبادلة بين الأقانيم يظهرها كل من تقليد المعمودية واعتراف الإيمان أي قانون الإيمان المسيحي، ففي قانون الإيمان المسيح يقول المؤمن «أؤمن بإله واحد آب ضابط الكل.. وبرب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد.. وبالروح القدس الرب المحيِّ المُنبثق من الآب الذي هو مع الآب والابن».

واستطرد: «إن احتفالات الكنيسة بحلول الروح القدس ليس هو ذكرى للحدث، بل هو تذكار أي استذكار للحدث، إنه استحضار وإخبار بالحدث،  بمعنى أن يحيا المؤمنون في الكنيسة حدث حلول الروح القدس على الكنيسة، أي يتقدسون ويتألهون بالنعمة، أي أن الحمامة التي حلت على الابن، في عيد الظهور الإلهي، تحل الآن في كل من الأبناء في الابن، وكأن النعمة صارت من جوهر الإنسان، كما يقول القديس مكاريوس الكبير: بالروح القدس تتجدد الخليقة وتعود إلى وضعها الأول». 

 واختتم: «الكنيسة هي المجتمع حيث تتحقق وحدة البشر، على تعدديتهم، في الطبيعة الواحدة وهي الطبيعة البشرية المتجددة في المسيح، إنها مجتمع الحب المتبادل على صورة الحب الثالوثي».