رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفير البحرين لدى القاهرة: ثورة 30 يونيو مناسبة عربية غالية

السفير البحريني هشام
السفير البحريني هشام الجودر

قال هشام بن محمد الجودر، سفير مملكة البحرين لدى القاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، إن تزامن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي مع ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو يُمثّل مناسبة عربية غالية تجدد من خلالها مملكة البحرين اعتزازها باستعادة مصر مكانتها الكبيرة كونها القلب النابض للأمة العربية وأشقائها، ودورها الريادي كعمق حيوي واستراتيجي للمملكة والمنطقة العربية ككل.

وأضاف، في بيانٍ صباح اليوم، بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو، أن التاريخ يُسطِّر لعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أنه كان أول قائد عربي يزور مصر بعد الثورة في الأول من يوليو عام 2013، تقديرًا لهذا البلد العظيم، وتعبيرًا عن وقوف المملكة مع مصر وقيادتها وشعبها، وتأييدها لكل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها ومواصلة مسيرتها التنموية.

وصرّح «الجودر»: «اليوم وبعد مرور 9 سنوات على ذكرى هذه الثورة المجيدة، تسجل العلاقات البحرينية المصرية فصلًا جديدًا في مسيرة التلاحم والتكامل بين الأشقاء، والشراكة الوطيدة في ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي».

وأوضح أن زيارة الرئيس السيسي تُشكِّل لبنة جديدة في مسيرة العلاقات الأخوية التاريخية، وتفتح آفاقًا رحبة أمام تعزيز الشراكة الممتدة والتكامل الاستراتيجي الوثيق بين البلدين على الأصعدة والمستويات كافة.

وأشار السفير البحريني، إلى أن مملكة البحرين تعتز بقيمة مصر التاريخية وإسهاماتها المُشرّفة كعمق حيوي واستراتيجي لأمتها العربية والإسلامية، وتُقدِّر عاليًا وقفاتها التاريخية إلى جانب أمنها واستقرارها وعروبتها وسيادتها منذ سبعينيات القرن الماضي، وحرصها المتواصل على أمن الخليج العربي، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وأن المساس بأمنه خطٌ أحمر، وكذلك رفضها وإدانتها لأي تدخلات خارجية في الشئون الداخلية للبحرين ودول المنطقة، وهو الأمر الذي أكده الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة، بما يجسد الدور الحقيقي لمصر صاحبة الدور الريادي في نصرة القضايا العربية والإسلامية، وركيزة الاستقرار في المنطقة.

ولفت «الجودر»، إلى أن تبادل الزيارات الرسمية بين قيادتيِّ البلدين من أبرز المؤشرات على عمق ومتانة هذه العلاقات التاريخية الأخوية، وكان آخرها زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قبل أسبوع إلى مدينة شرم الشيخ، ولقائه الرئيس السيسي، ومشاركته في القمة الثلاثية بحضور عاهل الأردن، وغيرها، بما يؤكد الحرص المشترك على توطيد الشراكة الاستراتيجية وتنسيق المواقف إزاء مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، والعمل على توحيد الصف العربي في مواجهة التحديات التي تستهدف أمننا القومي، ومحاولات التدخل في الشئون الداخلية للمنطقة.

ونوَّه السفير، إلى أن العلاقات البحرينية المصرية بلغت أعلى مستوياتها من الشراكة والتنسيق السياسي والأمني منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم في مصر، وحرص المملكة على توطيد أواصر التكامل وتفعيل مخرجات اللجنة المشتركة للتعاون الثنائي، منذ إنشائها قبل ثلاثين عامًا، وتبادل الزيارات الرسمية وما نتج عنها من اتفاقيات ومذكرات تفاهم، مع تأييدها المطلق لكل ما تتخذه مصر من إجراءات مشروعة لحماية أمنها واستقرارها وتأمين حدودها وأراضيها وسلامة شعبها في محاربة الإرهاب، ومساندة مساعيها الهادفة للتوصل إلى اتفاق ملزم لحل مسألة سد النهضة وفق قواعد القانون الدولي، بما يحفظ حقوقها وأمنها المائي، إلى جانب متابعة التنسيق وتبادل الخبرات في مختلف المجالات، وتعاونهما الدائم في مكافحة التطرف والإرهاب وغسل الأموال.

وأكد أن مصر والبحرين تتميزان برؤية حكيمة متطابقة إزاء القضايا الإقليمية والدولية، جسّدتها قمة شرم الشيخ الثلاثية العربية قبل أسبوع، بتأكيد القادة حرصهم على حماية الأمن القومي العربي وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والمصالح العربية وشعوب المنطقة، ودعم الجهود الدولية في محاربة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والاستقرار.

وشدد على أن ترابط البلدين مع أشقائهما يمثل عمقًا عربيًا وحصنًا منيعًا لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة، وغيرها من المواقف التي أكدت من خلالها مملكة البحرين تقديرها لدور مصر كمصدر قوة للعرب وركيزة أساسية للأمن والاستقرار الإقليمي، واهتمامها بتعزيز التضامن العربي من أجل وحدة وسلامة واستقرار البلدان العربية، وحقوق شعوبها في الأمن والسلام والرخاء، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال «الجودر»، إن هناك توافقًا ملموسًا وحرصًا مستمرًا من قيادتيِّ البلدين على تعزيز مستويات التكامل الاقتصادي، وتنمية المشروعات القائمة في المجالات الاقتصادية والتجارية والمالية والسياحية والإعلامية، وتفتح القمة البحرينية المصرية آفاقًا رحبة أمام تعزيز المكتسبات التنموية والاستراتيجية في مسيرة العلاقات الأخوية التاريخية، بتأكيد أهمية تفعيل الاتفاقيات وتبادل الزيارات على المستويات السياسية والتجارية والبرلمانية. 

واختتم السفير البحريني بيانه مؤكدًا أن اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين تعمل على إحداث طفرة شاملة في مسار علاقات التعاون في مجالات الاستثمار والسياحة، وتوظيف المزايا النسبية في مجالات التنمية البشرية، والطاقة، وريادة الأعمال، والتكنولوجيا التقنية والمالية، وتقديم التسهيلات أمام دعم التبادل السياحي وتنشيط التجارة البينية، لاسيما بعد ارتفاع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال العام الماضي إلى 817 مليون دولار، والتعاون في إقامة المشروعات التنموية الكبرى وحماية البيئة خاصة مع استضافة مصر ورئاستها الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «كوب 27» في نوفمبر المقبل.