رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصفها كبير المراقبين الدوليين بأنها موقعة حربية كاملة

مجلة «المصور» علي جبهة القتال تنقل انتصارات معركة «رأس العش»

عدد خاص من المصور
عدد خاص من المصور عام 1969

لم يستسلم الشعب المصري لهزيمة 1967، وما أن أعلن الرئيس جمال عبدالناصر عن مسئوليته، مسئولية كاملة عما جري، وتنحيه عن الحكم، في مثل هذا اليوم من عام 1967، حتي خرجت جموع الشعب المصري تطالبه بالتخلي عن قراره والبقاء في الحكم حتي عبور الهزيمة واسترداد سيناء، وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي. وما هي إلا أيام حتي بدأت حرب الاستنزاف التي كبدت العدو الإسرائيلي خسائر فادحة وكانت تمهيدًا لطريق النصر في حرب أكتوبر 1973.

وفي عددها الصادر بتاريخ 6 يونيو 1969، أفردت مجلة "المصور"، عددًا خاصًا عن معارك حرب الاستنزاف، وفيه تحقيق مصور من جبهة القتال، أجراه "حمدي لطفي"، بعدسة "شوقي مصطفى"، وجاء التحقيق بعنوان :"الجندي المصري الجديد".. الموقف العسكري من 5 يونيو 1967 إلي 5 يونيو 1969. 

ويستهل التحقيق بسؤال حول ما تم تحقيقه خلال العامين، وما المعارك التي خاضتها قواتنا منذ يونيو 67 حتي الآن (تاريخ نشر التحقيق).

WhatsApp Image 2022-06-09 at 12.02.02 PM

ــ نقل أخبار معارك الاستنزاف للمصريين لرفع الحالة المعنوية

ويوضح "حمدي لطفي" في تحقيقه: لقد اختار عبدالناصر إضاءة الأنوار للعمل بعد يونيو 1967. وتولت القوات المسلحة قيادات ذات نوعية خاصة من الرجال، لم تغفل نداء الجماهير صاحبة الحق الشرعي في استمرار الثورة، فواجهت قواتنا المسلحة حقائق الهزيمة بفكر جديد، كان أحد أعمدتها التي أرستها لاستعادة الأرض المحتلة في صحراء سيناء.

وكما كان موقف الشعب المصري بمثابة نقطة تحول في تاريخ وطننا وثورتنا، كانت معركة "رأس العش" نقطة تحول أخري في تاريخ قواتنا المسلحة، وفعالية قتالها. كانت أشبه بالخط الفاصل بين مرحلة سادها الظلام، وبين طريق الصعود واستمرار النضال.

ــ قائد معركة "رأس العش" يروي مجرياتها

يقول قائد المعركة: في اليوم الأول من يوليو 1967، هاجمت مواقعنا في رأس العش قوة إسرائيلية مكونة من 8 دبابات، و4 مدرعات، و3 عربات جيب، وكان تسليح أفراد موقعي لا يزيد عن تسليح فصيلة مشاة فحبسنا النيران حتي اقتربت المدرعات الإسرائيلية ثم فتحنا نيراننا، فدمرنا ثلاث دبابات بعد اشتباك استمر طوال الليل، ثم دمرنا ثلاث عربات نصف جنزير، فبدأ العدو في الانسحاب.

WhatsApp Image 2022-06-09 at 12.10.26 PM

ويتابع قائد المعركة لمحرر المصور: وبعد الظهر حاول العدو تدعيم قواته فضم إليها 11 دبابة وأربع عربات نصف جنزير، وعربة هاون، فدمرنا له نصفها، وكانت مفاجأة للعدو، فلم يكن عدد أفرادنا يزيد على 25 جنديًا.

وفي صباح 8 يوليو نشب القتال مرة أخري في رأس العش برًا وجوًا، وبعد عدة ساعات ظهرت الطائرات الإسرائيلية وأخذت تقصف قواتنا في بورفؤاد وبورسعيد، وفجأة كانت الطائرات المصرية المقاتلة تتصدى لها، تعاونها المدفعية المصرية المضادة للطائرات، فأجبرت طائرات إسرائيل على الفرار. وطبقًا لتصريحات الجانب الإسرائيلي، فإن خسائره بلغت في هذه المعركة 22 جنديًا و11 عربة نصف جنزير و3 دبابات.

 كان قد مضي شهر علي معركة يونيو في سيناء، فإذا بقواتنا تستعيد قدرتها علي القتال والصمود، ويظهر للعالم أن مصر لا زال لديها طائرات تستطيع أن تشتبك مع طائرات إسرائيل.     

وفي ليلة 12 يوليو 1968 حاول العدو إنزال بعض قوارب المطاط إلي القناة عند القنطرة، بعد أن فتح نيران مدفعيته علي القنطرة والفردان وجنوب الإسماعيلية والشط وبورفؤاد، ولكن قواتنا ردت العدوان، فدمرت جميع قواربه ولنشاته، ثم تركز الاشتباك في بورتوفيق حيث حاول العدو التقدم بأعداد كبيرة من الدبابات والعربات فكبدته قواتنا خسائر فادحة، وأسقطت مدفعيتنا من مضادات الطائرات، 4 طائرات ميراج.

WhatsApp Image 2022-06-09 at 12.02.15 PM

وفي 21 سبتمبر اشتبك العدو مع مدفعيتنا الثقيلة، وكان قتالًا عنيفًا، تدمر خلاله مركز قيادته في القنطرة شرق، ومخزن وقود ومخزن ذخيرة، ووحدة مدفعية مضادة للطائرات، و14 دبابة و7 نقط ملاحظة، و15 عربة نصف جنزير، وقدرت وكالات الأنباء العالمية في تل أبيب أن عدد قتلى إسرائيل ما بين 80 إلي 100 بينما يزيد عدد الجرحي علي 300 ضابط وجندي. ووصف الجنرال "أودوبول" كبير المراقبين الدوليين هذه المعركة بأنها موقعة حربية كاملة.