رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الزواج بين البناء والهدم

تطالعنا الأخبار فى عدة مشكلات زوجية أغلبها زواج قاصرات أو صغار أعمار من الأولاد، الأمر الذى قصدت فيه البحث عن الزيجات خارج المحيط العربى، وهل يتزوج أطفال فى العاشرة من أعمارهم كما هو الحال فى محيط الشرق الأوسط؟
وبدراسة مع تجارب عربية وغربية ظهرت تجاوبًا مع السن المناسب للطرفين فى العلاقة الزوجية، تقول إن الزواج فى أعمار مبكرة غالبًا ما يكون عمر الزواج قصير وينتهى بالانفصال، أى الطلاق، ويقول الإخصائيون إن الزواج فى عمر متأخر أيضًا قد لا يستمر طويلًا، لا سيما فى دول الغرب، بل كثيرًا ما يحدث الخلاف قبل البدء فى الحياة الزوجية،
ويقول الخبراء إن الزواج الأكثر استمرارًا وما يطلق عليه بالزواج الذهبى هو ما يحدث بين الزوجين فى أعمار ما بين الثامنة والعشرين والاثنين والثلاثين حين يعرف الشريكان بعضهما ويدركان حجم المسئولية وتربية الأطفال ومواجهة الحياة فى يسرها وفى عسرها، حتى يقال لابد من التريث حتى يصبح العقل فى اكتمال تشكيله الذى لا يكتمل قبل بلوغ الخامسة والعشرين من العمر، كما تبين الدراسة العملية أن زواج من هم حول الخامسة والعشرين فأقل فإن نسبة الانفصال تصل إلى خمسين فى المائة.
كما تقول الدراسة إنه لا يجب الانتظار طويلًا فهى مرحلة أكثر تفكيرًا وتغييرًا وقد لا تستمر العلاقة الزوجية كثيرًا فهى مرحلة يدخل فيها عامل الحسابات المالية وما ينشأ عنها من اختلاف قد ينتهى بالانفصال، والنصيحة تقول لا تنتظر طويلًا فمرحلة الثلاثين اكثر نضوجًا وأفضل تقديرًا وأسرع تمييزا لذا يفضل ألا يتأخر الزواج أكثر من الثلاثين ففى هذه المرحلة يكتمل الجانب التعليمى والثقافى فيصبح الزوجان ناضجين مدركين، ومن الجانب المادى يكون لديهما القدرة على تحمل مسئولية الحياة وتربية الأطفال.
أما الانتظار على الزواج حتى الأربعينات من العمر، فالغالب إن الزوجين لا يكونان فى حالة حاجة إلى الزواج وإن تم فالعلاقات قد لا تستمر طويلًا فمن قضى جل شبابه لا يكون أكثر شغفًا على الاستمرار فى هذه العلاقة وإن استمرت فكثيرًا ما يتخللها النفور والتباعد كما يكثر فيها المنازعات المادية لا سيما إذا كان كل من الزوجين له دخل مالى مستقل، فكثيرًا ما يكثر النزاع حول الصرف المالى، لذا ينصح الإخصائيون بالزواج فى مرحلة ما بين الخامسة والعشرين والثلاثين وليس أقل أو أكثر.
كما يرى الإخصائيون أن الانتظار الطويل دون زواج ليس مفضلًا، حيث تكثر الخلافات وتتجدد المشكلات وقد لا تستمر الحياة الزوجية طويلًا، وإن استمرت فلا تكن ذات نفع للطرفين.. كما أن دراسة تتبعت العلاقات الزوجية المبكرة، أى نحو العشرينات من العمر مع ثقافة علمية وأسر مبنية وتعاليم عالية تخلق روابط زوجية أكثر متعة وأفضل مسيرة فى الحياة رغم تعدد الحالات والمواجهات لأزمات مختلفة.
إلا أن العلاقة الزوجية والثقافة البناءة تواجه الحياة بحلوها ومرها لا سيما والأبناء الصغار يساعدون على تعميق الروابط العائلية بحلوها ومرها، فالأبناء والبنات يضفون جوًا آخر من حياة الأسرة توطد العلاقة مهما طرأت من أزمات فهناك رابط متين هو الأبناء والبنات، الركن المساعد على مواجهة الحياة بحلوها ومرها لا سيما فى عالمنا الشرق أوسطى، حيث يدرك الزوجان أن الابناء هم رابط متين يخفف آلام متعددة لكن هكذا تسير سفينة الحياة رغم اضطراب الأمواج أو تعثر المسيرة إلا أن متعة البنين أولادًا وبناتًا يعينون الوالدين على السباحة بهدف الوصول الآمن إلى شاطئ الحياة ومعًا ترمم الثقوب وتذلل الصعاب وتطفو سفينة الحياة حتى شاطئ السلام وبر الأمان.