رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. طاهر أبو فاشا لفاروق شوشة: لو شاهدت رابعة العدوية يوم القيامة لعرفتها

طاهر أبو فاشا
طاهر أبو فاشا

تمر اليوم ذكرى الشاعر والإذاعي الكبير طاهر أبو فاشا، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 12 مايو عام 1989 بعد رحلة طويلة من كتابة الأعمال الإذاعية التي ما زلت راسخة وشكلت وجدان المصريين، والتي على رأسها “ألف ليلة وليلة”.

في لقاء نادر مع فاروق شوشة صرح الشاعر والإذاعي الراحل طاهر أبو فاشا بأن الإذاعي محمد فتحي "كروان الإذاعة" قد جنى عليه باستمالته للإذاعة، والتي جنت عليه وصرفته عن الشعر.

وقال أبو فاشا: “أزعم أنني لو وفرت الـ 40 عاما التي سلختها في الإذاعة، أظنني كنت قد فعلت شيئا. حاولت أن أعود إلى الشعر وقد جف الشباب، وأنا مازلت شاب في الثمانين”.

 وأضاف: “كتبت برنامج تحت عنوان “أفراح النيل” وتقاضيت عنه 5 جنيهات، وكان يتضمن 8 أغنيات، وكتبت سلسلة أعياد الحصاد وسلسلة الأسرة السعيدة وغيرها. ومن ثم جاء لمدير الإذاعة كتاب ألف ليلة وليلة للأستاذ برانق، اقترحوا علي كتابة ألف ليلة وليلة، وأن يخرجها السيد بدير، ولكن تنحى عنها وأخرجها محمد سعد، وكانت الصيغة الإذاعية”.

وتابع: “قدمت من الكتاب 40 حلقة، وكنت قدمت ما يقرب من 800 حلقة للإذاعة من لدي، واستقيت مادتي من الحواديت التي سمعتها من جدتي وما قرأته في التراث والباقي من عندي، تشم في البرنامج رائحة خان الخليلي، وصنعت لي هذه الشهرة الكبيرة”.

وعن سؤال فاروق شوشة عن التمايز الذي لحق بألف ليلة وليلة من الإذاعة للتليفزيون؟ أجابه طاهر أبو فاشا بأن "هذه البرنامج كان محظوظا في الإذاعة والتليفزيون، لأنها في الإذاعة رزق البرنامج بمخرج ممتاز، وفي التليفزيون كذلك رزق البرنامج بالمخرج فهمي عبد الحميد أخرجها بأستاذية، في الإذاعة أبرز منها في التليفزيون، حيث يقدمها الروية الأول على عكس التليفزيون، حيث يعطي صورة بالكلام عن شهرذاد، هذه الصورة في التليفزيون مش موجودة".

وعن كيف اكتشف رابعة العدوية قال أبوفاشا: "اكتشفت رابعة العدوية منذ صغر سني ياعين، كان يأتي رجل يدعى الشيخ رزق لدكان والدي يحدثنا عنها، ما هذه السيدة التي تقول لربنا سبحانة وتعالي لا أخاف من نارك ولا أاطمع في جنتك.. أنا بحبك أنت" أذهلتني هذه السيدة، وتتبعتها في كتب المناقب والسير، فما من كتاب فيه حاجة عن رابعة إلا قرأته، حتى تبلورت صورتها في ذهني، بحيث والله يأستاذ فاروق لو اتصور ورأيتها يوم القيامة لعرفتها".

وتابع: "عرضت البرنامج على السيدة أم كلثوم وعجبها ووافقت وكتبت له 6 أغنيات، وطلبت مني أعمل لها موشح فعملت لها حانت الأقدار، وطلبت مني شعر لرابعة، وشعر رابعة مفرق في كتب التراث، وليس لها ديوان، ومختلف النفس  مما يقطع أن كثيرا منه محملا عليها، ولم أجد خيرا من أبياتها الخمسة "أحبك حبين" وهذه لم تكون قصيدة  فأضفت إليها "عرَفْتُ الهَوى مُذ عَرَفْتُ هواك، وأغْلَقْتُ قَلْبى عَلىٰ مَنْ عَاداكْ، وقُمْتُ اُناجِيـكَ يا مَن تـَرى، خَفايا القُلُوبِ ولَسْنا نراك، أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ"

وطاهر أبوفاشا يحتل مكانة بارزة بين شعراء جيله ولد في 22 ديسمبر 1908 ورحل في مثل هذا اليوم الموافق 12 مايو 1989، ولد في محافظة دمياط، وتخرج من كلية دار العلوم ثم عمل مرسا بمدرسة فؤاد الأول بسوهاج في صعيد مصر ونقل منها إلى الواحات الخارجة، وظل يتنقل بين المحافظات، حتى عمل سكرتيرا برلمانيا في وزراة الأوقاف المصرية، وبعد ذلك رئيسا لقسم التأليف والنشر بإدارة السؤون العامة للقوات المسلحة، أول ديوان له جاء بعنوان "صديق الشباب" وقدم  أبوفاشا 800 حلقة من ألف ليلة وليلة، إلى جانب أغنيات فيلم رابعة العدوية وغيرها من البرامج والأعمال الإبداعية الأخرى.