رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألمانيا وإيطاليا تقفان على خط المواجهة في التحول الدراماتيكي للسياسة الخارجية لأوروبا

أولاف شولتز
أولاف شولتز

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الأحد أن ميزان القوى في أوروبا في طريقه للتغيير لاسيما وأن الزعيمين الألماني أولاف شولتز والإيطالي ماريو دراجي يقفان على خط المواجهة في التحول الدراماتيكي في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي والذي حفزته العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.


وذكرت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي ) أن الاقتصادين الألماني والإيطالي - وهما أكبر وثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو على التوالي- يعتمدان بشكل كبير على الطاقة الروسية، وفي حين سعى شولتز ودراجي إلى إقامة علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيؤدي قطع هذه العلاقات والاتصالات الاقتصادية بين البلدان الثلاثة إلى إلحاق الضرر بروما وبرلين أكثر من أي اقتصاد آخر في الكتلة. لكن بينما يسير الزعيمان في طريق مشترك، يتأرجح أحدهما وبدا الآخر حاسمًا، الأمر الذي سيترك بلا محالة عواقب على توازن القوى داخل الكتلة الأوروبية.


وقالت: بدا نهج شولتز الحذر وكأنه إحجام عن التصرف؛ حيث تراجع في اللحظة الأخيرة بداية من قرارات تعليق العمل بخط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المشترك بين روسيا وألمانيا إلى الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الفحم والنفط الروسي، وذلك قبل الرضوخ لقرارات بروكسل، وقد طغت خطته التي تبلغ قيمتها 100 مليار يورو لتحديث الجيش الألماني بظلالها المترددة على المسألة الأكثر إلحاحًا والمتمثلة في الإمداد الثقيل للأسلحة إلى أوكرانيا.


أما في روما، أخبر دراجي الإيطاليين بأنهم بحاجة إلى الاختيار بين "السلام" أو "الاستسلام"، ثم اعترف بشكوكه حول جدوى التعامل مع بوتين. وطالب بفرض عقوبات أشد صرامة من جانب الاتحاد الأوروبي واقترح سقفًا للأسعار للحد من تدفق عائدات الغاز إلى موسكو. في خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبي، حدد دراجي إصلاحًا شاملاً للاتحاد الأوروبي لتحقيق "فدرالية براجماتية".


تعليقا على ذلك، قالت سوزي دينيسون، الزميل الأول في المجلس الأوروبي للبحوث بباريس، في تصريحات خاصة للفاينانشيال تايمز: "يحاول دراجي تصور الدور الذي يجب أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في هذه الأزمة، بينما يركز شولز على الآليات"، وتضيف زميلتها المقيمة في برلين جانا بوجليرين: "أن رؤية دراجي تدور حول كيف تحارب أوكرانيا من أجل الديمقراطية والحرية، بينما يسلط شولتز الضوء على المخاطر".


وأضافت الصحيفة تقول: أن الزعيمين يترأسان تحالفات متباينة، غير أن دراجي تلقى دعمًا ملحوظًا عبر مكانته في الخارج وشعبيته في الداخل، بينما يقول إنريكو ليتا، رئيس الوزراء الإيطالي السابق ورئيس الحزب الديمقراطي يسار الوسط (PD)، إن دراجي يستخدم المكانة التي اكتسبها قبل عقد من الزمن لتصوير نفسه منقذا لمنطقة اليورو حتى يقتنع الناخبون بقبول طريق صعب قد يؤدي في نهايته إلى التصادم مع بوتين.