رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حكايات حية».. متى تصبح لدينا خطة للتعامل مع «أطفال التوحد»؟

التوحد
التوحد

في سن الخامسة، لاحظت حنان. ر، والدة عمرو، أنه لا يستوعب الكلام ولا ينطق إلا بكلمات قليلة وليس لديه أي طاقة مثل أقرانه، إلى جانب بعض العدوانية في التعامل معهم.

تقول: «عُمر 4 سنوات هو العمر الذي يبدأ فيه الطفل النطق والانطلاق والتحدث الدائم مع أقرانه، وكذلك اللعب معهم لكن ألاحظ أنه لا يستوعب الكلام، ولديه عدوانية مع إخوانه من الأطفال وإذ خرجنا في مكان به ناس تبدو عليه علامات الخوف».

تم تشخيص حالة إبنها بأنه مريض توحد، وبدأت رحلة البحث عن علاج له، فحسبما تصف معظم الأطباء يقومون بالتجريب في الأطفال، فلا يوجد علاج حقيقي للتوحد في مصر.

واتساقًا مع ذلك، تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إلى المستشار حنفى جبالي رئيس المجلس، بسؤال موجه إلى الدكتور خالد عبد الغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، بشأن خطة الحكومة للتعامل مع مرض التوحد.

وطالب بدعم التخصصات التي تتعامل مع هذه الفئة من المرضى، حيث أن علاج التوحد لا يكون مع طبيب واحد وإنما مجموعة من الأطباء والتخصصات، منها طبيب مخ وأعصاب، طبيب أطفال، أخصائي تخاطب، أخصائي نفسي، وهي تخصصات تعاني من نقص في مصر.

وأكد أن أن الأمم المتحدة أعلنت أن حوالي 1% من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي حوالي 70 مليون شخص حول العالم، وأن حجم المرض أخذ في الاتساع بشكل ملحوظ، مطالبًا الحكومة بوضع خطة من للكشف المبكر عن المرض، ومحاولة تقليل أعراضه.

 

رحلة بلا نتيجة

تقول حنان عن رحلتها: «ابني يفضل الجلوس بمفرده ويخشى التجمع ويرفض أن ينام بجانبه أحد، وبدأت رحلة العلاج التي لم تنته إلى الآن، ورحلة من الأدوية وطرق العلاج المختلفة التي لا تؤتي بأي جديد».

في مرة قام طبيب بإخبار حنان بإن هناك دواء جديد أتى من أمريكا وأنه فعال للغاية ويريد أن يتناوله عمرو، وافقت بحسب ما تروي إلا أن حالة الطفل تدهورت عقب شهر من تناول ذلك الدواء الجديد.

تقول: «وثقت في إنه دواء جديد فعال لاسيما أن أمريكا تعتبر رائدة في مرض التوحد، ولكن كان لدى ابني حساسية من أحد مكوناته وبالتالي أتى بنتيجة عكسية معه، وتدهورت حالته ودخل في نوبات اكتئاب».

بحسب دراسة خرجت من جامعة إكسترا في بريطانيا، تقول أن التوحد ظهر في مصر خلال العام ‏1940‏، وزادت نسبة حدوثه عام ‏1978‏ إلى طفل من كل ‏300‏ طفل، ولكن لا يوجد عدد رسمي محدد بشأن المرضى.

ووفقًا لتقارير معهد أبحاث التوحد، بدأ ينتشر المرض بصورة كبيرة مؤخرًا، حيث أصبح 75 حالة في كل 10 آلاف طفلًا من عمر 5 إلى 11 سنة، وتعتبر هذه نسبة عالية،  مقارنة بما أعلن سابقًا بأن 5 حالات من كل 10 آلاف طفل.

انفوجراف الدستور

وفى بيان لمنظمة الصحة العالمية عام 2014، أكدت أنه في مصر يقدر عدد المصابين بالتوحد 800 ألف مصابًا، وفي العام 2017، أكدت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعي سابقًا أن عدد المصابين بمرض التوحد فى مصر يصل إلى 100 ألف مصاب.

بينما أعلنت إدارة الأطفال بالأمانة العامة للصحة النفسية في العام 2018، أن نسبة انتشار مرض التوحد في مصر تصل لـ1% أي حوالي 900 ألف مريض، وهي الإحصائية الأخيرة عن مرضى التوحد في مصر.

 

 لا يوجد علاج في مصر

لم تختلف حالة أم جابر، والتي تعلق ابنها منذ صغره بالهواتف المحمولة، ومع مرور الوقت أصبح متعلق بها بشدة حتى أفقدته النطق، ومن ثم باتت هي كل شيء بالنسبة له إلى جانب أعراض آخرى.

تقول: «بدأت في منع الشاشات عنه وجميع الأصوات الإلكترونية كي ينطق ويتفاعل معنا، إلا أن حالته ازدادت سوءً حيث رفض التواصل الاجتماعي مع البشر، ومن هنا اضطررت إلى الذهاب للطبيب».

تضيف: «عامان من السعي خلف أطباء التوحد والكثير من الأدوية وجلسات العلاج والتخاطب دون نتيجة، يتحسن في بعض الأحيان ثم ينتكث من جديد، حتى نصحني البعض بالسفر إلى الخارج، لأن مصر لا يوجد بها علاج للتوحد».