رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء يكشفون لـ«الدستور» أسباب رفع سعر الفائدة

الدولار
الدولار

قال الخبير الاقتصادي ورئيس جمعية المصريين الأفارقة يسري الشرقاوي، إن العالم يمر بأزمات اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أظهرت النتائج فيها وصول الدين العالمي لـ٢٢٦ تريليون دولار أمام مستوى ناتج محلي إجمالي عالمي وصل لـ٩٤ تريليون دولار.

وأضاف «الشرقاوي» في تصريحات لـ«الدستور»: «هناك خلل في السياسات المالية والنقدية العالمية يستحيل معها سير وتيرة الاقتصاد العالمي واستدامة التنمية دون توقع حدوث كوارث، وفي تسارع وتيرة الأزمات المتلاحقة مثل جائحة كورونا وتبعها ظواهر اقتصادية سلبية مثل ارتفاع أسعار الطاقة وتوقف وتعطّل سلاسل الإمداد ونقص بعض الصناعات مثل الشرائح الإلكترونية، ثم تبع هذه المرحلة ارتفاعات في أسعار البترول ولم يلبس الأمر الي الثبات النسبي إلا ودخل العالم بأثره في صراع عسكري لقوى عظمى بين روسيا وأوكرانيا له أهدافه المتعددة السياسية والاقتصادية، الأمر الذي عمّق جراح الأزمة الاقتصادية العالمية ونتج عنه موجات تضخمية عالمية شهدتها كبرى الأسواق العالمية منها السوق الأمريكي الذي يواجه الآن أعلى موجة تضخمية في تاريخه لم تحدث قبل٥٠ عاما».

وتابع: «بهذه الأسباب القاسية والصعبة للغاية والمتعددة اضطر صانعوا السياسة النقدية في أمريكا إلى التدخل لكبح جماح التضخم ومحاولة رفع سعر الفائدة على الدولار تدريجياً في خطة تستهدف الوصول لـ ٥٪؜ على مراحل متدرجة في محاولة لسحب السيولة الدولارية من كافة الأسواق الداخلية، الأمر الذي من شأنه أن يُحدث تأثيراً شديداً على الأسواق الناشئة لخروج المستثمرين الدولاريين إلى الأسواق الأمريكية في رحلة العودة للاستفادة بالفائدة المرتفعة وعليه بالتبعية تلجأ البنوك المركزية حول العالم وفي الأسواق الناشئة إلى الضرورة الحتمية لرفع سعر الفائدة بنسب متفاوتة.

أسباب رفع الفائدة في أمريكا

قال الخبير الاقتصادي سمير رؤوف، إن أهم أسباب رفع الفائدة في أمريكا أن العالم يواجه حالة من الاضطرابات الاقتصادية التي تفوق التوقعات، بسبب التضخم الذي يضرب الأسواق المالية.

وأضاف «رؤوف» في تصريحات لـ«الدستور»، أنه من المتوقع رفع الفائدة لنحو 6 مرات قادمة، مشيرًا إلى أن رفع الفائدة أثر بالسلب على حركة النمو الاقتصادية وحجم الأصول المملوكة للدولة والشركات وزيادة أعباء الديون المالية وعوائد السندات، ومن المتوقع رفع الفيدرالي من 2.5% لـ 3.5% نقطة خلال هذا العام.

وأوضح الخبير الاقتصادي أنه من المتوقع مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا وتكلفة النقل وقلة الاستثمارات.

من جانبه، أضاف مدحت نافع الخبير الاقتصادي، أن الولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا وعدد كبير من الدول حول العالم يلجأون إلى ما يعرف بالتشديد النقدي لاحتواء التضخم الذي ضرب العالم في أعقاب تعافي الطلب العالمي بعد عام الإغلاق الذي تسببت فيه الجائحة وكان التعافي في الطلب أكبر من تعافي العرض.

وأضاف «نافع» في تصريحات لـ«الدستور» أن أهم ملامح التشديد هي رفع أسعار الفائدة وتنعكس سلباً على وضع الدين الخارجي للدول المدينة وكذلك الدول التي تربط عملاتها بالدولار والدول التي تعتمد على الاستيراد لتلبية احتياجاتها الأساسية.

من جانبه، قال عبد النبي عبد المطلب، الخبير الاقتصادي، إن أسباب رفع الفائدة ترجع إلى محاولة البنك المركزي المصري، وغيره من البنوك المركزية في المنطقة من تقديم حوافز تضمن عدم خروج استثمارات الأجانب في أدوات الدين في مصر وغيرها من الدول، وتحاول مصر منع خروج الأموال الساخنة للاستفادة من الأرباح التي يوفرها رفع الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة.