رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاختيار.. وقوانا الناعمة

لم أكن أتصور ما حييت كم تلك الكراهية السوداء والقلوب الغليظة والجلود السميكة والعقول الغبية والمشاعر البليدة المتكلسة حول طبقات متعفنة من الأفكار البالية والأحقاد التاريخية التي تتصف بها جميعًا سلوكيات جماعة الإخوان المتخلفة، حتى تابعت تعليقاتهم الصادمة على صورة لزعيم الكوميديا المصرية وأحد أهم صناع السعادة في مصر وعالمنا العربي "عادل إمام" على مدى أكثر من نصف قرن وهو يتوسط كادرًا فوتوغرافيًا ومن خلفه مجموعة هائلة من الصور الفوتوغرافية توثق مشاهد من أعماله السينمائية والتليفزيونية والمسرحية والإذاعية..
إنه "إمام" الذي قدم كل ألوان فنون التشخيص الإبداعية بروعة وتمكن.. الكوميدي والرومانسي والتراجيدي، وهو من وظف فنه للتماهي مع قضايا وهموم المجتمع ولم يقتصر دوره فقط على صناعة الضحكة والبسمة على شفاه الجماهير في أفلامه ومسرحياته، فكانت إبداعاته تشكل وتمثل دورًا اجتماعيًا وثقافيًا وتنويريًا، وعليه فقد عانت أعماله السينمائية والمسرحية من ردود فعل رافضة في بعض الأحيان وعدائية غبية إرهابية من جانب أهل التشدد، إذ كان أول فنان يقدم أفلامًا تندد بالإرهاب الأسود منذ بداية عام 1988، وأصر على عرض مسرحيته "الواد سيد الشغال" في محافظة أسيوط بالرغم من التهديدات، لكي يؤكد على أهمية دور قوانا الناعمة في التصدي للإرهاب عبر تصويب الصورة والفيلم والمسرحية واللوحة الفنية والتمثال النحتي للمفاهيم المتخلفة المشوهة لدور الفن والإبداع في مسيرة  تاريخنا الحضاري العظيم..
ومن هنا تأتي أهمية تقديم دراما "الاختيار" بأجزائها الثلاثة في إطار تنمية الوعي بشكل عام بما تم من إجراءات في مواجهة جحافل الشر، ولكشف مدى بشاعة وقبح وإجرام تلك الجماعة وكراهيتها المطلقة للجمال وكل فعل حضاري وكل الفنون وأهل الإبداع.. وها هو رد فعل كتائب الخونة والكراهية الإلكترونية على نشر صورة المبدع العظيم "عادل إمام" وخلفه صور أعماله كمثال بسيط للقبح والتخلف.. بعض ما كتبوا بحروفهم وتخللها عدد من التعليقات المُحيية لدور الزعيم وهي تمثل قلة للأسف في مواجهة جراثيم التخلف وميكروبات العفن الإلكتروني.. أعتذر مُسبقًا لغلظة ووقاحة وجليطة وحقد أسود اتسم بها الكثير منها:
• ابقي خد الصور  معاك. وانت رايح.
• ياراجل روح اعملك حجه ولا عمره بدل أعمالك اللي مش حتنفعك دى
• فهل هذه الأعمال ستكون شاهده له أم عليه؟! يوم لا يكون فيه زعيم ولا ملك يوم تخلع كل النياشين وينادي لمن الملك اليوم إلا لله الواحد القهار !!!
• مع احترامي الكامل لشخص الأستاذ الكبير عادل إمام ولكن يا تري بعد موته هل هذه الأعمال في ميزان الحسنات فيسعد أم في ميزان السيئات فيحزن؟
• كومنتات الناس اللي بتقول هتبقي معاه في قبره دي أقسم بالله فصلتني ضحك يا جدعان.. هو إيه علاقة الفن بالموت.. أنا عاوز أفهم.
• دكتور مصطفى محمود كان خايف يقابل ربنا بكلامه فى الكتب وبرنامج العلم والإيمان وشاف إن ده لا شيء وأنه مجرد كلام، فبنى جمعية مصطفى محمود الخيرية كصدقة جارية يقدر يقابل بيها الله سبحانه وتعالى وده فعل وبكده جمع بين الكلام والأفعال فى الخير ويفيد الناس.
• هو ده العمل الصالح اللي حتقدمه بين يدي الله يا عادل؟ مسخرة وفجور وسكر؟
• تخيلوا لو خد مليون جنيه بس عن كل عمل شوف هيكون معاه كام؟
• ويوم مادخل الجامع كان اسمه مرقص.
• خمسين سنه مش واخد باله من الآية دي "لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ".
• عالم هايفه ده الشعراوي مفسر القرآن متصورش في حياته كده.
• أقولك رأيي: ممكن تكون أعماله اللي هيقابل بيها ربنا إنه ضحك الناس، تخيل إن البسمة بحسنة بالك بقى بالضحكة، أتمنى إني أشوفه ف الجنة، ومعنى كدا إني أنا كمان هكون ف الجنة برضو.. ربنا يرزقنا الفردوس الأعلى جميعًا.. أعماله سوده ومهببه ومعرفش ازاى راجل عجوز زى دا ولسه بيبوس فى الأفلام.. بيزود جبل السيئات أكتر ماهو.
• ١٦ × ٧ = ١١٢ ياترا باس فيهم كام بوسة دول وأخد كام مليون 
• يعني متصور جمب حائط البطولات ياخي 
• بصراحه عادل دا اسطوره قبلات
هذا هو رأيهم في الفنون ومبدعيها ودورهم في حياتنا، وعليه أتمنى أن يكون من بين ما تعرض دراما "الاختيار" العظيمة دور الفنون والقوى الناعمة في مواجهة عناصر تلك العصابة الباغية، ولعل مشهد اعتصام مبدعينا أمام مكتب وزير الثقافة الإخواني وهم يغنون وينشدون في حب الوطن، ومنعه من دخول مكتبه وتشكيل "جبهة الإبداع" ومسيرة "الجبهة" لمقر البرلمان لتعلن رفضها لكل قرارات الوزير.. بكل تدافع وحماس في الإيقاع ولها بالفعل أشرطة وثائقية بديعة أتمنى أن تتسع دراما "الاختيار" لعرضها، والتي أراها كانت تمثل الإرهاصات الأولى لثورة 30 يونيو التي أعادت لنا الهوية المصرية الحضارية العبقرية...