رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كواليس مواجهة الأديب نجيب محفوظ مع الجماعات المتطرفة

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تعرض الأديب نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال فاشلة في وقت سابق، وأدلى المتهمون في القضية باعترافات خطيرة أمام نيابة أمن الدولة، بتفصيلات التخطيط للحادث وقيامهم لمدة خمسة عشر يوما برصد تحركات الأديب الكبير ومواعيد خروجه من منزله.

واعترف الإرهابي محمد ناجي محمد، أنه قام برصد تحركات الأديب لمدة ثلاثة أيام منذ خروجه من المنزل حتى عودته وتم الاتفاق على اغتيال الأديب داخل شقته بعد شراء باقة ورد، ودخول الشقة على أنهم معجبون بكتاباته وأنهم من رعايا إحدى الدول العربية وفعلا ارتدى أحد الإرهابيين "باسم محمد خليل" زيا عريبا، ولكن الخطة لم تتم للتأخير في شراء باقة الورد ورغم ذلك طرقوا باب شقته واعتذرت ابنته بأن الأديب لا يقابل شخص في منزله وعليهم التوجه إلى ندوته الأسبوعية في الكازينو، وتم الاتفاق على تنفيذ الجريمة عند خروجه من منزله يوم الجمعة في طريقه إلى الندوة الأسبوعية، حيث تم الاعتداء على الأديب بسكين وفروا وتقابلوا عند كوبري أكتوبر. بحسب ما نشر في جريدة "الأخبار" 1994.

ومن جانبه، اعترف خضر المحلاوي أحد المتهمين أنهم أعدوا كميات من المفرقعات والقنابل والأسلحة للقيام بأعمال إرهابية في دور السينما والمسرح والأماكن الحيوية، كما تم التخطيط لاغتيال عدد كبير من الكتاب والمفكرين ورجال الإعلام ورجال الشرطة لوقوفهم ضد الجماعات الإسلامية.

نجيب محفوظ في منزله

 وعاد الأديب نجيب محفوظ إلى منزله بالعمارة 172 شارع النيل، والتقى بزوجته السيدة عطية الله زوجة الأديب الكبير حيث فتحت باب الشقة التي كانت تعلوها لوحة فنية لسورة "الفلق" وقالت ودموع الفرحة تختلط بالألم: الحمد لله لقد اطمأنت على صحة زوجي في الواحدة والنصف صباحا وكانت أولى كلماته هي السؤال عن ابنتيه فاطمة وأم كلثوم ولم يشر من قريب أو من بعيد إلى تعرضه للحادث. 

ونفت جريدة "الأهرام" 16 أكتوبر 1994، أن منزل الأديب الكبير  نجيب محفوظ وصول تهديدات سواء في خطابات أو بالتليفون وقالت السيدة عطية الله لـ "الأهرام"، أن زوجها الأديب نجيب محفوظ شخصا مسالما ورفض وجود أي حراسة تعيق تحركاته وممارسة حياته البسيطة التي اعتادها وتعود عليها.

ثروت أباظة يزور أديب نوبل

في الحادية عشرة وأربعين دقيقة من صباح 16 أكتوبر 1994، التقى الكاتب ثروت أباظة وقت رئاسته لاتحاد أدباء مصر بأديب نوبل نجيب محفوظ في غرفة العناية المركزة.

أجهش ثروت أباظة بالبكاء، وتحشرجت في حَلْقه الكلمات، فضحك نجيب محفوظ قائلًا: «إنت جاي تطمّن عليا ولا أنا اللي حاطمّن عليك».

كانت محاولة الاعتداء على أديب نوبل نجيب محفوظ من الجماعات المتطرفة لها وقعها السيىء على ثروت أباظة الذي قال لجريدة "الأهرام" 1994:"كانت لحظة الاعتداء كارثة بالنسبة لي، بيني وبين نجيب محفوظ أخوة عمر وعشرة صداقة حميمية عمرها نصف قرن، ولكنني أقسم أننا سنظل وراء الإرهاب، ونعمل بكل ما نكلمه على مهاجمة الكفار الملحدين المتسترين وراء الدين، فمحاولة طعن نجيب محفوظ طعنة موجهة لكتّاب ومُفكري مصر ولن نتخلى عن موقفنا للقضاء على جذور الإرهاب، سيشفى نجيب وستبرأ مصر قريبا من الإرهاب".

وقفت زوجة الأديب نجيب محفوظ، وابنة شقيقه لتوزيع الشيكولاته احتفالًا بنجاته من الطعنة الغادرة، ووقف ثروت أباظة باكيًا، إلا أن نجيب محفوظ طلب نظارته وسماعته ومشطه وابتسم قائلًا لصديق عمره قائلًا:"هو انت جاي تعيط هنا، هو انت اللي انضربت، أنا كويس، أنا خرجت من منزلي الأول إلى منزلي الثاني مستشفى الشرطة".