رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

9 ساعات متصلة.. موسوعة «الأنبا غرغوريوس» توضح سبب الصيام قبل القداس الإلهي

الكنيسة
الكنيسة

اعتادت الكنيسة القبطية الارثوذكسية، أن تنظم قداساتها المتاخرة في أيام الصوم الكبير، التي تخرج في تمام الساعة الثالثة او الرابعة عصرًا، ولكن المعتاد في الايام العادية يصوم الاقباط 9 ساعات متصلة قبيل القداس الالهي.

ولخص الاسقف الراحل الأنبا غرغوريوس أسقف البحث العلمي في موسوعته العلمية المعروفة باسم "موسوعة الانبا غريغوريوس"أسباب ذلك قائلًا: "أولا هذا الموضوع هو ترتيب كنسى، أن يكون هناك احتراس، وليس صوم، لأن امتناع الإنسان عن الطعام يوم الأحد قبل التناول، لا نسميه صوم وإنما نسميه احتراس، لماذا ؟ لأنه لا يجوز الصوم يوم الأحد، ولا يجوز الصوم يوم السبت، الصوم الانقطاعى لا يجوز يوم السبت إلاّ السبت الكبير فقط، فإذا كنا نمتنع قبل التناول فهذا نسميه فى المصطلح الكنسى احتراس".

واضاف: "ولماذا تسع ساعات؟ على اعتبار أن التسع ساعات كحد أدنى. والهدف الأساسى من هذا الاحتراس، هو وضع الجسد فى حالة جوع، يتناسب مع الجوع الروحى، لأنه يقول: " طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون"، فلا بد أن تكون النفس فى حالة جوع، لتُقَدّر النعمة وتشعر بكرامة النعمة التى هى مقبلة عليها. فأنت عندما تكون أكلت، ويأتى إنسان ويدعوك للأكل، تقول له أنا شبعان وغير قادر، ولو ضغط عليك تكون متأفف، فلا يليق بنا أن نتقدم إلى سر التناول ونحن متأففين، فلو أكلت فى الصباح وذهبت للتناول، أكيد تكون متأفف وهذا لايليق بكرامة سر التناول، فلابد أن يكون الإنسان فى حالة جوع روحى، وأيضا جوع جسدى يتناسب مع اشتياقات النفس البشرية، واشتياق الجسد للتناول من السر المقدس، ففكرة الاحتراس قبل التناول، المقصود بها جعل الجسد فى حالة جوع، يتناسب مع الجوع المطلوب للروح". 

وتابع: "هذا الاحتراس ليس منصوص عليه فى الكتاب المقدس، هذا من ترتيب الأباء الرسل وترتيب الكنيسة، وهناك أمور رتبها الأباء الرسل، الذين عُهد إليهم أن يكونوا هم القادة الذين يقودوا الكنيسة من بعد المسيح. فلا تنتظروا أن تكون هناك أوامر خصوصا فى النواحى الطقسية، أن ينص عليها فى الإنجيل، لأن الإنجيل هدفه أن يُعَرّف الناس، الذين لم يعرفوا بعد بالمسيح له المجد، أما مسألة ترتيبات العبادة، فهذه عهد بها المسيح له المجد إلى الأباء الرسل، وكان ذلك فى الأوقات التى كان فيها المسيح يختلى بتلاميذه، وأيضا فى الأوقات الأخرى بعد قيامته المجيدة، عندما استمر 40 يوم يكلمهم عن الأمور المختصة بملكوت الله". 

واختتم: "ولذلك تجدوا فى كتاب الدسقولية وهى تعاليم الرسل، تعبير يقول " هكذا سمعنا من ربنا يسوع المسيح "، وهذا معناه أن الأباء الرسل، أخذوا من المسيح تعاليم لترتيبات العبادة لم ترد فى الإنجيل، لأن الإنجيل لم يكن هدفه أنه يتكلم عن ترتيبات العبادة، الإنجيل كان هدفه أن يُعرّف الناس، الذين لم يعرفوا المسيح بعد بالمسيح. وغالباً الأباء الرسل كتبوا الأناجيل، للبلاد التى لم يتمكنوا أن ينتقلوا إليها بأنفسهم، لأن كرازة المسيح كانت دائما، بذهاب الرسل أنفسهم إلى تلك البلاد، وليس بالكتابة فى الكتب، والمسيح لم يقل للرسل اكتبوا أناجيل، إنما قال لهم: " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم "، فذهب الأباء الرسل، ولكن كتب بعضهم الأناجيل للجهات، التى لم يكن ميسوراً لديهم أن يذهبوا إليها بأنفسهم. أو إذا استجدت أمور تقتضى أن يكتب الإنجيل من أجلها، وهكذا بالنسبة للرسائل أيضا، على أى الأحوال الكلام عن الاحتراس لمدة تسع ساعات قبل التناول، هذا تعليم رسولى".