رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

على الدول العظمى إغاثة الدول الفقيرة حتى يعم السلام والأمن كوكب الأرض

بمناسبة الإعلان عن أفقر عشر دول في العالم، وأبرزهم: الكونغو، وزيمبابوي ثم جمهورية الكونغو الديمقراطية، ثم بوروندي، وليبريا، تليها إريتريا، وجمهورية إفريقيا الوسطي، والنيجر، ومالاوي.
ومن يراجع خارطة الدول وأحوالها، سيجد بلدانا أخري فقيرة للغاية، فالفقر مدقع في كل من: الهند، وبنجلاديش، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا خطير جدًا، حيث تتعرض هذه الدول لأزمات شديدة، كما أشار تقرير الفقر والرخاء المشترك لعام ٢٠١٨ والتركيز على ضرورة خفض معدل الفقر العالمي إلى أقل من ثلاثة في المائة كما يناشد تقرير الفقر والرخاء المشترك.
وهنا أذكر قصة قديمة سمعناها من الآباء والشيوخ "أن أخوين تشاجرا حول تقسيم ثروة والدهما، فاستعان كل منهما بفريق عرف عن كليهما الشدة والعنف وبالفعل قاموا بالواجب، وحتى يطمئن الأخوان قررا البقاء قريبا من موقع الأحداث ومع مرور الوقت تغيرت الأحوال إلى أهوال....!!
نعود مرة أخرى للحديث عن أن من بين ٧٣٦ مليون شخص فقير فقرًا مدقعًا حول العالم، سنجد نصفهم يعيشون في: الهند، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وبنجلاديش، كما أنها أكثر بلدان جنوب آسيا وإفريقيا من حيث أعداد السكان، حيث تصل أعداد الفقراء فقرًا مدقعًا لأكثر من ستمائة مليون شخص يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.
ومع شديد الأسف، فإن أفقر عشرة دول في العالم في إفريقيا، ومنها ثلاث دول في منطقة الساحل الإفريقي كما سبق وأشرنا، والتي تعاني من جفاف مستمر أدى إلى نقص الغذاء، وبالتالي ظهور المشكلات الصحية واجتماعية، كما تقع خمسة دول من العشرة دول المشار إليها في موقع ليس به أى منفذ بحري، مما يحرم هذه الدول من التجارة البحرية.
كما عانت الدول العشر من عدم الاستقرار السياسي وانتخابات متنازع عليها وصراعات منها ما هو عرقي أو ديني أو كليهما معاً، ويعد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي المعيار الاساسي لقياس مدي الفقر أو الغني في أي دولة مقارنة بدول أخرى، حيث يبلغ المتوسط الحالي لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في الدول العشر الأكثر فقرًا ألفا ومائتين وخمسة وسبعين دولارًا في السنة، أي أكثر من 630 مليون عامل في جميع أنحاء العالم- ما يقرب من واحد من كل خمسة من جميع العاملين- يكسبون ما يكفي لانتشال أنفسهم وعائلاتهم من الفقر المدقع أو المعتدل. إن احترام ودعم حقوق الإنسان وحقوق العمل أمران أساسيان للحد من الفقر.
وتعرف منظمة العمل الدولية "ILO" العمل اللائق على أنه فرص عمل منتجة توفر دخلاً عادلاً، وآمنًا في مكان العمل وحماية اجتماعية للأسر، وآفاق أفضل للتنمية الشخصية والاندماج الاجتماعي، وحرية الناس في التعبير عن مخاوفهم، تنظيم والمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم، وتكافؤ الفرص والمعاملة لجميع النساء والرجال.
في هذا السياق، تجب الإشارة إلى تأثر مجموعات معينة بشكل غير متناسب بفقر العمل وتواجه قيودًا إضافية، مثل الوصول المحدود إلى ظروف العمل المناسبة، وأجور الفقر، وغياب تغطية الحماية الاجتماعية، كما تشمل هذه المجموعات العمال المهاجرين والنساء والعمال ذوي الإعاقة والعاملين في القطاع غير الرسمي والعاملين المؤقتين، إضافة إلى ذلك فإن عمال الاقتصاد المؤقت غالبًا ما يعملون في وظائف غير رسمية وغير موثقة في سلاسل التوريد العالمية، مما يجعلهم عرضة لانتهاكات العمل.
لذا يجب على الشركات المعنية بهذا الأمر، تحديد العمال المعرضين للفقر في سلاسل التوريد الخاصة بهم كجزء من عملية العناية الواجبة بحقوق الإنسان، حيث يمتلك معظم هذه الشركات رافعة قوية للحد من الفقر بصفتها أرباب عمل ومنتجين ومشترين، وذلك من خلال ضمان ظروف عمل لائقة لموظفيها وعمالها عبر سلسلة التوريد، وهذا يشمل- على سبيل المثال لا الحصر- الأجور العادلة، وساعات العمل المعقولة، وتدابير الصحة والسلامة المناسبة للعمال، كما تخلق ممارسات الشراء المستدامة الظروف اللازمة لضمان العمل اللائق، والذي بدوره يمكن أن يعالج قضايا فقر العاملين في سلاسل التوريد العالمية.
وهنا أعود إلى السؤال الذي طرحناه فيما قبل: كيف لا تتحرك الدول الغنية لمساعدة الدول الفقيرة ويتبادل العالم مساندة الفقراء المشار إليهم في هذا المقال، وبدل الإنفاق على الأسلحة المدمرة والنزاعات التي لا طائل منها؟
ومن ثم يتبادل الجميع المنافع لتهدأ الكرة الأرضية ويهزم الفقر ويشبع الجياع، وتختفي الأحقاد والعنف والبغضاء، ويعم السلام والاستقرار في ربوع الأرض، إلى حين تحقيق حلم العلماء بالصعود إلى القمر والمعيشة على سطحه كملاذ آمن لكثيرين من البشر، وحتي يتم التواصل بين الكوكبين "الأرض والقمر"، لما لا نعيش على قواعد الحب ونبذ الكراهية والعمل والإنتاج حتى تختفي البطون الجائعة والأجساد الضعيفة والمريضة والواهنة ومع شبع الأجساد وانتفاء الأحقاد كي ننعم بحياتنا ويعم السلام والأمن والرخاء بين جميع شعوب الأرض.