رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاثوليكية» تحيى ذكرى القديسة كاسيلدا من توليدو البتول

كنيسة
كنيسة

تحيى الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى القديسة كاسلدا من توليدو البتول. وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرتها قائلاًَ: ولدت كاسلدا ابنة المأمون حاكم توليدو، في القرن العاشر بالعاصمة الدينية لإسبانيا ذلك الوقت، والتي احتلها العرب عام 711م، وستظل في أيدي المسلمين حتى عام 1085م، كانت تعتنق الديانة الإسلامية ،وكان أبوها عدواً قاسياً للمسيحيين، وكان يخرب بلادهم ويهدم بيوتهم ويقيدهم بالحديد ويتركهم إلى أن يموتوا جوعاً في السجون المظلمة، ويهلكهم فكانت تبدى تعاطفاً مع المسيحيين المسجونين من قبل والدها، وتساعدتهم قدر استطاعتها فتحمل إليهم الخبز وبعض الطعام. 

وتابع: ولكن لم تلبث زماناً على هذه الحالة أن أنكشف أمرها ، فكظم أبوها غيظه وأراد أن يراها وهو تفعل ذلك، فشرع يرصدها إلى أن شاهدها يوماً حاملة الطعام للمساجين المسيحيين، فسألها قائلاً: “ماذا تحملين ياكاسلدا، فأجابته يا أبت ورداً وزهراً، فقال لها أريني ذلك، ففتحت الكيس أمام أبيها وإذا بالخبز والطعام قد تحول في الحال إلى ورد وزهر ففرحت عند ذلك فرحاً عظيماً فكهذا الرب أراد أن يجازيها على عملها العظيم ويقودها إلى نور الإيمان المسيحي”. 

وواصل: “فبعد أن تعلمت مبادئ الإيمان المسيحي، فطلبت من الكاهن سراً أن تنال سر العماد المقدس، بسبب خوفها من ابيها . وقبل قبولها سر العماد اعترها نزيف دم يأس الأطباء العرب من شفائها، وأعلمها الرب في رؤيا سماوية  بأنها لا تشفى إلا بعد أن تستحم في نبع المياة المتواجد في ضريح سان فيسينزو في شمال إسبانيا المشهور بمياهه التي يستخدمه الحجاج خاصة أولئك الذين يعانون من النزيف، فلما حكت اباها وطلبت إليه أن يأذن لها بالانطلاق إلى ذلك النبع، فاغتم من ذلك لأن المكان كان يسكنه المسيحيين فمنعها أولاً عن ذلك، ولكنها اقنعته بعد ذلك، فأذن لها وبعث معها جنود لحمايتها . فلما وصلت إلى ذلك النبع  واستحمت فيه فشفيت في الحال”. 

وأضاف: “فنالت في الحال من الكاهن المتواجد في تلك المنطقة سر العماد المقدس وبنت لها في ذلك المكان  قلاية وقضت فيها بقية أيام حياتها في العزلة والصلاة، متخليها عن حياة المدن والقصور إلى أن رقدت بسيرة القداسة في عام 1050م، ويقال إنها عاشت 100 عام، وأنعم الله عليها بالآيات والمعجزات تمت بشفاعتها، فدفنت في كنيسة سان فيسينزو القريبة  من بريفيسكا في قشتالة في إسبانيا، في 21 أغسطس 1750م، تم نقل رفاتها بشكل رسمي إلى كنيسة جديدة معظم الفنانين الإسبان المشهورين، مثل موريللو وزورباران وبايو يو سوبياس، يصورونها وهي ترتدي الملابس الفخمة والملكية في عصرهم”.