رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وهن «مفاتيح حياة» عصرية

لم يكن بالأمر المستغرب ــ وإن كان المدهش والجميل ــ إطلاق عنوان الاحتفالية الأروع بيوم المرأة المصرية وتكريمها بمسمى" المرأة المصرية ــ مفتاح الحياة " ، فقد كان تتويجًا لكل الجهود والإجراءات والقرارات الداعمة لدور المرأة المصرية وتخليصها من معظم الأشكال والأنماط التمييزية السلبية بعد ثورة 30 يونيو في ظل دولة المواطنة ونحن على عتبات الجمهورية الجديدة ..
وإن كان أصل الرمز ( مفتاح الحياة ) لا يزال لغزًا لعلماء المصريات ، ولعل من أقدم النظريات عن مفتاح الحياة نظرية " توماس إنمان " التي نشرت لأول مرة في عام 1869 عندما أطلق عليه علماء المصريات مفتاح الحياة .. فهو يمثل عنصري الحياة الذكر والأنثى في إطار شكلي بديع ، ورمزًا لحقيقة أن الاتحاد المثمر هو هبة من الله.. 
لقد كان تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي في تلك الاحتفالية لبعض العظيمات من رموز أهل الإبداع والفنون والعمل الثقافي والاجتماعي المصريات من يحق بالفعل وصفهن بمفاتيح الحياة بعد أن اجتزنا بهن ومعهن أبواب وحواجز الانغلاق الأسود عام حكم الإخوان والزمن الذي خرج فيه حاكمهم ليخاطب المرأة المصرية مستهلًا إحدى خطاباته الكوميدية العبثية بقوله " إن المرأة المصرية بكل أنواعها .." وكأنه يحدثنا من دكان منيفاتورة مستعرضًا نوعيات البضاعة أو من حديقة الحيوان ليعرفنا على أنواع ساكنيها وبلد المنشأ !!!
ولعل التحية واجبة ــ في هذا المقام ــ لأجهزة الإعلام والصحافة بشكل عام والثقافية منها بشكل خاص لمبادرة البعض منها في الفترة الأخيرة لإلقاء الضوء حول أصحاب الأدوار الوطنية والثقافية والتنويرية والاجتماعية المشهود لهن من سيدات مصر وعرض تجاربهن وإسهاماتهن الفكرية والتنموية ..
وفي هذا الصدد تقدم جريدتنا " الدستور" الغراء النموذج و الدور الأبرز في تقديم " مفاتيح الحياة " ..  فهي الجريدة اليومية التي تفوق الكثير من الإصدارات الثقافية الدورية في تقديم إبداعاتهن وتجاربهن الأدبية ومنتجاتهن الفكرية عبر صفحات الرأي بنسبة مشاركة هائلة ، وعبر صفحة " إبداع " الدورية التي تشرف عليها وتقدمها للقارئ كاتبة وروائية وأستاذة إعلام جامعية رائعة " د. صفاء النجار " .. ومع توالي الأعداد أتيحت المزيد من فرص النشر لإبداعات الموهوبين من شبابنا قراء " الدستور" ..
ولعل من أبرز أمثلة وأروع المبدعات " مفاتيح الحياة " المصريات الكاتبة الصحفية والروائية المبدعة " سناء البيسي " التي قال في وصف نهجها الأدبي والصحفي أديب نوبل نجيب محفوظ " هيهات  أن أصل ذروة البلاغة التي تتمتع بها " ، فهي حريفة الكتابة التي غيرت مفهوم الصحافة النسائية من مجرد الحديث عن الموضة والجمال لمرجع ثقافي مهم ، حيث أسست " سناء البيسي " مجلة " نصف الدنيا " والتي اختصها نجيب محفوظ بنشر سلسلة من مقالات كتاب " أحلام فترة النقاهة " ..
وعليه ، وفي مبادرة مهنية بديعة قدم د. محمد الباز رئيس تحرير الجريدة والإعلامي البارز على مساحة هائلة من صفحات جريدتنا الغراء " الدستور " محطات إبداعية ومهنية من بعض تفاصيل أيام " البيسي " في بلاط صاحبة الجلالة ، وبعض إضافاتها الفكرية والأدبية الحصرية والاستثنائية  ..
يرى " الباز" أن " البيسي" قد جعلت من مجلتها حافظة لذاكرة أمة، وذلك تحديدًا من خلال الحوارات التى نُشرت مع رموز المجتمع المصرى، وأيضًا من خلال الملفات الخاصة "النصف الآخر" التى كانت تقدم من خلالها سيرة ومسيرة من صنعوا لهذا الوطن مجده.
ويناشد " الباز" القارئ أن يحاول تذكر وجوه من كتبوا فى "نصف الدنيا"، ومن كتبت عنهم، ستجد نفسك أمام كنز لا يفنى من المعرفة والثقافة والأسرار والتاريخ والتذوق والإحساس .. ويؤكد في النهاية  أن كل ذلك نسجته " سناء " بهدوء شديد وكأنها تعزف لحنًا تحبه دون أن تمل منه أو تكل من تكراره ..
ويضيف : هل أتجاوز الواقع لو قلت إنها سيدة الصحافة المصرية الأولى؟
لن أتجاوز أى واقع على الإطلاق ..
وهل أتجاوز إذا قلت إنها بالنسبة لي ولأجيال كثيرة تمامًا مثل أم كلثوم في عالم الغناء ؟
سأكون بذلك معبرًا عن الواقع تمامًا ، فكما لا يستطيع أحد أن يحيط بما قدمته أم كلثوم ، فلا أحد يستطيع أن يحيط بأسرار سناء البيسي فى الصنعة التى لا يمكن أن يلحظها إلا من يعيشون في مطابخ الصحف وورشها ..
وفي سياق الإشادة بمفاتيح حياة مصرية عصرية ، أسعدني منذ فترة لقاء الكاتبة والمفكرة والناقدة الأكاديمية           " د. أماني فؤاد " على هواء برنامجي " ستوديو التنوير " وكانت فرصة للتعرف على نهجها النقدي والأدبي المتميز ورؤيتها لفنون وإبداعات العصر .. أتوقف هنا لأعرض بعض عناوينها ..
• وهم المقدس الذي يُلصق باجتهادات بشرية كثيرة اكتسبت صفة القدم يعوق كثيرًا من القدرة على الحراك الثقافي في المجتمعات العربية ..
• كثيرًا ما همشتْ القوى السياسية والدينية والاجتماعية أدوار المفكرين والفلاسفة والنقاد والمبدعين والمتصوفة واستبعدتها ..
• من أدوار الفن أن يخلخل جمود الواقع وتكلسه وتأبده في مجتمعاتنا كثيرًا ..
•  من شأن الخطابات التي يقدمها الفن المساهمة في القضاء على الفكر المتطرف الإرهابي ..
• المدرس المُثقف التنويري يقع عليه العبء الأكبر في جودة منتج العملية التعليمية ولذا من الحتمي إعادة تأهيله ثقافيًا ..
• التعليم الحقيقي هو ما ينتج عقلًا ناقدًا وليس ناقلًا ..
• المرأة إنسان مطلق ، أول أدوارها تحقيق ذاتها والاتساق مع نفسها ، قبل كونها زوجة ، أو أم ، أو راعية منزل  ..
• المرأة أكثر عنفا في حراسة الثقافة الذكورية نتيجة التدجين الذي مُورس عليها  ..
• لم يجسد نجيب محفوظ نموذجًا للمرأة المفكرة المتساءلة في نصوصه ..