رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقوال مأثورة تستحق التوقف عندها والتأمل

ما هو منسوبا الي الامام الشافعي: "إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا..  فدعه ولا تكثر عليه التأسفا".. "ففي الناس ابدال وفي الترك راحة.. وفي القلب صبر للحبيب ولوجفا".. فلا كل من تهواه يهواك قلبه.. ولا كل من صافيته لك قد صفا".. "إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة.. فلا خوف في ود يجئ تكلفا".. "ولا خير في خل يخون خليله.. ويرميه من بعد المودة بالجفا".. "سلام على الدنيا إذا لم يكن بها.. صديق صدوق صادق الوعد منصفا".
كما بادر كثيرون في الكتابة والشرح والتفسير علي الفروق الواضحة بين صديق صدوق يشارك في السراء والضراء بعكس المدعي الصداقة في زمن النفع والفائدة، فهو شريك مشارك في السراء مختفيا غائبا في الظروف الصعبة التي يمر بها من كان قريبا في السراء غائبا مختفيا عند الضيقات والازمات والملمات، قال عنه الشافعي:
"صديق ليس ينفع يوم بؤس.. قريب من عدو في القياس".. "وما يبقي الصديق بكل عصر.. ولا  الإخوان إلا للتآسي".. "عمرت الدهر ملتمسا بجهدي.. أما ثقة فألهاني التماسي".. "تنكرت البلاد ومن بجهدي..  كأن أناسها ليسو  بناس".
ومن منا لا يذكر روائع الذكريات في ابيات مفضلة في اذهاننا ومنها: "ذكريات ردد الدهر صداها.. وعهود يحسد المسك شذاها".. "وصل العرب الغطاريف إلي.. غاية لا تبلغ الطير ذراها".. "وجروا صوب العلا في طلق.. زاحم الأنجم واجتاز مداها".. "تقف الاوهام حيرى دونه.. لاهثات قصر الأين خطاها".. "مر بالشمس فلم تشعر به.. إذ جري إلا ظنونا واشتباها".
و"أمة الصحراء أقوي جلدا.. من مهاريها وأهدي من قطاها".. "صخرها أوحي إليها عزمة..  من بني رضوي وثهلان بناها".. "وسكون البيد في رهبتها.. جرد الروح وبالنور كساها".. "رب صدر نافس الحلم به.. كل صحراء بعيد منتهاها".. "وخلال انبت الجدب بها.. عزة اليأس فما لانت قناها".. "أبت الضيم فما مدت يدا.. لذوي النعمى ولم تغفر جباها".. "تحفظ العرض مصونا ناصعا.. وإلى الطراق مبذول قراها".. "أمم إن يهلك المال فإن.. لمست أعراضها حلت حباها".. "رددت أشعارها شمس الضحا..  وسراج الليل لمًا أن تلاها".. "آية من نفحة الله فلو.. كان للنسيان كف ما محاها".
وهنا يأتي السؤال: ماذا بعد هذا الكلام وحلوه ومراجعة الفكر وما حوله فالواقع الواضح لكل مطلع أو مسافر وهو يرى ويسمع آنات مؤلمة لأطفال فقدوا الآباء وفقدوا الحنان من قريب أو بعيد كما تسمع أنات من عجزوا عن القيام من ضعفهم والجوع من حاجتهم وعلي مقربة منهم يسمعون اصوات الطرب والضحك وشتان بين نغمتي البكاء والنحيب والضحك والطرب العجيب.
وقد يري البعض أنه هذا حال الأمم كلها ففي كل منها طبقات شعبية منها من أكل حتي مرض من كثرة الطعام، وجاره مرض من الجوع والحرمان وبين الطبقتين فئة الوسط التي تنشد القول مناجون السماء لسنا نريد مالا يضلنا ولا جوع يذلنا، وهم ما يوصفون بالطبقة المستورة، وبين طبقة الأغنياء وطبقة المستورين يقف الجياع وشبه العراة ينتظرون، فهل أتيح المجال لوقفة جريئة؟ كيف يلتحم أصحاب الطبقة العالية مع الطبقة الوسطي بخطوة جريئة؟ كيف نغير وضع الطبقة التي تعاني لنغير من أوضاعهم؟.
إن البيانات التي نراها مجددا تقول إن عدد الجياع في العالم يواصل الارتفاع وتقرير الأمم المتحدة يقول إن ٨٢١ مليون شخص يعانون الآن من الجوع، وأكثر من مائة وخمسين مليون طفل يعانون من التقزم وهو ما يعرض هدف القضاء علي الجوع للخطر، هذا وفي بيان الأمم المتحدة هدفا للقضاء علي الجوع بحلول عام ٢٠٣٠ إنه هدف نبيل لكنه يحتاج إلي دعم في كل اتجاه يبدأه الأغنياء وتطبقه قيادات الدول مبتدئا بالمسئولين أولا ويلحق بهم الأغنياء والبسطاء أيضا، إنه حلم يراود الكثرة لعله يتحول الى حقيقة في الثماني سنوات القادمة.