رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 أنواع من الفوضى تؤجل اتخاذ القرارات.. تعلم مواجهتها

الفوضى
الفوضى

الفوضى فى كل مكان، لكن ما لا يدركه الناس هو أن الفوضى ليست الأشياء المادية التى تتراكم فى منازلنا فقط، بل يمكنها أن تكون فوضى رقمية أو عقلية أو عاطفية أو حتى روحية.

وتشرح كيرى توماس، مؤسسة شركة «Conquer the Chaos» الاستشارية لمساعدة رواد الأعمال، معنى الفوضى وأنواعها، فى مقال لها عبر منصة «ideas.ted»، قائلة إن الفوضى هى أى شىء يمنعك من عيش الحياة التى كان من المفترض أن تعيشها أو تريدها، وأى شىء يمنعك من إنجاز عملك والاستمتاع بحياتك.

وتقول إن الفوضى هى أيضًا تلك الكلمة التى لا تترك حياتنا أبدًا، لأننا نجدها فى منازلنا وأعمالنا وعلاقاتنا، لأننا نملأ منازلنا وسياراتنا ومكاتبنا وهواتفنا وعقولنا وقلوبنا بأكثر مما نستطيع إدارته، ونعتقد أن المزيد سيقودنا حتمًا إلى السعادة، لكن كل ما يفعله ذلك هو استمرارنا فى الشعور بالإرهاق.

وتقسم كيرى توماس أنواع الفوضى التى تملأ حياتنا إلى ٥ أنواع، أولها هو الفوضى المادية، وتعنى تراكم الأشياء المادية التى تكلف الكثير من الأموال، والثانى هو الفوضى الرقمية، التى تعنى تواجد آلاف الرسائل فى البريد الإلكترونى أو مئات الملفات المحفوظة على الكمبيوتر الشخصى دون تسمية مناسبة وتحتاج كثيرًا من الوقت للبحث عنها.

أما النوع الثالث فيمكن أن يكون الفوضى العقلية، وتعنى تراكم المخاوف، وقوائم المهام، وكل ما يملأ الرأس خلال الليل، فيما يتمثل النوع الرابع فى الفوضى العاطفية، ويعنى الأنماط والمعتقدات السلبية التى لا يدرك الإنسان حتى أنه يحملها، ومن بينها العبارات التى تدور فى الرأس حول إنقاص الوزن أو تغيير العمل وغيرها، فيما يتمثل النوع الخامس فى الفوضى الروحية، التى تجعل الإنسان لا يشعر بالسلام النفسى.

وتوضح خبيرة التنمية البشرية أن جميع الأنواع السابقة من الفوضى، لها سبب رئيسى واحد، ويمكن تلخيصه فى عبارة واحدة هى أن «الفوضى هى قرارات مؤجلة».

وتضيف: «فكر فى ذلك لمدة دقيقة، فعلى سبيل المثال، الورق هو مصدر كبير للفوضى التى ربما تملأ منازلنا، فنحن نضع قطعة من الورق وتتحول إلى كومة واحدة ثم إلى ١٠ أكوام، وعندما تكون العائلة قادمة لتناول العشاء ندفعهم جميعًا فى حقيبة ونضعهم فى الخزانة». وتتابع: «نحن نفعل الشىء نفسه مع البريد الإلكترونى، فنحن نفتحه لكننا لا نتخذ أى قرارات بشأنه، ففى بعض الأحيان تكون قراراتنا سهلة أى أننا نحذف فقط الرسائل أو الرد عليها أو وضعها فى مجلد، لكن فى كثير من الأحيان نؤجل اتخاذ القرار حتى نصل إلى النقطة التى لا نريد فيها حتى فتح جهاز الكمبيوتر الخاص بنا». وتروى كيرى توماس قصتها الشخصية مع الفوضى بقولها: «فى عام ٢٠١٢، أجريت عملية جراحية فى القلب، فطوال حياتى كنت أعانى من عيب فى الصمام، وكان يُقال لى دائمًا: ستعيشين حتى الوصول إلى الثمانينيات من العمر دون أى تدخل طبى؛ أنتِ بخير، لكن فى ذلك العام تم تشخيص والدى بسرطان البنكرياس وأصبح أمامه وقت قصير جدًا للعيش، وتم نقل ابنى الأكبر إلى المستشفى بسبب أفكار انتحارية، وشعرت بأن قلبى يتكسر حرفيًا».

وتضيف: «بحلول أبريل ٢٠١٢، كنت أعانى من قصور فى القلب، لذا اضطررت إلى إجراء عملية جراحية، وبقيت فى المستشفى لمدة ٤٨ ساعة فقط، وبعد ذلك، كنت أمشى وأمارس نشاطاتى فى وقت قياسى، وبدت حياتى رائعة، وكنت أتلقى كثيرًا من الثناء، لكن رغم ذلك كانت لدى كميات هائلة من الفوضى العاطفية، وكانت تتألف من مخاوف وأسئلة كثيرة، مثل: ماذا لو لم تنجح الجراحة؟، وماذا لو انفطر قلبى مرة أخرى؟».

وعن كيفية مواجهة الفوضى فى الحياة تقول: «عليك التوقف عن تأجيل قراراتك للنظر فى خوفك، فللمضى قدمًا تحتاج إلى اتخاذ قرارات، بعضها سهل، وبعضها كبير، وبعضها صغير جدًا».

وتؤكد أن وجود الفوضى لا يجعل الإنسان شخصًا سيئًا؛ لأن الأمر ليس أخلاقيًا، والشعور بالذنب حيال الفوضى لن يساعد كثيرًا، سواء كان شعورًا بالذنب من النفس أو من آخرين.

وتشير إلى أن الإنسان لديه القوة لإحداث التغيير، حتى فى أصعب الظروف، ومن خلال اتخاذ القرار يمكن أن يبدأ كل شىء، وذلك عبر اتخاذ إجراءات أو الحديث إلى صديق جيد أو الخروج فى الطبيعة أو التأمل أو كتابة اليوميات.

وتضيف: «بعبارة أخرى.. افعل شيئًا وامض قدمًا واتخذ قرارًا ونفذ إجراءً، حتى لو كان صغيرًا، وسوف يكافئك الكون كثيرًا، ونعم، ستعود بعض الفوضى مجددًا، فهذه هى الحياة، لكن إذا واصلت اتخاذ القرارات ولم تؤجلها فستنتقل فى النهاية من حالة الإرهاق إلى شىء نريده جميعًا، وهو السلام النفسى».