رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مساعٍ روسية لعقد اجتماع حول أفغانستان في الأمم المتحدة

زامير كابولوف
زامير كابولوف

أعلن المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان، زامير كابولوف، أن بلاده تتوقع عقد جولة جديدة من المشاورات حول أفغانستان في وقت لاحق من الشهر الجاري مع الصين والولايات المتحدة وباكستان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال كابولوف، في تصريحات له: "إننا نقدم المساعدة الدبلوماسية"، متعهدًا بإجراء مشاورات مع الجانبين، وكذلك مع الشركاء الإقليميين لإعادة التفاوض، مؤكدًا أن موسكو تشدد على ضرورة مواصلة الحوار، في حين أكدت طالبان جاهزيتها لاستعادة مكانها على طاولة المفاوضات.

وأضاف: "نعول على إجراء مشاورات مع شركائنا الأمريكيين في المستقبل القريب، ونحثهم على العودة إلى الحوار"، مشيرًا إلى أنهم أيضًا على اتصال مع شركاء من دول أخرى- لم يسمها- حول التسوية الأفغانية، ومناقشة توقف الحوار بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان".

وأوضح كابولوف أن موسكو واثقة من أنه لا يوجد بديل للمسارين السياسي والدبلوماسي من أجل التسوية الأفغانية، وتتطلع إلى استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" بتوقيع اتفاق سلام نتيجة لذلك، مضيفًا: "وفقًا لمثل معروف، عندما يصمت الدبلوماسيون، تبدأ الأسلحة في الحديث.. لسوء الحظ، فإن إطالة أمد وقف عملية التفاوض تؤدي إلى تصاعد الأعمال العدائية.. نشهد بالفعل زيادة في النشاط المسلح من جانب كل من القوات الموالية للحكومة والمعارضة المسلحة".

وحذر الدبلوماسي الروسي من أن اندلاع دورة جديدة من العنف سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين، ومزيد من المعاناة لشعب أفغانستان، ومزيد من اللاجئين والدمار، داعيًا جميع الأطراف إلى الامتناع عن تصعيد الأعمال العدائية، والعودة إلى طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن.

ونوّه إلى أن ثمة تأثيرا آخر للأزمة الراهنة على الحياة السياسية الأفغانية، يتمثل في إحياء الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر الجاري، حيث اقترح اتفاق الولايات المتحدة وطالبان تشكيل حكومة مؤقتة مع إتاحة تمثيل الحركة، مشيرًا إلى أن التوقيع المزمع لاتفاقية سلام بين الولايات المتحدة و"طالبان" كان من شأنه أن يؤجل الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، حيث كانت هناك احتمالية لإلغائها بسبب تشكيل حكومة مؤقتة بمشاركة الحركة.

ورجح المبعوث الروسي أن الولايات المتحدة ربما تستخدم وقف المحادثات للضغط من أجل الحصول على مزيد من التنازلات من طالبان، لكنه يشك في أن الجماعة ستقدمها، لأن لديها موقفا متشددا، مشيرًا إلى أن أشهر العمل التي قام بها الممثل الخاص الأمريكي للمصالحة في أفغانستان، زلماي خليل زاد، بهدف إيجاد شروط مقبولة للطرفين للاتفاق مع المجموعة تستحق تقييمًا إيجابيًا عاليًا، ما يجعل أي تنازلات أخرى أقل احتمالًا.

في المقابل، أعلنت حركة طالبان استعدادها سواء لمواصلة القتال ضد الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، أو العودة إلى طاولة المفاوضات مع الأمريكيين لتوقيع الاتفاق، الذي تم التوصل إليه سابقًا في الدوحة، ثم البدء في محدثات سلام شاملة بين الأطراف الأفغانية.

وكان الرئيس الأمريكي أعلن، في 7 سبتمبر الجاري، وقف المحادثات مع حركة "طالبان"، حيث ألغى محادثات مع قادة طالبان في كامب ديفيد كان يعد لها بشكل سري.

وأجرى خليل زاد تسع جولات من المفاوضات مع طالبان في الدوحة بقطر، دون أن يكشف الكثير عن تفاصيلها.