رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من محكمة الأسرة: باعت نفسها لتساعد زوجها في سداد الديون

من محكمة الأسرة:
من محكمة الأسرة: باعت نفسها لتساعد زوجها في سداد الديون

ترسم وجوه طفلتيها، على جدران أسوار تشوبها مرارة الأيام، تتذكر لحظات زواجها، تندم على طاعتها لوالدتها، تريد أن تعرف هل هي  الجاني أم المجني عليها!؟

أصرت والدتها على تعجيل زواجها، التزاما منها بالعادات والتقاليد،  فأصبح الزوج مديونا وهي لا خيار لها، إلا الوقوف بجانب زوجها ومساعدته.

فعملت في "كوافير" للسيدات، ووضعت أطفالها في الحضانة المجاورة لبيتها، حضانة لن تعلم أطفالها شيئا ولكنها تفي بالغرض.

وتعبيرا من زوجها لوقفها بجانبه، اعتاد أن يمر عليها إلى عملها يوميا   ليعودا معا إلى المنزل.

انتظرها هذا اليوم كثيرا، يعد الساعات، يقف أسفل مبنى العمارة التي تعمل بها، يفكر أن يصعد مبنى العمارة، ولكن يتذكر عندما قالت له زوجته ذات مرة: الكوافير للسيدات فقط، لا يصح أن تصعد وتأتي لي، انتظرني أسفل العمارة.

بدأ يقلق لا يعرف ماذا يفعل، ولكن قرر أن يصعد بعدما حاول الاتصال بها وباءت محاولته بالفشل.

عند صعوده إلى الدور الثاني، وجه له بواب العمارة نصيحة عليها علامات تعجب قائلا له: "اتقبض عليهم، ابحث عن مكان آخر للمتعة!".

استعجب الزوج من قول البواب، فنزل مسرعا، يتردد في ذهنه عدة أسئلة، لا يعرف ماذا حدث، هل أخطأ في العمارة؟

فعلم من البواب أن الشقة التي تعمل بها زوجته ليست كوافيرة وإنما بيت دعارة وكل العمارة تعرف جيدا ذلك منذ عام، وأن الشرطة جاءت وأخذت كل الموجدين بها.

فقد الوعي، ظل صامدا، فزوجته تعمل في تلك الشقة منذ عام، تضاربت الأفكار في رأسه إلى أن وجد نفسه يتساءل: هل طفلتاه من صلبه أم أنهما أولاد حرام؟

لم يفكر كثيرا، لا يرغب في مواجهة زوجته أو رؤيتها، لا يريد معرفة أسباب..  فبعد أن تأكد من أن الطفلتين ينتسبان إليه، ذهب لمحكمة الأسرة ليرفع قضية ضم حضانة.

ظل القدر يحوط حوله، فرفضت المحكمة طلبه وقامت بضم حضانة الأطفال إلى جدتهما من الأم.

فصرخ الزوج إلى القاضي قائلا: "كيف تضم الأطفال إليها، هي السبب في كل هذا، أجبرتني على الإسراع في الزواج من ابنتها، جعلتني مدانا لمن أعرفه، جعلت زوجتي تعمل في الدعارة لتساعدني، كفى".

ويظل الزوج إلى الآن في مساومة مع الجدة لضم الأطفال إلى حضانته مقابل دفع المؤخر والنفقة إلى زوجته.