رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤشر العالمي للفتوى: "فتوى داعشية" تسببت في مجزرة مسجد الروضة بسيناء

جريدة الدستور

كشف المؤشر العالمي للفتوى الذي اصدرته دار الإفتاء المصرية مؤخرا في تحليله العلاقة بين الأحداث وصناعة الفتوى، أنه هناك مجموعة من الفتاوى الدموية والمفخخة صنعت أحداثًا وأراقت الكثير من الدماء، موضحًا أن مثل هذه الفتاوى الظلامية تسري في الأمة سريان النار في الهشيم، مشددًا على ضرورة مواجهتها آنيًّا بالردود المفحمة والتفنيد الذي يبطل حجتها.

وأوضح المؤشر أن نسبة الفتاوى الدموية تمثل ما نسبته 7% من الخطاب الإفتائي عالميًّا، ولكنها رغم قلتها التي لا تذكر مقارنة بغيرها إلا أنها تشكل مرجعية لدى التيارات الإرهابية ومن ثم يتم تداولها على نطاق واسع داخل هذه التنظيمات، كما أنها تشكل خطرًا في العقيدة الإسلامية نتيجة كثرة ترديدها في الإعلام، وذكر المؤشر دليلًا على ذلك بفتوى تكفير الصوفية والتي تسببت في استشهاد ما يزيد عن 300 شخص في أحداث مسجد الروضة بالعريش والتي حدثت أواخر العام الماضي.

وبين المؤشر أن فتوى تكفير "الصوفية" التي أطلقها ما يُعرف بـ"أمير مركز الحسبة بولاية سيناء" لتنظيم داعش الإرهابي، في حوار نشرته صحيفة "النبأ" في عددها (58)في نوفمبر2016،والتي تسببت في وقوع العمل الإرهابي على مسجد الروضة بسيناء في نوفمبر 2017 من العام ذاته،وأسفر عن استشهاد قرابة 300 شخص من المدنيين داخل المسجد وفي باحته.

فتوى ورسالة تكفير

في سؤال وجهته "النبأ" لأمير الحسبة: ما هي رسالتكم إلى مشركي الصوفية في ولاية سيناء. أجاب بما يشبه الفتوى: "نقول لجميع الصوفية، شيوخًا، وأتباعًا في داخل سيناء وخارجها، إننا لن نسمح بوجود طرق صوفية في ولاية سيناء خاصة، وفي مصر عامة، وأننا لا نريد لكم إلا الهداية.. وأضاف: "واعلموا أنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدورة نجسة ".

مساجد الصوفية هدف مسبق لداعش

وقبله سألته الصحيفة: كيف واجه المجاهدون في ولاية سيناء الصوفية وكيف تعاملوا مع شيوخهم وأتباعهم؟ قال: بدأ المجاهدون بدعوة هؤلاء الصوفية، سواء كانوا من أتباع الطريقة الأحمدية أو الطريقة الجريرية، فأظهر بعضهم الاستجابة للدعوة والتوبة منذ البداية، وبعضهم آثر الإعراض عن دين الله والاستماع لدعوة التوحيد، وسرد قائلاً: "ما زالت هناك بعض الزوايا الشركية الكبيرة خارج سلطان الخلافة – بحسب قوله – في أرض سيناء ومصر".

من هو أميرالحسبة؟

بعد انتشار صور عدة له قالت مصادر مصرية أمنية إن ما يطلق عليه (أمير الحسبة) هو الشاب المصري "محمد مجدي الضلعي"، الذي زعمت جماعة الإخوان المسلمين أنه مختفٍ قسريًّا منذ عام 2015. وبعد التحري تبين أنه من العناصر التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، من مواليد مركز الرياض محافظة كفر الشيخ.

وفي إصدار لتنظيم داعش يسمى بـ"نور الشريعة" هدد "الضلعي" الصوفية، معتبرًا أنهم "مشركون" لأنهم يتبعون مشايخ طرقهم، ويطيعونهم طاعة عمياء، ويتبركون بالأضرحة، ويدعون عندها، ليس هذا فحسب، بل خص الطريق الأحمدية السيناوية والطريقة الجريرية بالتكفير، موضحًا أنهم يتبعون مبدأ الحلول والاتحاد، ويقدسون الرموز الصوفية، مثل ابن عربي والحلاج، قائلًا نصًّا: "الطريقة الجريرية لها 3 زوايا رئيسية هي: زاوية العرب في الإسماعيلية، وزاوية سعود في الشرقية وهم في أرض مصر، وزاوية الروضة في سيناء"..

عملية "سيناء 2018" تحاصر التنظيم وفتاواه

كان المؤشر العالمي للفتوى كشف أن الفتاوى الصادرة عن التنظيم بلغتأكثر من 11 ألف فتوى خلال عام، تنوَّعت موضوعاتها ما بين الفتاوى ذات الطابع السياسي، وفتاوى المجتمع والأسرة، والعبادات، والفتاوى الاقتصادية.

كما تنوعت طبيعة هوية مُصْدِرها، ما بين زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي" أو زعماء بارزين في التنظيم، أو منظرين جهاديين، أو غيرهم من الشخصيات، إلى جانب تنوع نوع الإصدار المستخدم في عرض الفتوى لتتنوع طبيعة هذه الإصدارات ما بين صوتية ومرئية ومكتوبة، وأناشيد.

وفيما يتعلق بتطويع الفتوى لخدمة الأهداف الاجتماعية؛ ذكر المؤشر أنالفتاوى الداعشية جاءت بنسبة حوالي 5% وموجهة نحو أتباعه في ظل ما تعرض له التنظيم من ضربات موجعة منذ انطلاق عملية سيناء 2018.

يذكر أن مؤشر الفتوى العالمي هو من أهم مبادرات المؤتمر العالمي للإفتاء الذيعُقد في مصر خلال الفترة من 16 : 18 أكتوبر الجاري تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.