رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اختلاف سلفي حول طاعة الحاكم في العصر الحالي.. مناظرة (1 - 10)

جريدة الدستور

مناظرة قوية أجراها موقع أمان وجريدة الدستور بين 2 من السلفيين وهما الشيخ سامح حمودة المحسوب على الدعوة السلفية بالإسكندرية والشيخ حسين مطاوع المحسوب على منهج الشيخ ربيع المدخلي.

كانت المناظرة حول عدد من الأمور الهامة التي يختلف فيها السلفيين فيما بينهم كل حسب مدرسته ومنهجه، ومن أهم هذه الأمور "طاعة الحاكم" فبعض السلفيين يرون الحاكم ولي أمر شرعي يسمع له ويطاع في كل شيء، والبعض الآخر يرونه مجرد موظف في الدولة، لقراءة الرأيين بالكامل في السطور القليلة القادمة.

في البداية شيخ سامح من وجهة نظرك كيف يتم التعامل مع الحاكم؟ بمعنى هل تعتبروه ولي أمر شرعي أم مجر حاكم؟

الشيخ سامح عبد الحميد حمودة: ولي الأمر الشرعي يختلف عن رئيس الجمهورية الذي يغير كل 4 سنوات أو 8 سنوات وهذا يخل بنظام الولاية الشرعية، الوالي الشرعي لا يعزل إلا بموته أو عارض من عوارض الأهلية، فبنص الدستور رئيس الجمهورية هو موظف فليس له ما للولي الشرعي، ولكن نطيعه في الخير نساعده على بناء الدولة لا نخرج عليه خروجا مسلحا إنما المظاهرات والثورات ليس خروج على الحاكم إنما هذا خروج اعتراض، وللعلم فإن الدعوة السلفية قامت بعمل وقفات إبان حكم مبارك بعد حادثة كاميليا شحاتة، وفي الوقت نفسه أعلنا عدم النزول في 25 يناير وفقا لموازنات المصالح والمفاسد، وقد كانت 25 يناير مظاهرات من أجل الحرية والغلاء ولم تك جزء منها في البداية المطالبة بإسقاط مبارك ولكن بعد ذلك ارتفعت المطالب.

وما رأيك فيمن وافق على أن يخرج الحاكم على الهواء ليزني ويشرب الخمر دون الخروج عليه؟

الشيخ سامح عبد الحميد حمودة: بالطبع نرفض تقديس الحاكم كما قال أحد الإخوة بأنه من حقه أن يزني ويشرب الخمر على الهواء دون أن ننتقده حتى، فنحن يجب أن نشجب ما فعله ونأمره بالمعروف وننهاه عن المنكر ونقوم بعمل احتجاجات، وما أورده الأخ مبالغة مقيتة في الانصياع لظلم الحاكم، وقد ضرب مثلا شنيعا لا يقبل، وفيه تغليط في الفحش والفحشاء، ومع ذلك لا نخرج عليه خروج بمعنى نزيله ولكن نقومه في البداية من خلال خطوات طويلة.

ما تعليقك يا شيخ حسين على ما قاله الشيخ سامح بشأن الحاكم؟

الشيخ حسين مطاوع : الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ومن سبقه ومن سيأتي بعده، جميعهم يعاملون كولي أمر شرعي نسمع له ونطيعه في المعروف حتى لو لم يحكموا بما أنزل الله، ومع ذلك نحن نرفض الطريقة التي يختار بها ونعتبرها ليس من الشرع وهي الانتخابات، كما نرفض أي خروج عليه بأي طريقة كانت ومهما بلغ فحشه، فالصحابة كانوا يصلون خلف الحجاج بن يوسف رغم مساوءه وفحشه الذي وصل إلى ضرب الكعبة بالمنجنيق ومع ذلك لم يتظاهروا ضده أو يحرضوا الناس عليه.

ولكن هل طاعة الحاكم تصل إلى أن نسمح له أن يزني ويشرب الخمر على التلفاز دون أن نعارضه؟

الشيخ حسين مطاوع: اؤكد لك أن الحاكم يطاع في المعروف ولا يطاع في المعصية إذا أمرني أنا بمعصية أما معصيته فلنفسه ولا أنزع الحكم منه بل يقوم أهل العلم بمناصحته سرا والإنكار على الفعل الذي يقوم به دون أي إنكار عليه، فهناك مثل لما أقول أن تميم بن حمد أمير قطر أمر القطريين بعدم الذهاب إلى الحج فأنا لا أطيعه لأنها طاعة في المعصية ومن ذهب إلى الحج لم يعتبر آثم، ولكن مع ذلك لا يجوز الخروج عليه أو التحريض ضده، والحل في الصبر كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم.

ووفقا لرأيك ما هي الحالة التي يمكن الخروج فيها على الحاكم والثورة ضده؟

الشيخ حسين مطاوع: الحال التي يخرج فيها على الحاكم هو الكفر البواح، وفسر العلماء هذا الكفر كأن يخرج الحاكم ليكفر نفسه بنفسه، كأن ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، وهنا يجب الخروج على الحاكم ولكن إذا أمنا بعض الأخطار، أما إذا كانت المفسدة المتحققة تغلب على المصلحة، لا نثير فتنة، ولا نثير مشاكل ولا فوضى، ونصبر كما وصانا الرسول (صلى الله عليه وسلم).

اشتعلت المناظرة هناك حيث تدخل الشيخ سامح عبد الحميد حمودة بسؤال وجهه للشيخ حسين مطاوع حيث قال له: طالبتم بإلغاء الانتخابات وأن الرئيس ولي دائم حتى أن يموت؟

الشيخ حسين مطاوع : نعم هذا هو الشرع حتى لو أنه سمح بالانتخابات، فمن وجهة نظرنا أنه ولي شرعي حتى يموت.