رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجدد الصراع بين تلاميذ "رسلان" و"البيلي"

هشام البيلي ومحمد
هشام البيلي ومحمد سعيد رسلان

تجدد الصراع مرة أخرى داخل صفوف التيار السلفي المصري، خاصة المحسوب على فكر ومنهج الداعية السعودي ربيع بن هادي المدخلي، إذ اشتعلت بين أنصار محمد سعيد رسلان الداعية السلفي، وتلاميذ هشام البيلي الداعية السلفي الآخر، على خلفية توجيه أسئلة من قبل حسين مطاوع لـ"البيلي" وتلاميذه، داعيًا إياهم للإجابة عنها وبيان موقفهم منها، الأمر الذي دفع تلميذ البيلي "محمد عبدالحي" الملقب بـ"أبوجويرية" بالرد على تلك الأسئلة.

رد تلاميذ البيلي 

لم يصمت تلاميذ الداعية السلفي "هشام البيلي" على مقال "مطاوع"، إذ قام الداعية السلفي محمد عبدالحي الملقب بـ"أبوجويرية"، بنشر مقال هو الآخر للرد على ما قاله حسين مطاوع، والإجابة عن أسئلته التي وجهها للبيلي وتلاميذه، قائلًا: "هذه الثلاثة لا أدري لماذا ذكرّتني وأنا أجيبها بمناظرة ابن عباس رضي الله عنه الشهيرة مع الخوارج، موجهًا قوله لمطاوع "هل عندكم شيء غير هذا؟".

وقال "عبدالحي"، عبر مقالته، التي نشرها اليوم الثلاثاء، إن السؤال الأول الذي طالب فيه "مطاوع" بالإتيان بـ"قول الألباني نفسه والذي بسببه قلتم إنه موافق لقول المرجئة"، مجيبًا عليه نصًا إن "الألباني الذي أفنى عمره في محاربة الإرجاء وأهله والتي انتقدها أهل العلم عليه لأنها من عبارات الأشاعرة- بغض النظر عن قصد الشيخ ومعتقده- فالكلام على العبارة فقط وهي فإن الأعمال الصالحة كلها شرط كمال عند أهل السنة خلافا للخوارج والمعتزلة".

ولفت عبدالحي، إلى أن الألباني أخطأ في استخدام هذه العبارة التي قالها الأشاعرة المرجئة، ولكنه ليس مرجئا، ولا ينبغي أن يتهم بالإرجاء بسبب هذه العبارة الخاطئة، وهذا قول جل علماء العصر، حسب قوله.

وأوضح "أبوجويرية"، أن ربيع المدخلي سُئل هل قول الألباني "إن العمل شرط كمال وليس شرط صحة يجعله مرجئا؟"، فأجاب ما نقدر أن نقول إنه مرجئ بهذا الكلام، ولكن يؤخذ عليه ولا نقبله، ونقول إن العمل جزء وركن في الإيمان لا شرطًا فيه، وهذا قاله الحافظ ابن حجر وقاله غيره، وأرجو أن يراجَع الشيخ في هذا ويبيَّن له، بارك الله فيكم".

وأكد "عبدالحي"، أن تلميذ رسلان ردّ على من اتهم هشام البيلي في الطعن في الألباني، عبر صوتية منسوبة لـ"مطاوع"، منشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكد من خلالها أن المقولة التي قالها البيلي عن الألباني هي مقولة علمية وليس بها أي شيء، حسب قوله.

وتابع تلميذ البيلي إجابته عن أسئلة مطاوع، إذ لفت إلى أن "السؤال الثاني الخاص بأن البيلي مع الجيش أم لا"، فأجاب عليه قائلًا: "تنزلا وبفرض صحة ما تقول فقد قال هشام البيلي في محاضرة بعنوان عشرٌ من أوضح البيان في التعقيب على قول الدكتور طلعت زهران «نحن مع جيشنا ما كان مع شرعنا»؛ يعني فيما وافقَ الشرع، فإن خالف الشرع في ذلك فإننا لا نوافقه في المخالفة، ومع ذلك لا ننزع يدًا من طاعة".

وأردف عبدالحي إجابته عن السؤال الثالث عبر مقالته، الذي طالب "حسين مطاوع" الاعتذار عنه إن لم يقل هذا الكلام، فأجاب "أبوجويرية" نصًا "قال رسلان في خطبة بعنوان "سنة فرعون" بتاريخ 24 جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 27 مايو2011 "إن موطن النزاع ليس- الآن- في بيان حكم ما كان [أي من الخروج على مبارك]، وإن كان ذلك مهما، لأنه لا تنزل عقوبة إلا بذنب، ولا ترتفع إلا بتوبة، فلا بد من معرفة التوصيف الشرعي لما كان، حتى إذا ما كان ذنب تيب منه، حتى ترتفع العقوبة، فهي لا تنزل إلا بذنب ولا ترفع إلا بتوبة، فهذا من أهم المهمات لأن الأمر يأتي من ها هنا، لا من ها هنا، وإن الحجاج عقوبة من الله رب العالمين، وإن عقوبة الله لا تدفع بالأكف، إنما تدفع بالتوبة، تدفع بالأوبة، تدفع بالعودة إلى الله رب العالمين، فإن عند الله حجاجين كثر، فعلى الإنسان أن يجتهد في معرفة حكم ما يقع وما وقع، وأن يلتمس الحكم الشرعي لما يهم به أن يقع، حتى يكون على بصيرة من أمره، وبينة من دينه، وعلى إنارة من طريقه".

وأوضح "عبدالحي" أن رسلان أيضًا في خطبة له بعنوان "معركة الهوية" بتاريخ 28 فبراير 2011، عقب خلع مبارك مباشرةً بيَّن حكم ما حصل تجاه محمد حسني مبارك في ظل ولاية الجيش الانتقالية حيث قال نصًا: "وما الذي وقع في مصر؟!! شعب انقلب على حاكمه، حاكمه منه، ليس على ملة سوى ملته، ولا من جلدة سوى جلدته، ولا هو ناطق بغير لسانه ولا محافظ على غير أرضه، وقع ظلم وفساد واستبداد وقام الشعب وسيأتي بنظام على غرار النظام؟ لا، لأن الأمر لو كان كذلك ما قال إن الذي وقع في مصر كهدم سور برلين!!".

أسئلة لرفع الحرج عن البيلي

كان حسين مطاوع، الداعية السلفي البارز المحسوب على تلاميذ محمد سعيد رسلان، عاود الصراع مجددًا من خلال نشره بيانًا حوى أسئلة موجهةً إلى هشام البيلي وتلاميذه، مطالبًا إياهم بالرد عليها والإجابة عنها ببيان شافٍ لإزالة الشبهات عنهم وبيان موقفهم منها.

وأوضح "مطاوع" عبر مقالته التي جاءت بعنوان "إلزامات للحدادية"، أن هناك أسئلة لا تزال إلى يومنا هذا لم يجاوب عليها البيلي أو تلاميذه، مؤكدًا أن الإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة ستزيل عنهم الشبهات وتبين حقيقة موقفهم، قائلًا: "إلى هشام البيلي وطلابه ومن يحبه ومن يرد إجماع العلماء والمشايخ السلفيين في مصر على تبديعه، هذه أسئلة ثلاثة ما زال البيلي وطلابه إلى الآن لم يجيبوا عنها إجابة قاطعة فأزيلوا الشبهات عنكم وبينوا موقفكم منها".

وطرح الداعية السلفي في مقاله الأسئلة الثلاثة، إذ ذكر في سؤاله الأول أن "البيلي قال إن الألباني وافق قوله قول المرجئة، فما هو قول الألباني الذي وافق فيه قول المرجئة؟، فإما بيانه وتفصيله والاستدلال عليه من كلام الشيخ أو التوبة والرجوع عنه، مطالبًا من البيلي وتلاميذه قول الألباني نفسه والذي بسببه قلتم إنه موافق لقول المرجئة.

وتابع "أما السؤال الثاني فقد ذكر البيلي أيضا أنه مع الجيش، ما كان مع الشرع فقال حرفيا نحن مع جيشنا ما كان مع شرعنا ودافع عن هذه المقولة وما زال يدافع عنها إلى الآن، فنقول له: ماذا لو لم يطبق الحاكم الشرع؟، موضحًا أنه طبقًا لكلام البيلي أنه ليس مع الجيش، او أنه أظهر ما لا يخفيه بأنه معه، قائلًا "اختر لنفسك إحدى الإجابتين فكلاهما عين قول الخوارج، وإما التوبة والرجوع عنها".

ونوه "مطاوع"، إلى أن السؤال الثالث الذي وجهه لتلاميذ البيلي، أنه ذكر أيضًا خلال فترة حكم الرئيس الأسبق المستشار عدلي منصور بأن ما حدث على الرئيس الإخوانجي الأسبق محمد مرسي خروج دون أن يفصل ويفرق بين ما فعله الخارجين في 30 يونيو وما فعله أهل الحل والعقد من عزله في 3 يوليو، ولم يبين أن دور الجيش في جميع الأحوال كان تأمين البلاد من الأخطار التي تحدث بسبب المظاهرات، فهل من منهج أهل السنة الكلام عما حدث لحاكم سابق في وقت فيه حاكم متمكن ومستتب له الأمر؟!".

وأكد الداعية السلفي أن البيلي إن أجاب عن السؤال الأخير بـ"لا" فلماذا لا يعتذر إلى الآن، ويجب عليه أن يعتذر، منوهًا بأنه أجاب عليه بـ"نعم" فأين دليله الشرعي الصحيح على هذا الكلام.

يذكر أن الصراع بين تلاميذ البيلي ورسلان، بدأ مؤخرًا حيث اشتعلت الحرب الكلامية مجددًا بين أنصار محمد سعيد رسلان الداعية السلفي، وتلاميذ هشام البيلي الداعية السلفي الآخر، عقب نشر حسين مطاوع، مقالا بعنوان "لهذا بدعناه" مهاجما هشام البيلي الذي يشن هجوما مستمرا على رسلان زاعما وجود مخالفات عقدية في منهجه، الأمر الذي دعا تلاميذ البيلي بالر على هذا المقال بآخر بعنوان "بهذا بهتناه"، لـ"محمد عبدالحي" الملقب بـ"أبوجويرية"، للرد على مقال مطاوع.