رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«التحاور مع داعش في مكة».. سفر الحوالي حينما تغازل في «البغدادي»

جريدة الدستور

قبل أسابيع مضت ألقت القوات السعودية القبض على سفر الحوالي الملقب لدى جمهوره من التيار الصحوي وتلامذته بـ"ابن تيمية عصره" و"العلامة"، ومن وقتها وظل الظلام يخيم على أسباب القبض عليه، إلا أنه ومع التفتيش في إصداراته المكتوبه حيث آخر كتاب والذي حمل عنوان "المسلمون والحضارة الغربية"، وجد أنه دعا إلى الجلوس مع زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، أسوة بالجلوس مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قائلا: "فكيف لا يحاور الغلاة من المسلمين؟، وكيف تكون هناك علاقات مع "العبادي"، ولا تكون علاقات مع الدولة الإسلامية؟".

وطالب بدعوة "أبو بكر البغدادي" وتنظيم "داعش" إلى مكة للتحاور معهم ومناقشة بعض مآخذه عليهم وفي ذلك قال: "وبالرجوع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة أرى أن هذا التنظيم أقرب للحق من الرافضة ومن الأمريكان.. وأنا مستعد لمناظرة هذا التنظيم، إذا أتاح أهل الشأن له أن يأتي إلى مكة، لأني أنا أستطيع الذهاب إليهم، وبنفس الشروط السابقة، ونحن نقول ونعتقد حسب عقيدة أهل السنة والجماعة، أن المسلم وإن أخطأ أو ابتدع أو غلا خير من المشرك أو الكافر، ولهذا لا يجوز التحالف مع الكفار لقتال المسلمين، فلا نتحالف مع أمريكا ولا غيرها، بل نحارب الكفر أكثر مما نحارب الغلو".



وقال: "إنه على فرض أن تنظيم الدولة كله خوارج، لا يجوز التحالف عليهم مع أمريكا فالخوارج مسلمون، والأمريكان كفار، ولا يجوز نصرة كافر على مسلم، وانظر إلى موقف كل من الطرفين من رسالة محمد عليه الصلاة والسلام واحكم بنفسك".

داعياً في الوقت ذاته، الحكومة السعودية إلى عقد تحالف مع داعش والقاعدة لمحاربة إيران ومن وصفهم بالروافض في العراق، قائلًا: "إذا كانت إيران تحتل العراق، كما يقول الإعلام السعودي، فلماذا لا تقف مع من كان ضدها، لا سيما وأن الخوارج أقل شراً من الرافضة".

كما دعا الحوالي في كتابه، إلى عسكرة المجتمع السعودي، على طريقة التربية الإخوانية فيما وصفه بـ "إعداد الرعية المجاهدة"، وصولاً في النهاية إلى تحقيق ما سماه "الخلافة على منهاج النبوة" وهي النهاية التي سعى إليها تنظيم داعش وحققها وفق تصوره، محرماً في الوقت ذاته الدخول في أي تحالف دولي لمكافحة الإرهاب.

وفي الوقت نفسه، استنكر الحوالي لما بات يُعرف اليوم بـ "الشرعية الدولية" ليغني عن الجهاد، الأمر الذي ترتب عليه وعلى حد قوله بـ "إلغاء الرق"، الذي عده "كفراً" قائلا: "وإنما الكفر الظن بأن المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وما يسمى بالشرعية الدولية، تغني عن الجهاد، حتى إن قوماً ألغوا بالكلية بعض ما يترتب على الجهاد كالرق، وإنما كان ذلك كفراً يجب بيانه والتحذير منه".

وأسهب في الحديث عن ذلك تحت عنوان "حضارة الجهاد" قائلاً: "أما المسلمون فهم أمة، فالكفار يقاتلون أعداءهم بدون أجر من الله، أما المسلمون فهم أمة خلقها الله للجهاد وهم يغنمون في أيام أو ساعات ما بناه الكفار في قرون، وكل ما يشيده الكفار من الأبراج والأبنية والمسارح والمتاحف والمستوطنات يغنمه المسلمون بالجهاد".