رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الهروب».. الإخوان بعد 5 سنوات من 30 يونيو

جريدة الدستور

بينما نجح الشعب المصري في إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، بعد عام واحد من الحكم، بدأ قادة الجماعة على الفور وقتها فى وضع خطط وبدائل لمواجهة ذلك، حيث قاموا بعدة طرق ومسارات جديدة، منها تأسيس حركات مسلحة لضرب استقرار البلاد، وتحريض المواطنين على الحكومة واستهداف الاقتصاد المصرى، والتعاون مع تنظيمات مسلحة، وذلك حسب تحريات الأمن الوطني الذي أدلى بها في القضية الخاصة بتنظيم داعش سيناء، لم يكن من بين هذه الخطط الهروب والاختفاء.

وبالفعل استمرت هذه الخطة لسنوات، حيث إنه مع كل عام كانت جماعة الإخوان تستقبل الذكرى السنوية بدعوات للاحتشاد أو ضربات إرهابية تثير الأوضاع الداخلية والأمنية، وتحريضات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ولكن مع الذكرى الحالية، شهدت الجماعة حالة من الهروب، حتى في المواقع الافتراضية، حيث لم يتحدث قادة الجماعة الإرهابية، عن الذكرى التي تعتبر من أكثر الذكريات آلالامًا وذلك للخسارة التي تعرضوا لها، فمع مرور الأيام انقسم المشهد الداخلي للجماعة وأصبحت جماعتين، الأولى تحمل فكر القيادات التاريخية، والتى تلعب على وتر التصالح مع الدولة المصرية، إلا أن الفصيل الآخر يرى أن العنف هو السبيل الوحيد للعودة للمشهد السياسي.

وفي تحليله للواقع الجديد الذي تعيشه جماعة الإخوان، يقول الدكتور بشير عبدالفتاح، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن السبب الأساسي وراء اختفاء جماعة الإخوان الإرهابية من الساحة الساسية هو تأكدهم من رفض الشعب المصرى لهم، وعدم الوقوف بجانبهم مرة أخرى، بالإضافة إلى عجزهم عن تحقيق أهدافهم على أرض الواقع.

أما عن سبب ترك الشعب للجماعة الإرهابية، علق عبدالفتاح في تصريحاته الخاصة بقوله: إن "الشعب أدرك جيدًا أن جماعة الإخوان الإرهابية تعمل لصالح نفسها فقط لاغير، لتحقق كل ما تريده، دون وضع مصالح الوطن والشعب في اعتبارهم، وبالتالي فقدوا الثقة بهم"، مُشيرًا إلى أن محاولة الإخوان الإرهابية في العودة مرة قوبلت بالرفض، ما تسبب في اندثارهم نهائيًا من المهشد السياسى.

وأوضح أن السبب فى هروبهم هو الخوف من المُسـاءلة القانونية، نظرًا لتورطهم في أعمال عنف، ومشاركتهم في عدد كبير من العمليات الإرهابية، التي وقعت على أرض الوطن، فى الآونة الأخيرة، ومحاولتهم الانتقام من الشعب المصري، فالفشل السياسي كان عنوانهم.

واتفق معه الباحث في شئون الحركات الإسلامية، هشام النجار، بقوله: إن أهم الأسباب، بل السبب الرئيسى، الذي دفع الجماعات الإرهابية إلى الاندثار من الساحة السياسية؛ ثورة الـ30 من يونيو، حيث كانت ثورة ضد الحكم الدينى، والحكم الشمولي، الذي كانت تنتهجه الإخوان، فكانت تصرفات الجماعة الإرهابية شبيهة بحكم إيران –حكومة دينية يحكمها مرشد، هدفها القضاء على الديمقراطية، وتغيير الهوية المصرية، والمحاولة لتهميش الجيش المصرى.

ولفت النجار في تصريحاته، إلى أن هدفهم كان تنفيذ سيناريوهات دولية إقليمية، من بينها تنفيذ تركيا، بأن تكون هى الرائد في منطقة الشرق الأوسط، وضرب العرب ببعضهم بعضا، عن طريق ضرب الجيش المصرى بالسورى، وهذا يعني ضرب الإقليم العربى الدولى.

وأوضح الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن السبب وراء اختفاء الإخوان هو رغبتهم في تنفيذ مشروع أحادي غير توافقي تابع لمصالح إقليمية، وليس مصلحة الأمن القومى، لاستعادة حضورهم، ما دفعهم للمشاركة والتحالف بشكل أكبر مع تنظيمات مسلحة على رأسها تنظيم الجماعة الإسلامية فى العراق والشام والمعروف إعلاميًا بـ"داعش"، وتنظيم القاعدة.