رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثان: المُتصوف «ليس لعٌبة فى يد أحد»

التصوف- أرشيفية
التصوف- أرشيفية

كثر الحديث عن المنهج الصوفي الوسطي مؤخرًا، في ظل تنامي الفكر المنحرف للجماعات الإسلاموية التي تتخذ من الدين ستارًا للتغرير بالشباب، عبر تحريف النصوص الإسلامية واخضاعها لأهدافها. ورأى كثير من الباحثين أن المنهج الصوفي هو الدرع الواقية من تلك السموم الفكرية.

يقول الدكتور سيد مندور، القيادى الصوفي، لـ"أمان": إن التصوف يدعو للوسطية والروحانية، ويحث على التعامل مع كل البشر، حتى وإن لم يكن مسلمًا، والتصوف له دور بارز في محاربة التطرف والإرهاب، لانه يخاطب النفس ويعلو عن التشدد والتطرف الفكري.

أوضح "مندور"، أن المتصوف له دور سياسي وعقائدي مستقل، وليس لعٌبة في يد أحد، وليس له أهداف سياسية، مشيرًا إلى أن الدور السياسي يتمثل في العمل لصالح الوطن، ويتبين من قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس".

ولفت إلى أن التصوف "منهج حياة، ولا يمنع المتصوف من أن يمارس دوره تجاه الوطن، حيث مارس بعض المتصوفين العمل السياسي، كالشيخ محمد متولي الشعراوي وتوليه وزارة الأوقاف، كذلك شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب".

من جانبه، يرى الباحث الإندونيسي، يوحي برانا عزة، في رسالته للماجستير بعنوان "الزهد بين التصوف الإسلامي والتصوف المسيحي دراسة مقارنة"، أن الزهد يؤدي إلى رفع المستوى الروحي والخٌلقي للفرد والمجتمع.

وأضاف: "يعمل التصوف على تربية الإنسان عبر التعايش والتضامن مع الآخرين، وكذلك السمو في الأخلاق، حيث استشهد بالآية القرآنية في قول -الله تعالى- " وَإِنَّكَ  لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ"، والتضحية من أجل سلامة الآخر".

وتابع: "التصوف يدعو إلى التواضع؛ فيتوصل الصوفي لحالة من السعادة والراحة؛ لأن الثقة في الله إذا كملت أراحت النفس من هموم الغد، وتبقى التربية الروحية والفكرية أهم أُسس معالجة الإرهاب والتطرف، بجانب الوضع الاقتصادي والاجتماعي ودعم المجال الثقافي هو الحل للتطرف".