رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

« حسين شيرازي».. عارض «خامئني» فأصبح السجن مصيره

جريدة الدستور

تظل الجمهورية الإيرانية، تزعم أنها بلد الحريات وتسمع لرأي والرأي الأخر، إلا إنه ومع تكرر الوقائع من قبل وتشريد وسجن كل من يعارض النظام، وكان أخر هذه الوقائع هو أن السلطات الإيرانية اعتقلت أمس الاثنين، حسين شيرازي، ابن صادق الشيرازي، المرجع الشيعي الشهير في قم، وذلك بسبب محاضرة وصف فيها المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، بـ "الفرعون"، حسبما ذكرت مواقع ناطقة بالفارسية.

وذكر موقع "ميكروفون نيوز" الذي نشر صورة عن مذكرة اعتقال الشيرازي أن المدعي العام للمحكمة الخاصة برجال الدين في قم، أصدر حكمًا باستدعاء هذا المرجع بعد نقد صريح لممارسات النظام الإيراني ومبدأ ولاية الفقيه وقامت السلطات باعتقاله صباح الاثنين.

وتأتي هذه العملية بعد انتشار فيديو على موقع التواصل الإجتماعي، عن جزء من محاضرة لحسين الشيرازي، قبل بضعة أسابيع، يظهر فيه وهو يصف حكم الولي الفقيه بأنه ما يعادل حكم فرعون شارحا استبداد الدولة الدينية في إيران وأساليبها القمعية ضد المعارضين والمنتقدين والمختلفين معها بالرأي.

وفي عمليات البحث عثرنا على، معلومات من مصادر مقربة من الشيرازي، من مواقع فارسية، أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني هي من تقف وراء استدعاء حسين الشيرازي وآخرين من أفراد عائلته خلال الأعوام الماضية، مع تعرضهم المستمر للإهانة والتهديد، بسبب دعوة أسرة الشيرازي إلى استقلال الحوزة عن السلطة السياسية.

يذكر أن مرجعية الأسرة الشيرازية التي لها أتباع في إيران والعراق وعدد آخر من البلدان ذات التواجد الشيعي، يرفضون ولاية الفقيه وحكم المرشد الإيراني علي خامنئي، لكنهم يطرحون أفكارا متطرفة تغذي الطائفية في المنطقة ولا يختلفون بشيء عن خطاب النظام الإيراني من حيث المبادئ الفكرية، بحسب ما يقول منتقديهم.


واتسع نفوذ أسرة الشيرازي بعد الثورة الإيرانية عام 1979 حيث دعم المرجع محمد الشيرازي الخميني واحتلت "منظمة العمل" الشيرازية التي قادها محمد تقي المدرسي شوارع طهران ونصبوا المشانق لمعارضي الثورة ومن ثم تمددوا بالأجهزة الأمنية الإيرانية كونهم في الغالب من أبناء وأقارب وأتباع المراجع ورجال الدين الإيرانيين الذين ولدوا بكربلاء والنجف في العراق ويحملون الجنسيات الإيرانية.

بعد ذلك دبت الخلافات بينهم وبين النظام الإيراني وبدأ الحرس الثوري يحد من تنامي الشيرازيين بعد ما أيد محمد الشيرازي فكرة مجلس شورى الفقهاء بدل ولاية الفقيه المطلقة بعد وفاة الخميني وهو علي غرار الكثير من المراجع يرفض ولاية المرشد الحالي علي خامنئي.

كما يعارض الشيرازي فتوى خامنئي بتحريم التطبير (ضرب الرأس بالسيف في مراسم عاشوراء ) حيث تم إغلاق حسينيات الشيرازي وتحجيم نفوذه وفرضت الإقامة الجبرية عليه حتي وفاته عام 2001.

يتبنى الفكر العقائدي الشيرازي الكثير من أفكار "الحجتية" في إيران الذين يغالون في تقديس أهل البيت إلى حد التأليه وحد تكفير أعدائهم ويسمونهم "البكرية" و"العمرية" وتكفير أتباعهم ويسمونهم "البترية"، كما يعتبرون سب أعداء أهل البيت "واجبا دينيا وأخلاقيا".