رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لغز إعدام «أبو زماط» في سيناء

أبو زماط
أبو زماط

لماذا قتل إرهابيو «داعش سيناء» الحمساوي موسى أبو زماط؟
نكشف بالأسماء.. المنفذون للعملية والمحرضون على الأهالي بسيناء
لماذا أجبرو ابن قيادي في حماس منتمي إليهم لتنفيذ العملية؟
ولماذا أعلنوا عن الحادث اليوم رغم تنفيذه قبل شهر؟


علامات استفهام كثيرة أثارها الإصدار المرئي الذي بثه مناصرو تنظيم داعش في سيناء، أمس الأول، بعنوان "ملة إبراهيم"، حيث هدد فيه حركة حماس الفلسطينية ووصفها بـ"المرتدة" التابعة لإيران، وشن هجومًا واسعًا على القضاء في غزة، ودعا من أطلق عليهم "المجاهدين" إلى ضرب المقارات الأمنية التابعة للأمن الفلسطيني، وشهد الإصدار في نهايته إعدام أحد الأشخاص يدعى "موسى أبو زماط"، الحمساوي أحد عناصر التنظيم السابقين.

اثنان وعشرون دقيقة، بثها التنظيم الإرهابي، فضحت ألاعيبه، وأفكاره المتشددة وانحرافه العقائدي الذي وصل إلى قتل عناصره، وكشفت هوية عدد من المنتمين إليه ظهروا بوجوههم، بعدما تعودوا على الظهور في إصداراتهم المرئية السابقة "ملثمين".

أحد عناصر التنظيم في الإصدار المرئي، يدعى "أبو كاظم المقدسي"، وجه رسالة إلى المتعاطفين معهم في غزة، قائلًا: "يا شباب الإسلام في غزة، ويا إخواة التوحيد في الوسطى ويا أنصار الشريعة في الجنوب، أخاطبكم فإن قتال الكفرة واجب عليكم ولا تستأثروا لهم انسفوا محاكمهم الوضعية ومقاراتهم الأمنية، ولا تبقوا في غزة رافضيا لعينا أو أخوانيا مرتدًا وأقبلوا توبة إخوانكم".

واعتبر التنظيم أن إعانة حركة حماس بالمال والسلاح "ردة عن الدين"، و"مخالفة لأوامر الله"، وهو ما استوجب قتل "أبو زماط" الذي انتمى إليهم، على يد "رجل تائب من حماس"- كما وصفوه.

ويعود إعدام "موسى أبو زماط"، إلى ما يقرب من شهر مضى- بحسب مصادر في سيناء- وتم بث الإصدار أمس الأول، لتوجيه عدة رسائل مختلفة، وبعد التخلص من حالة الجدل داخل التنظيم وغضب عدد من عناصره من قتل "أبو زماط".

مصادر إعلامية قريبة من تنظيم القاعدة، كشفت تفاصيل الإصدار المرئي، وهوية العناصر الموجودة به، حيث أشارت إلى أن التنظيم جمع جنوده وأخبرهم أنهم سيقومون بقتل "أبو زماط" كونه "مرتد"، حيث ألقى المدعو "كاظم المقدسي"، وهو القاضى الشرعي في التنظيم لمنطقة قطاع العريش- فلسطيني الجنيسة، واسمه الحقيقي "حمزة الزملي" من قطاع غزة- بيان حكم قتل أحد جنود التنظيم بسبب تهريبه سلاح ومواد إلى حماس؛ التي يعتبرها التنظيم "مرتدة"، بينما كان حاضرًا مسؤول جهاز الحسبة بمنطقة الشيخ زويد، واسمه الحركى "أبو روح"، الذي ظهر في إصدارات عديدة لداعش.

وذكرت المصادر، أن التنظيم أراد توصيل رسائل مهمة إلى الداخل الفلسطيني لاستقطاب مزيد من شباب غزة إلى صفوفه في ظل معانته الشديدة وقتل عدد كبير من عناصره على يد قوات الجيش المصري.

المصادر قالت إن التنظيم أقبل على "تخفيف" لحية موسى أبو زماط وعدم تركيز الكاميرا على شفتيه حين نطقه بالشهادتين وإخفاء مشهد رفعه السبابة"، حيث أن آخر كلامه كان "أنا مسلم ولست مرتد"، بينما حذف لقطة من "تردد القاتل"، وحالة الخوف التي شعر بها قبل إشهار سلاحه، وتوجيهه على رأس المقتول.

وبحسب المعلومات التي وصلت إليها "أمان"، فإن القاتل هو المدعو محمد أنور الدجني، نجل أنور الدجني، الملقب بــ"أبو راشد"، القيادي البارز في حماس، وهو شخصية معروفة في القطاع، والمدير المسؤول عن ملف الحماية ومعالجة الجرحى في غزة.

وتشير المصادر إلى أن "الدجني" خضع لدورات شرعية مختلفة من قبل عناصر سيناء لإقناعه بتنفيذ العملية- "كونه كان مترددًا"- وهو ما أظهره الفيديو بالفعل- حالة الرهبة والخوف التي ظهر عليها القاتل- خاصة بعدما طالب البعض منهم أن يكون القتل "تعزيرًا"، بينما حرصوا على أن يكون القتل "ردة"، وتلك الفتوى التي أصدرها "محمد سعد الصعيدي"، المفتي العام للتنظيم الإرهابي.

وتشير المصادر إلى أن المُعلق على الإصدار، الذي أعلن ردة وتكفير الجماعات هو المدعو "أبو الليث"- من محافظة المنوفية-، وقد سبق وأن قطع التنظيم يده بتهمة السرقة، "سرقة أموال التنظيم"- وهي تلك الصورة الشهيرة التي يقف فيها "محمد سعد الصعيدي" رافعًا يده ويجلس شخص ينفذون فيه حكم قطع اليد-.

الغريب أن الإصدار، لم يذكر إسرائيل إلا في بضع ثوانٍ، فضلًا عن أن موقع "روتر نت العبري"، أول من نشر تنويهًا بأن التنظيم بصدد نشر مقطع فيديو يعدم فيه أحد عناصره، وهو ما دفع إبراهيم المدهون، الباحث الفلسطيني، للقول بإن "فيديو داعش سيناء الأخير يكشف هؤلاء بطريقة واضحة لا لبس فيها، ويؤكد أن وراؤهم عمل مخابراتي إسرائيلي يخدم في النهاية المشروع الصهيوني".

ويضيف المدهون، في تصريحات لـ"أمان"، بأن منفذي العملية: "مجموعة من الصغار تم التلاعب بهم وغرهم الشعار، فوقعوا بالفخ وكانوا عبرة لغيرهم لمحاولة إثناء حماس عن هدفها وهو اليقظة للعدو الإسرائيلي وعدم الإنجرار إلى ما يريدون"، ةبحسب قوله.