رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير البترول: رؤية الرئيس السيسي للتحول الطاقي بإفريقيا تحظى بدعم كبير

المهندس طارق الملا
المهندس طارق الملا خلال الجلسة الوزارية

أعلن المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، إن هناك استجابة قوية وزخمًا كبيرًا حظت بهما دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي أطلقها خلال افتتاحه مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول، في فبراير الماضي، والتي أكد خلالها على أهمية صياغة رؤية موحدة متوازنة للقارة الإفريقية في التحول الطاقي، تنبع من احتياجات القارة ومتطلبات العديد من الدول التي تُعاني شعوبها تحديات كبيرة في الحصول على الاحتياجات الأساسية من الطاقة.

المهندس طارق الملا خلال الجلسة الوزارية

وأشاد "الملا" خلال مشاركته عبر تقنية الفيديو كونفرانس فى  الجلسة الوزارية ضمن مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة، اليوم الخميس، بأهمية المؤتمر والجلسة وما تحمله من رسائل دعم للقارة الإفريقية ورؤيتها في التحول الطاقي، بحضور هذا الجمع المميز من المشاركين.

 وأوضح أن الله حبى القارة الإفريقية بثروة هائلة من الموارد الطبيعية، بالإضافة لما تتمتع به من مصادر للطاقات الجديدة والمتجددة، ولكنها على الرغم من ذلك تراجعت فى مجال التنمية الاقتصادية والرفاهية وبها أكثر من 600 مليون مواطن أفريقى يعانون من فقر الطاقة، بالإضافة إلى أن القارة مازالت تعتمد بشكل كبير على الوقود البدائي وموارد الطاقة الأولية والتى ينتج عنها وفيات وإصابات كثيرة، وهنا يبرز الدور الهام للغاية للبترول والغاز فى التحول الطاقي لإفريقيا، للقضاء على فقر الطاقة، خاصة أن الطاقات الجديدة والمتجددة بمفردها لن تكون كافية للوفاء بالطلب المتنامي على الطاقة في القارة.

ولفت إلى أن “الوقود الأحفوري مصدر مهم للدخل والعوائد لعدة دول إفريقية، ويساعدها في الحصول على تمويل وتكنولوجيا تسمح لها بالحصول على طاقة نظيفة، فضلاً عن بناء القدرات”، مضيفًا أن مصر تقود الجهود نحو تحول طاقي للقارة الإفريقية، وتقديم مبادرة متكاملة أمام قمة المناخ العالمية التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل.

 وأوضح الوزير أن المبادرة المصرية عن أفريقيا تهدف إلى تحقيق انتقال طاقي متوازن وعادل لا يضر بكوكبنا وتراعى جيداً الاختلاف فى المسئوليات بالقارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن مصر تتطلع لأن تكون قمة المناخ القادمة التي تستضيفها مصر قمة تنفيذية وتكلل الجهود الدولية لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

ونوه بأن مؤتمر الوكالة يأتى فى وقت حرج ليس فقط فى تاريخ صناعة الطاقة ولكن للعالم أجمع، حيث مرت أسواق الطاقة العالمية باختبار صعب خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا، وانتقلت بشكل حاد من النقيض إلى النقيض حيث انتقلت من فائض كبير فى العرض بسبب جائجة كورونا إلى نقص شديد فى العرض حالياً، نتج عنه ما نشهده اليوم من ارتفاعات قياسية غير مسبوقة فى أسعار البترول والغاز.

 ودعا الملا فى كلمته إلى استغلال العلاقات الطيبة والمثمرة بين الوكالة الدولية للطاقة ومفوضية الاتحاد الأفريقى لتطوير حلول مصممة خصيصاً وخارطة طريق وتوفير التكنولوجيات المناسبة والتمويل المطلوب لدعم التحول الطاقي في إفريقيا، وحرص مصر على العمل مع كافة الدول الأفريقية ومختلف الأطراف لتطوير المبادرة المصرية للتغير المناخى والتحول الطاقي للوصول لنتائج ناجحة من قمة المناخ.

وضمت الجلسة الوزارية للمؤتمر الذي عقد بمقر منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية فى باريس ، الدكتورة ليلى بن على وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية ، والدكتورة نابولى جابانى نائب وزير الطاقة بجنوب أفريقيا ، وأوليفر موكالينج وزير موارد المياه والكهرباء بالكونغو الديمقراطية ، وألكسندر ساريس رئيس شركة ماريتايم بلج البلجيكية المتخصصة في نشاط النقل البحرى، وليليان شابوكا رئيس شركة ويد إنرجى المتخصصة في تقديم الحلول والاستشارات الخاصة بالطاقة النظيفة والخضراء ومقرها دولة زامبيا، وشهدت الجلسة مداخلات من كادرى سيمسون مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون الطاقة والمناخ ، وكيوشى أوداوارا وزير الدولة للشئون الخارجية الياباني وعدد من رؤساء ومسئولى الشركات العالمية.

مفوضية الطاقة الأوروبية أولوية لدعم النمو الإفريقى

وأعلنت كادرى سيمسون (مفوضة الطاقة الأوروبية)، في مداخلتها خلال الجلسة الوزارية عن اتفاق القادة الأوروبيين الشهر الماضي، أثناء اجتماعهم في بروكسل على أولوية استدامة النمو فى القارة الأفريقية وتخصيص  150 مليون يورو لصالح المبادرة الإفريقية بالمفوضية، ولكن الكل يعلم أنه بعد الأزمة الأوكرانية لابد من إعادة رسم الوضع بأوروبا والتخلص من الاعتماد على روسيا والوقود الأحفوري ونضع خطة لكيفية تحقيق ذلك وهذا بالتاكيد يعنى تنويع مصادرنا ، فمصر ونيجيريا اليوم من أكثر المصادر التى يعتمد عليها الاتحاد الأوروبى لزيادة الموارد ، ولكن ذلك لا يغير من التزامنا للتحول النظيف للطاقة والتعاون من أجل هذا الهدف ، وأشارت إلى أن التنافسية والأسعار فى أفريقيا منخفضة ولذلك فالفرص كبيرة ومتاحة فى أفريقيا وستؤدى لزيادة الوظائف ونحن سنتمكن من استخدام الهيدروجين الأخضر كأساس لإنتاج المخصبات الزراعية . 

وانتهت الجلسة بعدد من التوصيات وهي أن إفريقيا تحتاج أن تتحد وأن يتم النظر بمنظور عالمي للتحول الطاقي، واستخدام أفضل الممارسات والتركيز على التكنولوجيات الواعدة وموارد الهيدروجين في إفريقيا وتحديد إجراءات حكومية وآليات دولية لخفض التكاليف والإسراع في الاستثمار في قطاع الطاقة بقارة إفريقيا، ودعم الجهود الدولية لإزالة العوائق التي تواجه الاستثمارات من إجراءات وتصاريح لتيسير تطبيق الطاقات النظيفة في كافة القارات.