رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم العالمى للمرأة

يأتي يوم ٨ مارس، هذا العام، اليوم العالمي للمرأة، والمرأة المصرية تحتفل بتوليها منصة القضاء لأول مرة في تاريخ مصر، ففي التاسعة والنصف من صباح يوم السبت ٥ مارس الجاري، كان مجلس الدولة، على موعد مع التاريخ في يوم فارق في سجلات قضاء "حصن المشروعية"، فقد اعتلت المرأة، ولأول مرة منصة محاكم مجلس الدولة في أول جلوس لها منذ بداية نشأة المجلس على منصة القضاء، وذلك تنفيذا للقرار الصادر بتعيين القاضيات بالمجلس، والمشاركة في اعتلاء منصة محاكمه المختلفة، ففي هذا اليوم حضرت القاضيات على منصة القضاء بمجلس الدولة، ضمن تشكيل المحكمة كمفوض دولة على مستوى الجمهورية، وذلك بعد أن باشرن جلسات تحضير القضايا واستكمال المستندات اللازمة للفصل فيها وتهيئتها للمرافعة، وذلك تنفيذًا لقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، رقم ٤٤٦ لسنة ٢٠٢١ بتعيين ٩٨ قاضية في مجلس الدولة، وفي اليوم العالمي للمرأة يُحتفل عالميًا بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، وفي هذا اليوم تحصل النساء على إجازة في بعض الدول، مثل فلسطين والصين وروسيا وكوبا، والاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، والذي عقد في باريس عام ١٩٤٥، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي، رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية، التي حدثت في الولايات المتحدة، وتاريخ المرأة مع الاحتجاجات يرجع إلى عام ١٨٥٧، حيث خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات، إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية، وفي الثامن من مارس من سنة ١٩٠٨ عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن، هذه المرة، قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود»، طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة، خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية، على رأسها الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة ١٩٠٩، وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة، غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة ١٩٧٧ عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارًا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن. ومن المعروف أن وضع المرأة في أي مجتمع يعتبر هو أحد المعايير الأساسية لقياس درجة تقدمه، كما تقول الدكتورة زينب رضوان في كتابها "المرأة بين الموروث والتحديث"، لأنه لا يُتصور أن يتقدم مجتمع في عصرنا الحالي بخطى منتظمة مخلفاً وراءه النصف من أفراده في حالة تخلف، لأن المرأة لا تعيش في حالة انعزال عن الرجل، لذلك فإن تخلفها لا بد وأن ينعكس أثره مباشرة على تفكير الرجل ومسلكه، والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل حصلت المرأة المصرية والعربية على كل حقوقها؟!!