رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث صوفي: البيعة عند الصوفية تعني العهد والتسليم لله ورسوله

البيعة عند الصوفية
البيعة عند الصوفية

قال الدكتور حسين الباز، الباحث  في التصوف الإسلامي، إن البيعة عند الصوفية، تعني العهد والتسليم لله ورسول والشهادة له بالنبوة وقد قرن الله سبحانه وتعالى الـــبـيعة للرسـول بالبيعة لله في قوله تعالى :ان الذين يبايعونك انما يبــايـــعون الله يـــد الله فـــــوق ايديـــهم(1)، وقال الرسـول :(من صافحني او صافح من صافحني الى يوم القيامة دخل الجنة)، والمصافحة تعني الاعتراف والشهادة بالنبوة والمعاهدة يدا بيد على التزام بقواعد الإسلام، ويتبين من هذا أن من وضع يده على هيئة المصافحة في يد سيدنا محمد تكون يد الله فوق يده وفاز فوزا عظيما، أي فوز أعظم من أن يكون يد الله فوق يدك ايها المبايع لرسول الله وآية منزلة تعادل منزلة الرسول العظيم عند الله تعالى إذ جعل مبايعة الرسول مبايعة لذاته تعالى.

وتابع "الباز" عبر صفحته الرسمية قائلا : وهذا الحـدث تم في زمـن النبوة أما بعد انتقال الرسول الى عالم الشهود فقد ورث سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه اللمسة الروحية والخلافة فــي الولاية مــنه وهذه الخلافة هي مشيخة الطريقة وقد ذكر ذلك المؤرخ الشيخ عبد الرحمن الجبرتي فقال: إن سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، قال  "يا رسول الله دلني على اقصر الطرق الى الله واخفها علي فقال الرسول :يا علي عليك بمداومة ذكر الله في الخلوات .

فقال الإمام علي :(هذه فضيلة الذكر وكل الناس يذكرون)، فقال الرسول  :يا علي لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول (الله )، فقال الإمام علي :(كيف اذكر يا رسول الله ) ؟، قال :اغمض عينيك واسمع مني ثلاث مرات ثم قل أنت ثلاث مــرات وانا اسمــع فقــال النــبي لا اله الا الله ثلاث مرات مغمضا عينيه رافعا صوته وعلي يسمع ثم قال علي لا اله الا الله ثلاث مرات مغمضا عينيه رافعا صوته والنبي يسمع.

وأضاف: وورث هذه اللمسة الروحية المباركة سيدنا الإمام الحسين عليه السلام من بعد الإمام علي  وورثها من بعده الإمام زين العابدين وورثها من بعده الإمام محمد الباقر وورثها من بعده جعفر الصادق وورثها من بعده الامام موسى الكاظم وورثها من بعده الإمام علي الرضا مكونا بذلك الجناح الاول للطريقة العلية القادرية الكسنزانية (المسمى بالسلسلة الذهبية ) .


البيعة في القرآن الكريم
وتابع : نستدل على وجود البيعة واخذ العهد والميثاق وضرورة الالتزام به وعدم النكوث من الايات القرانية الاتية : قال تعالى :ان الذين يبايعوكم انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسـيوتيه اجرا عظــيما(3)، وقال تعالى :واوفـــوا بعــهد الله اذا عاهـــدتم ولاتنقــضوا الايمـــان بعد توكـــيدها وقـــد جعــلتم الله علــيكم كفيلا(4)، وقال تعالى :واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤلا(5)، وقال تعالى :واوفوا بعهدي اوف بعهدكم(6)، وقال تعالى :لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا(7).

البيعة في السنة النبوية
وقال "الباز" عن البخاري بن الصامت إن الرسول قال:بايعوني على ان لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تاتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفي منكم فاجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارته . ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو الى الله ان انشاء عفا عنه وان شاء عاقبه فبايعناه على ذلك (8).