رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«جيل التسعينيات».. كيف ظهر واختفى كل هؤلاء النجوم؟

جيل التسعينيات
جيل التسعينيات

لو كان ذلك الشعور بالنوستالجيا مرضًا، فمرحبًا به دائمًا وأبدًا، خاصة لو كان ذلك الحنين يذكرنا بالأيام الحلوة والصفاء والمحبة القديمة ولمة العائلة التى نفتقدها حاليًا.

حميد الشاعرى وجيله من المطربين أهم مظاهر هذه النوستالجيا التى تعيشها أجيال الثمانينيات والتسعينيات حتى مطلع الألفينيات من المصريين، خاصة أنهم شكلوا فريقًا مميزًا ومتشابهًا فى التيمات الغنائية التى يقدمونها.

وقبل عدة أشهر تجمع ذلك الفريق، الذى يضم حميد الشاعرى وحسام حسنى وعلاء عبدالخالق وهشام عباس وحسن عبدالمجيد وحلمى عبدالباقى، فى حفل عيد ميلاد المطرب علاء عبدالخالق، وقدموا عدة أغانٍ والتقطوا بعض الصور الفوتوغرافية التى أشعلت النوستالجيا فى قلوب المتابعين.

حميد الشاعرى: لست ظاهرة.. ودخلت الساحة بموهبتى

تميز نجاح هذا الجيل بأن جميع أعضائه ظهروا فى وقت متزامن، وكان «الشاعرى» فاعلًا فى المعادلة، حيث أسهم فى مراحل نجاحهم بشكل كبير.

وربما كان ظهور «عبدالمجيد» و«الشاعرى» فى حفل عيد الميلاد الأخير صدفة مكررة بعد ظهورهما أول مرة فى حفل للمطرب علاء عبدالخالق أيضًا عام ١٩٨٤.

وفى الفترة من عام ١٩٨١ حتى عام ١٩٨٨ بدأ الانتشار الكبير لـ«الشاعرى»، حيث قدم ألحانًا للمطربين علاء عبدالخالق وعمرو دياب وحسن عبدالمجيد وحنان ومنى عبدالغنى وعلى حميدة، حسب الشكل الغنائى الذى كان سائدًا أيامها.

وانطلق حميد الشاعرى فى فترة التسعينيات مقدمًا أغنيات بنفسه مثل «جنة» و«جلجلى»، ومع آخرين مثل «سلم دا السلام لله» مع علاء عبدالخالق.

ثم دخل مرحلة التدقيق والانتقاء، وقدم «صبرى عليك طال»، و«يا غايب عن عيونى»، و«عودونى» مع عمرو دياب.

وقدم «الشاعرى» أصواتًا غنائية حُسبت عليه، ونالت هجومًا قاسيًا، وسُمى ما يقدمونه وقتها بالأغنية الشبابية، واتُّهمت بإفساد الذوق العام، ورغم الجدل الذى أثير مع كل تجربة يقدمها هؤلاء، استمر بعضهم الآن، وعلى رأسهم، عمرو دياب وإيهاب توفيق ومصطفى قمر وحسام حسنى، وغيرهم، مع اختلاف معدل النجومية بين كل منهم، كما اعتزل أيضًا بعضهم وتوارى عن المشهد تمامًا، مثل حنان ومنى عبدالغنى وحسن عبدالمجيد الذين ظهروا فى عيد الميلاد مؤخرًا.

ورفض «الشاعرى» فى حوار مع جريدة «الأسبوع» عام ١٩٩٩، تصنيفه كـ«ظاهرة فنية»، وقال: «الجمهور استقبلنى بترحاب كبير، ودخلت الساحة بالموهبة، وما زلت أصقلها بالاطلاع الدائم والمستمر، والعالم كله يستخدم التقنية الحديثة». وقدم المطرب ألحانًا مواكبة للموسيقى الحديثة التى انتشرت فى العالم، واستطاع من خلال جيل من المطربين والموزعين والمؤلفين تقديم تجربة خاصة.

ورأى أن جيله نجح لأنهم استطاعوا التعبير عن نفسهم وعصرهم، إضافة لتقديمهم شخصيات غنائية مختلفة، قائلًا: «نلحن ونؤلف ونوزع بعفوية وبساطة».

علاء عبدالخالق: كلمات الأغانى حاليًا تُشبه «الخناقات»

فى نفس الفترة الزمنية نجح كذلك علاء عبدالخالق فى تقديم تجربة مميزة تجذب الجمهور.

وكان للفنان عمار الشريعى دور فى اكتشاف «عبدالخالق» عندما طلب لقاء شباب الأغنية الجديدة، والتقى «عبدالخالق» ونال إعجابه، فطلب منه تقديم مواهب جديدة من جيله، فاختار «حنان» و«منى» من معهد الموسيقى، وكونوا فرقة موسيقية هى «الأصدقاء».

وقال «عبدالخالق» فى حواره ببرنامج «بوضوح»: «كان معانا ابن الشيخ سيد النقشبندى، بحيث نكون ولدين وبنتين، لكن لأسباب فنية بقيت أنا ومنى وحنان، وكان مسمينى ديك البرارى، ولم يكتمل عمل الفرقة الموسيقية لظروف سياسية». 

وخاض «عبدالخالق» بعد انتهاء تجربة «الأصدقاء» تجربة فنية مع شركة «سونار»، لكن الشركة قدمت له اعتذارًا، قائلًا: «قالولى الخريطة مفيهاش مكان نعملك ألبوم». 

وقرر «عبدالخالق» الاختفاء قليلًا، لكنه ظل مراقبًا للأجواء الفنية، وتعاون مع تامر حسنى فى أغنية «رسمى فهمى نظمى»، ثم قوبل باحتفاء كبير فى أول حفلاته الموسيقية بعد فترة اختفاء فى ساقية الصاوى، ويحكى: «كنت متخيل إن مفيش حد هيحضر، لكن الجمهور كان كبير». 

ويرى «عبدالخالق» أن الفارق بين جيله الفنى والأجيال الجديدة يكمن فى «الكلمات الصادمة»، قائلًا: «بحس إن الأغانى الحالية بتدور فيها خناقة».

حسام حسنى:  نجم الفرانكو آراب

بدأ نجم حسام حسنى فى الظهور بالتزامن مع نجاحات أبناء جيله مثل محمد فؤاد وإيهاب توفيق ومحمد الحلو وسيمون، حتى عام ١٩٩٣.

وقال حسام حسنى: «بدأت فى صياغة أغنية الفرانكو آراب بشكل مختلف، وقدمت أغنية أنا بحبك إنت وغيرك NO BODY».

واعترف بأن «الشاعرى» ابتدع موضة التوزيع الموسيقى فى مصر بشكلها المختلف، قائلًا: «المزيكا الغربية بقت تتلحن على الأورج لوحده مع السيكونسر، بدل ما الفرقة كلها تدخل تعمل أغنية، الأورج يعزف الباص والجيتار والدرام ماشين، كل الآلات بيلعبها بس بفكر واحد».

هشام عباس:  استخدمنا التكنولوجيا فى الغناء

التقى المطرب هشام عباس، الفنان حميد الشاعرى أول مرة مصادفة فى حفل عيد ميلاد لأحد أصدقائهما. ويحكى «عباس» عن ذلك فى حواره مع جريدة «العربى» عام ٢٠٠٠، قائلًا: «فوجئت بأن صاحبى صديق حميد الشاعرى، فطلب منى أغنى له بهذه المناسبة». 

وأعجب «الشاعرى» بصوت «عباس» وعرض عليه التعاون فى «دويتو»، معترفًا بأن الذى وضعه على طريق النجاح هو «حميد» من خلال أغنية «الله يسلم حالك»، وتعاونا بعدها فى أغنية «حلال عليك». 

وتزامن نجاح «عباس» فى فترة التسعينيات مع ظهور «الفيديو كليب»، ويحكى عن ذلك فى حواره لـ«الوفد» عام ١٩٩٩، قائلًا: «نجومية حميد الشاعرى سهّلت من صعودى، هو أعطانى دفعة للأمام».

وقال «عباس» إن سر نجاح جيلهم أنهم استطاعوا التعبير عن نفسهم وهمومهم ومشاكلهم، وأنهم غنوا بالإمكانات التى تناسب عصرهم، مضيفًا: «كل عصر وله ظروفه وحيثياته، زمان أيام عمالقة الغناء لم تكن التكنولوجيا متقدمة بهذا الشكل المذهل، ولم تكن سمة العصر السرعة».

حسن عبدالمجيد:  نصيحة «منيب» أنقذتنى

كان انبهار المطرب حسن عبدالمجيد بالفنان أحمد منيب، دافعًا لأن يقلده فى تيمته الغنائية. يحكى «عبدالمجيد» عن ذلك بقوله: «كنت دايمًا ببصله بانبهار، وعاوز أغنيله حاجة، لكن منيب أرشدنى بأن أكون صوتًا خاصًا، بشخصية منفردة».

وقدم «عبدالمجيد» «دويتو» «عيونك» مع حميد الشاعرى عام ١٩٨٩ وتكفل بتوزيع الموسيقى أيضًا، وحققت نجاحًا كبيرًا وصورت فيديو كليب، ثم غنى «ما تيجى» بتوزيع «الشاعرى» كذلك، ليقدما معًا بعد ذلك ٤ شرائط كاسيت.