رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناقشة وتوقيع «موت منظم» لـ أحمد مجدي همام بمعرض كتاب الدقي السبت

مناقشة موت منظم
مناقشة موت منظم

تستضيف مكتبة «الميكروفون» بالدقي السبت، في السادسة مساءً حفل مناقشة وتوقيع رواية «موت منظم» للكاتب أحمد مجدي همام، الحائزة على جائزة أفضل رواية عربية في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022، ويُناقشه الروائي والناقد المصري طارق إمام على هامش فعاليات معرض كتاب الدقي المخفض.

وصدرت الرواية عن دار نشر «هاشيت أنطوان / نوفل» في بيروت، وتعد الرواية الرابعة للقاص والروائي أحمد مجدي همام بعد رواياته «أوجاع ابن آوى وعيّاش والوصفة رقم 7».

تحكي الرواية تاريخ مأساة بدأت قبل أكثر من قرن هرب أجدادها من الأناضول إثر المقتلة العثمانية بحق الأرمن قبل 100 سنة وهاجروا إلى عدة بلدان منها مصر، تعاني ماجدة سيمونيان في الفترة من 2011 حتى 2014 من الفوضى الأمنية في مصر، بسبب تردّي الوضع السياسي في البلاد، تتعرّف على الصحفي الشاب عبد الرحمن سعد بصدفة غريبة. وتنشأ بينهما علاقة تتأرجح ما بين الصداقة والحب.

ومن أجواء الرواية 

ماجدة I

الشيطان يكمن في التفاصيل أيها الغريب، وأنت تطلب التفاصيل. هل تبحث عن الشيطان يا أستاذ؟ تريد أن تعرف ما الذي جرى مع جدودي في تلك السنوات البعيدة وكيف وصل نسلهم إلى مصر؟ يومًا ما سأحكي لك القصة العجيبة لجدي آرام، لكن ليس الآن. ليس منصفًا أن يبدأ أي شخصين تعارفهما بالكلام عن القتل. البشر قتلة يا أستاذ، يقتلون لأتفه الأسباب، اختلاف الدين والملة واللون واللغة والملامح، بل حتى اختلاف النوادي التي يشجعونها، يقتلون بمنطق "نحن" و "هم". ولا أعفي أي شعب من ذلك، حتى نحن، الأرمن، المقتولين في كل أرجاء الأرض، لا أعفينا من هذه التهمة. ولا أنسى أبدًا الآنسة تريز ترزيان معلمة اللغة الأرمينية في مدرسة كالوسديان في حي بولاق، التي لقَّنتني وكل الأطفال معي في الفصل: "الصلوات لا تُقبَل إلا إن كانت بالأرمينية". هذا ما كان، وهذا ما يدفع العالم كله الآن ثمنه.       

سأبدأ بالنصف الثاني من السؤال، سأبدأ بالقاهرة. في غرفة لها شرفة تطل على أشجار متشابكة، وُلِدتُ قبل 56 سنة، كان حي العجوزة حينها يضم أسرًا من طبقة الأفندية، وفي الشارع الذي كان اسمه دسوق -وتم تغييره بعدها بـ39 سنة، لمَّا رحل فريد شوقي أشهر سكَّانه ليحمل اسمه- صافحتُ الحياة للمرة الأولى.             

لم أشعر يومًا بأي نوع من الارتباك أو اللَّبس إزاء هويتي المزدوجة: مصرية أرمينية. هكذا ببساطة، كان النسيج الاجتماعي المصري في تلك السنوات يضم بقايا أطياف متنوِّعة تلاشت مع الوقت، طليان ويونانيين ويهود وأرمن.. اختفوا تمامًا في السنوات اللاحقة. لذلك ربما لم أشعر لوهلة بأي نوع من الاختلاف، فقد عاصرتُ بعضهم.