رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ بالأزهر: سنة الاستبدال من سنن الله المؤكدة

د. محمد إبراهيم العشماوي
د. محمد إبراهيم العشماوي

قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن سنة الاستبدال من سنن الله الجارية في الخلق، مصداقًا لقوله تعالى: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)، ولقوله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ)، ولقوله تعالى: (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ)  إلى غير ذلك من الآيات.

وتابع "العشماوي": مما يشير إليها من السنة قوله صلى الله عليه وسلم - فيما رواه الطبراني في (الأوسط)، وابن أبي الدنيا في (قضاء الحوائج) عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله أقوامًا اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم)، فهذه النصوص وغيرها تدل على أن الله تعالى إذا أقام عبده في مقام من مقامات الخدمة، فلم يقم بما يجب عليه فيها؛ فإنه تعالى يستبدله بمن هو خير منه.

وأوضح: وفي هذا عبرة لكل ذي منصب لم يؤد حق الله فيه، وحق العباد، وسلوى لمن يحزن على إسناد الأمور إلى غير أهلها، وهو كثير في هذا الزمان، وعسى الله أن يرينا من فضله كيف يستبدل أقوامًا بأقوام، فيرفع أقوامًا، ويضع آخرين، ويسألونك متى هو؟ قل: عسى أن يكون قريبًا، نسأل الله عز وجل أن يستعملنا ولا يستبدلنا، وأن يُؤْثِرَنا ولا يؤثر علينا، وأن يعيننا على كل مقام أقمنا فيه، حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، وما ذلك على الله بعزيز.