رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إحنا سَندك.. المصريون بالخارج يقدمون ملحمة لمساعدة الفارين من الحرب

أوكرانيا
أوكرانيا

«شهامة.. مروءة.. وخوف اختلط بحب».. هكذا ظهر تكاتف المصريين مع بعضهم بعضًا فى الغربة، فعقب اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا سارع المصريون سواء داخل مصر أو خارجها لمساندة أشقائهم الذين يعيشون فى أوكرانيا ويعانون ويلات الحرب القاسية، خاصة ممن انقطعت لديهم خدمة الإنترنت، ونفدت أموالهم.

الأمر ليس غريبًا على المصريين، فقد اعتاد الجميع مساندة «أولاد وبنات بلدهم» فى الأزمات المختلفة، ليشكلوا بذلك ملحمة وطنية تستطيع أن تتغنّى بها داخل مصر وخارجها.

قال محمد لطفى، مصرى يعيش فى سلوفاكيا، إنه تعاطف مع جميع المصريين فى أوكرانيا الذين شهدوا ويلات الحرب وأثير الفزع فى قلوبهم إثر الانفجارات التى هزّت أوكرانيا، ما جعله، دون تفكير، يستقبل المصريين فى منزله فى سلوفاكيا ممن هربوا من أوكرانيا إلى الحدود السلوفاكية، مضيفًا أنه بدأ استقبالهم عقب نشره تعليقًا كتب فيه: «أى مصرى فى أوكرانيا يدخل الحدود السلوفاكية أنا هجيبه يقعد معايا لحد ما يعرف هيعمل إيه». 

وأضاف أن هذا واجب أى مصرى تجاه إخوانه المصريين، مؤكدًا محاولته استقبال أكبر عدد منهم وفقًا لمساحة شقته، قائلًا: «هدفى إن كله يرجع لأهله فى مصر سليم من غير أى ضرر». قصة شهامة أخرى بطلها أحمد السمان، شاب مصرى يعيش فى بولندا، حاول مساعدة أشقائه المصريين عن طريق استقبالهم على الحدود بسيارته الخاصة ووفر لعدد منهم إقامة وطعامًا.

وقال: «حين رأيت عددًا من المصريين على الحدود توجهت إليهم فورًا واصطحبتهم معى وشعرت تجاههم بمشاعر أخوة ورحمة ومودة».

وأضاف: «كلنا لازم نقف جنب بعض فى الأزمات لأنه وارد أكون أنا مكانهم، والحمد لله أنى واحد من ضمن كثيرين عرضوا المساعدة باللى يقدروا عليه»، متابعًا: «الجدعنة حاجة مش جديدة علينا كمصريين». على الجانب الآخر، وقفت سيدات مصر كعادتهن بموقف مشرف فى هذه الأزمة، حيث سارعت عزة حفيظ، سيدة لها ابنة تدرس وتعمل فى ألمانيا، بنشر رقم ابنتها «روان» وطالبت جميع الفتيات فى أوكرانيا بالتواصل مع ابنتها، مؤكدة أن منزل ابنتها يستطيع استيعاب عدد كبير من الفتيات، متعهدة بتوفير جميع ما تحتاجه الفتيات من طعام وشراب وسكن، فى لافتة أثارت إعجاب الجميع. وقالت «عزة» إن هذا موقف طبيعى بالنسبة إليها كأم مصرية تحرص على الحفاظ على البنات المصريات اللاتى يعشن فى أوكرانيا وسط اندلاع حرب شرسة تشكل خطرًا على حياتهن. قصة أخرى بطلها إسلام محمد، مصرى مقيم فى بولندا تحديدًا مدينة كراكوف، حيث ناشد جميع المصريين فى أوكرانيا بالتوجه إلى الحدود البولندية لاستقبالهم، وصاحب منشوره هاشتاج «إحنا سندك»، مؤكدًا استعداده الكامل لتحمل مصاريف أكبر عدد من المصريين الذين سيأتون من أوكرانيا إلى الحدود، معلنًا عن التبرع بسيارته كى تسهم فى توصيلهم إلى منزله. وقال، لـ«الدستور»، إنه وفّر الطعام لعدد كبير منهم لحين استقرار الأوضاع أو العودة إلى مصر سالمين آمنين، معلقًا: «إحنا إخوة ولازم ندعم ونساند بعض». يارا محمد، فتاة مصرية تدرس فى بولندا، أعلنت عن استعدادها لاستقبال الفتيات المصريات أيًا كان عددهن فى منزلها، متعهدة بتوفير الطعام والشراب والأدوية إذا احتجن إليها، مشيرة إلى استعدادها التام لشرح كيفية الخروج من أوكرانيا لبولندا، حتى الوصول إلى منزلها بسلام وأمان. وأكدت لـ«الدستور»: «كلنا إخوات وده واجبى إنى أساعد وإحنا المصريين لازم نكون سند لبعض جوه مصر وبره مصر»، مشيرة إلى أنها تحاول توفير الأمان والراحة لكل الفتيات اللاتى استقبلتهن فى منزلها، لحين عودتهن بسلام إلى مصر، مؤكدة حرص المصريين فى الغربة بالكامل على دعم أشقائهم.