رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل قىء الرضيع على أمه ينقض الوضوء؟.. داعية بالأوقاف يرد

الطفل
الطفل

ورد سؤال إلى الشيخ مكرم عبد اللطيف الداعية بوزارة الأوقاف من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يقول: يحدث باستمرار أن يتقيأ ولدي على كتفي أو صدري وأنا أرضعه وأحمله، وشق علي غسل القيء كلما حدث على ثيابي فهل يجوز لي تركه والصلاة بهذه الثياب أم لا بد أن أغسله دائماً؟ وهل ينقض الوضوء؟

من جانبه، أجاب قائلاً: إن ريق المولود ولعابه من المسائل التي تعم بها البلوى، وقد علم الشارع أن الطفل يقيء كثيراً، ولا يمكن غسل فمه، ولا يزال ريقه يسيل على من يربيه، ولم يأمر الشارع بغسل الثياب من ذلك، ولا منع من الصلاة فيها، ولا أمر بالتحرز من ريق الطفل.

وأضاف الداعية بوزارة الأوقاف أن طائفة من الفقهاء قالت: هذا من النجاسة التي يعفى عنها للمشقة والحاجة كطين الشوارع، والنجاسة بعد الاستجمار، ونجاسة أسفل الخف والحذاء بعد دلكهما بالأرض، بل ريق الطفل يطهر فمه للحاجة، كما كان ريق الهرة مطهراً لفمها، ويستدل لذلك بما ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصغي الإناء إلى الهر حتى يشرب، ثم يتوضأ بفضله).

وأشار إلى أن الأصل الجامع في هذا الباب طهارة كل الأعيان حتى يثبت الدليل على النجاسة والقيء لم يثبت دليل على نجاسته فهو طاهر.

بينما ذهب فقهاء المالكية إلى أن القيء النجس هو ما شابه أحد أوصاف العذرة {الغائط }، وأما ما كان على هيئة الطعام لم يتغير فإنه طاهر ، والصحيح أنه طاهر مطلقاً والاستقذار والاستحالة إلى روائح كريهة لا يعني النجاسة.

وأوضح أنه بناء على ما سبق، فالقيء ليس بنجس، سواء من الصغير أو من الكبير، إلا إذا وجدتَ دليلاً عن الرسول عليه الصلاة والسلام فخذ به؛ لأن القيء كما تعلم يكثُر وقوعه من الناس، فإذا لم نجد في القرآن ولا في السنة أنه نجس فليس بنجس، كما أنه لا ينقض الوضوء أيضاً، لأنه لا يوجد دليل على النجاسة، كثرةً وقلةً، وما دام أنه لا يوجد دليل فالأصل الطهارة، وقد تقرر في القواعد الأصولية أنه ليس كل محرم نجساً.