رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث سياسي: تعثر التفاهمات بين أوكرانيا وروسيا بسبب مطالب الأخيرة الأمنية

الباحث محمدحسن
الباحث محمدحسن

قال الباحث في السياسات الدفاعية محمد حسن، إن روسيا ما زالت مستمرة في دعم النشاطات الانفصالية في حوض دونباس بشرق أوكرانيا كأحد أدوات التصعيد الميداني والضغط على الكتلة الغربية في محاولة لانتزاع أيه تنازلات من الولايات المتحدة والناتو في سياق المطالب أو "الضمانات الأمنية" التي اقترحتها روسيا وسلمتها لأمريكا الخميس الماضي.

وتابع محمد حسن في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "سيناريو دعم النشاطات الانفصالية يضم بالتأكيد تكتيكات الحرب الهجينة، من هجمات إرهابية إلى أخرى سيبرانية وصولاً إلى حرب المدن أو حروب العصابات".

وأشار إلى أن مدينة دونيستك، شهدت بالأمس، انفجارا طال سيارة قائد ميليشيا الشعب في تلك المنطقة، ووقع الانفجار على بعد 100 متر فقط من مقر إدارة مدينة دونيستك، وبعدها بساعات شهدت مدينة لوهانسك انفجاراً أصاب خط أنابيب غاز "دروجبا"، وبعدها أعلنا زعيما دونيستك ولوهانسك التعبئة العسكرية العامة، وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين استدعاء قوات الاحتياط.

ولفت حسن إلى أن الأحداث المتسارعة انتهت بوصول عدد خروقات وقف إطلاق النار إلى 78 خرقاً خلال 24 ساعة فقط، لتصل بذلك أعداد الخروقات لوقف إطلاق النار منذ صباح الخميس الماضي إلى 140 خرقاً، على طول خط التماس في حوض دونباس أي ما يشمل 30 نقطة اشتباك، شهدت تراشق مدفعي ثقيل ومتوسط.

وتابع: "بدورها بدأت عمليات "إجلاء" سكان مدينتي دونيستك ولوهانسك باتجاه مدينة روستوف الروسية عبر السكك الحديدية والحافلات، حيث تم اجلاء حوالي 25 ألف شخص من دونيستك، فضلاً عن دخول عربات روسية للحماية المدنية والمساعدات إلى مدينة روستوف لاستقبال من تم اجلاؤها".

وأوضح حسن أن التطور اللافت كان في سقوط قذيفة من عيار 122 مم داخل الحدود الروسية، القذيفة سقطت تحديداً على مسافة 300 متر فقط من الحدود، وتعتبر الاستخدام الأول لهذا النوع من القذائف الصاروخية في الصراع. تقول وسائل إعلام روسية أن القذيفة انطلقت من جانب القوات الحكومية الأوكرانية والأخيرة تنفي.

ونوه بأن تطورات الأحداث الأخيرة تلك تشير على تفعيل سيناريو دعم النشاطات الانفصالية وبقوة، من خلال العمليات الارهابية والسيبرانية، واختلاق ذرائع ميدانية بما يمهد لعملية قضم روسية لأراضي شرقي أوكرانيا على غرار سيناريو ضم القرم، وما يعزز تلك الاحتمالية مطالبة مجلس الدوما الرئيس الروسي بضم منطقتي دونيستك ولوهانسك بمشروع قرار. وخاصة إذا ما نظرنا إلى عمليات التجنيس الواسعة التي نفذتها روسيا خلال السنوات الماضية لسكان المنطقتين.

واستكمل: "تتعثر التفاهمات السياسية والدبلوماسية مرة أخري أمام مطالب وضمانات أمنية روسية مبالغ فيها، وامام إصرار غربي على عدم التفريط في البيئة الأمنية التي أفرزتها الحرب البادرة في أوروبا كلها، وتباعاً فإن احتمالات التصعيد الميداني تبقى مرتفعة، ولاسيما إذا ما نظرنا إلى عمليات التحشيد الروسية قبالة الحدود الأوكرانية، وعمليات الانتشار الأمريكي لوحدات القوات المحمولة جواً وخاصة الفرقة 82 في بولندا، التي تعد من بلدان المواجهة، او الخطوط الأمامية".

واختتم حسن تصريحاته قائلا "وحدها ستكشف الأيام القادمة عن سقف عمليات التصعيد وحركة الوحدات العسكرية المحتشدة بدينامية فاقت أجواء الحرب الباردة".