رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم يستقبل السلام بين افراح واوهام

فكرت طويلا وكأني في حلم، وتساءلت:  لماذا لا تتفق جميع دول العالم بإقرار صادق  على ألا يدخلوا في أي حرب، ولو علي سبيل التجربة، لمدة عام؟؟، تتوقف الطائرات الحربية والخلافات الدولية ليعيش العالم بكل اركانه بدءً بالدول الكبرى أولا، وبالتالي ستوافق سائر الدول حيث لا طائرات حربية ولا بواخر او غواصات من الاسطول ولا مصانع ادوات او أسلحة تدمير و خراب.
وذلك حتي يجرب القادة العظام والرؤساء الكبار تجربة التقاط الانفاس دون انتاج مزيد من اسلحة دمار، ويكفي ما هو مخزون، فلتغلق المخازن بما فيها مع غلقها ووقف انتاجها لمدة سنة كاملة يتم في خلالها تطبيق برامج عن السلام وقيمة البشر من اطفال وشبان الى عجائز يحلموا بالراحة والهدوء، وتقوم هيئة الامم المتحدة بمراقبة أي تحرك يدفع الجيوش للمواجهة، ومراقبة وقف مصانع اسلحة الموت والعجز والخراب.
ومفاجأتي انني رأيت هذا الحلم يتحقق لكن مع شديد الالم أن توقيت وقف القتال والدمار كان لمدة ساعة واحدة، صحيح أن القصد كان كريما، لكنه كان اشبه بالحلم الذي استغرق ساعة، نعم ستون دقيقة، ولا ندري ماذا كان موقف القادة من رؤساء الشعوب إلى اصحاب انتاج وسائل الدمار واراقة الدماء، لكن قبل محاولة تجربة السلام الذي سرعان ما انتهى مع فوات تلك الدقائق، ولا نعرف ان كانت الاسلحة التي في عهدة رجال الحرب والدمار نزع منها الرصاص.
وهل اختفي الخوف والتأهب ام لم يختفي سوء استخدام السكون دون سحب سكينة الخطر تحسبا ممن يسيئون استخدام الستين دقيقة في انتاج أو زحف أو دراسة ما يمكن تحقيقه انتصارا أو انتقاما - التفكير فيما هو آت للغزو والسهر اما تأهبا للهجوم او خوفا من تحرك في جنح الظلام بالنسبة للمواقع التي تشكل ليلا لا نهاراً، اما للغزو أو لرد ما يجري احتلاله حتي بعد نهاية الستين دقيقة فتكون الاسلحة ومن يحملونها جاهزة للهجوم غزوا أو التقاط انفاس.
لقد رأي البعض ان ما نادت به الامم المتحدة بسلام لمدة ستين دقيقة حتى قال البعض انه انشودة جميلة يمكن ان يحفظها الاطفال كما رآها البعض انها نبوة، اما وبالرجوع الي التاريخ لوجدنا محاولات اثيرت لمثل هذا التمني، ففي عام ١٩٤٨ صدر اعلان الحقوق البشرية، وفي عام ١٩٧٨ صدر اعلان إعداد الشعوب للحياة في سلام، اما عام ١٩٨٤ صدر اعلان حق الشعوب في العيش في سلام.

وفي عام ١٩٩٩ صدر اعلان مصحوب ببرنامج للعمل نحو ثقافة مجتمع السلام، اما في عام ٢٠١١ ومن بروكسل صدرت بعض الامنيات والدعوات لوقف الحروب وما حصدته من ارواح واحتلال للعديد من المواقع، فلم تصدر حقيقة، واسلوب وقف القتال وان ادى الي إمداد بعض الدول محدودة القدرات المالية ببعض مبالغ مساندة لعدة دول في الشرق الاوسط لكنها لم توقف قتالا بشكل نهائي ولكن في هيئة اماني ليس أكثر.
ومن دواعي الفخر ان الرئيس السيسي اولي اهتماما كبيرا بالزراعة، حيث استطاع في خلال سنوات معدودة ان يضع مصر على طريق النهضة الزراعية بإطلاق مشروع استصلاح مليون ونصف فدان ومشروع مليون راس ماشية مع مشروعات اخري في طريقها لإتمامها.
ومن الاوليات في تلك المشروعات ايضا مشروع الثروة السمكية لسد الفجوة الغذائية وهكذا تتوالي المشروعات مما يحفظ لمصر مكانتها عالميا ومكانتها بالنسبة لشعبها ولعله في طريقه لرفع مكانة مصر ولسان حاله سوف ينادي ابناء مصر الذين يقومون بأصعب الاعمال ومنها الزراعة والمصانع ليقول عودوا لبلدكم فلكم فيها حقوقا تنالونها بعملكم في ارضكم كما تطلبكم مصانعها الحديثة ليكن تعبكم بل وعرق الجبين لصالح بلادكم وبالقدر الذي تعطونها ستفيض عليكم بخيرها وجودة انتاجكم فلا تنسوا مصركم منبع الحضارة وملاذ الحيارى لمن يلجأ اليها وهذا ليس بمستحيل ومن يريد الطمأنينة يرجع الي تاريخ الحضارة المصرية وكيف تغلب شعبها في القديم علي بالتحمل وبالجرأة لرفعة الحق وعرق الجبين للإنتاج الوفير وهذه هي مصركم.