رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منير عتيبة: يحيي حقي طور اللغة العربية تطويرا لم يسبقه إليه أحد

جانب من الندوة
جانب من الندوة

قال الكاتب الناقد منير عتيبة، مؤسس مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية، خلال ندوة "مساندة يحيي حقي لشباب الكتاب"، والي أقيمت في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن فعاليات محور شخصيتا المعرض: الأديب الكبير الراحل يحيي حقي، واحدا ممن أرسوا دعائم السرد الأدبي المصري الحديث، كسرد وكلغة.

وأشار "عتيبة" إلي أن الراحل يحيي حقي كان لديه مرارة، بعدما تحولت أعماله الأدبية، خاصة "قنديل أم هاشم"، و"البوسطجي"، إلي أعمال سينمائية، حيث خطفت السينما الأضواء من الأعمال الأدبية في صورتها الأصلية.

وعن دور يحيي حقي في تطوير اللغة العربية، أردف الكاتب منير عتيبة: لقد طور يحيي حقي اللغة العربية تطويرا لم يفعله أو يسبقه أحد من الكتاب قبله، بتتغير شكل الكتابة كما نعرفها الآن.

كما أن الأديب يحيي حقي ورغم إن كثيرا من الكتاب والأدباء تناولوا الريف المصري والصعيد في أعمالهم الإبداعية، إلا أن يحيي حقي اكتشف مناطق وزوايا أخري في الريف والصعيد من خلال سرده، كما أن كتابة يحيي حقي عن المناطق الشعبية مختلفة تماما عما قدمه غيره من الأدباء.  

ولفت "عتيبة" إلي أن: الكاتب يحيي حقي درس واستوعب الثقافة الفرنسية، إلي جانب ثقافته العربية، وثقافته الموسيقية، واستوعبها جميعها من خلال قراءاته المتعمقة. كل هذه العوامل أمتزجت فكونت إبداع يحيي حقي، والذي قدم البشر تحت الجلد بمحبة شديدة حتي للمخطئين فيجعلنا نتسامح معهم. 

وعن مساندته لشباب المبدعين، تابع "عتيبة": كان للأديب يحيي حقي طاقة كبيرة وهائلة من العطاء، وكان نجيب محفوظ يشهد له كمدير له "في مصلحة الفنون" ومبدع. ومن الشباب الأيضا الذين ساندهم الكاتب الشاب في ذلك الوقت محمد حافظ رجب، وحكي لي حافظ رجب بنفسه عما قدمه له يحيي حقي، وكيف أن قصصه وإبداعاته التي كان يرسلها إلي المجلات والجرائد الأدبية، كان رد الفعل عليها غير مرضي له، فقد كان من يقرأها إما يراه مجنون أو مدمن، إلا يحيي حقي الذي استطاع أن يستوعبه ويلتقط موهبته الأدبية الكبيرة.

كما حكي لي حافظ رجب عن المراسلات التي كانت بينه وبين يحيي حقي، وكيف كان الأخير يطلب منه أن يرسل إليه في مجلة "المجلة" قصتين أو ثلاث كل أسبوع، ليختار منها حقي ما يتناسب مع القراء وينشره، بعيدا عن أسلوب الصدمة الذي كان السبب وراء رفض معظم المجلات الأدبية نشر قصص محمد حافظ رجب.

ولفت "عتيبة" إلي أن محمد حافظ رجب أطلعه علي رسالة من يحيي حقي يقول له فيها: لماذا لا تراسلني يا حافظ؟ أليس معك مليمين ونصف ثمن الطابع، قل لي يا أخي وأنا أرسلها إليك." مؤكدا علي أبوة يحيي حقي نحو عشرات من الكتاب الموهبين وكيف كان يلتقط مواهبهم ويساندهم بكل الطرق.

ــ موقف طريف مع بيرم التونسي
وحكي "عتيبة" كيف أن يحيي حقي كان قد سمع وقرأ لبيرم التونسي، وكان الآخير منفيا في باريس، فأرسل إليه يحيي حقي خطابا يعرفه بنفسه، وكيف أنه معجب به وبأشعاره، واستلم بيرم التونسي الخطاب وهو في باريس. وبعد عودته إلي القاهرة قابله يحيي حقي وعرفه بنفسه، فقال له التونسي: "الله يخرب بيتك ومنك لله"، وشرح له كيف أن هذه الرسالة قد كلفته آخر قرش في جيبه، فقد كانت علي حساب المرسل إليه أي بيرم التونسي، والذي ظن أن هذا الخطاب حوالة مالية يفك بها ضائقته المادية.