رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صغار المربين يكشفون فوائد تطوير مراكز الألبان: خلَّصتنا من جشع التجار

مراكز الألبان
مراكز الألبان

أولت مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتمامًا خاصًا بالفلاحين والمربين، فى ظل الهدف العام لها بتطوير الريف المصرى، وتحسين معيشة المواطنين، حيث تبنت مشروعًا لإنشاء وتطوير مراكز تجميع الألبان، بالتعاون مع وزارتى الإنتاج الحربى والزراعة واستصلاح الأراضى.

وعملت المبادرة الرئاسية على تطوير ٣٢٢ مركزًا لتجميع الألبان فى قرى المبادرة، فضلًا عن تطوير نحو ٢٠٠ مركز من إجمالى ٨٢٦ على مستوى الجمهورية، فيما انتهت بالفعل من تحديث ١١١ مركزًا، وأنشأت ٥٠ أخرى فى عدة مناطق.

وجرى تجهيز المراكز على أعلى مستوى من الجودة والمواصفات الفنية القياسية، وأصبحت بمثابة نماذج يحتذى بها فى القطاع الخاص، حيث ضمت معدات حديثة مطورة من «تنكات ومبردات وخطوط غسل ومعامل» للتأكد من جودة الألبان ومدى ملاءمتها المواصفات القياسية. 

وتحدث عدد من مسئولى مراكز تجميع الألبان والمربين لـ«الدستور»، حول حجم وطبيعة التطوير الذى تحقق فى مراكز تجميع الألبان القديمة، وكذلك إلى جانب إمكانات المراكز حديثة النشأة، ودور ذلك فى خلق التنافس بين المراكز الأخرى، والقضاء على سيطرة وجشع بعض التجار وأصحاب المصانع.

عبدالنبى جمعة: لم أعُد مضطرًا للبيع بنصف الثمن

عبر عبدالنبى جمعة، ٤٠ عامًا، مربٍ بقرية قلهانة فى مركز إطسا التابع لمحافظة الفيوم، عن سعادته بدخول المبادرة الرئاسية قريته، وإنشائها مركز تجميع الألبان بالقرب منها. وقال إن المبادرة شعرت بمعاناتنا، وحلت مشكلتنا، مضيفًا أنه يملك مزرعة كبيرة لتربية المواشى، تضم نحو ٥٠ رأسًا، ولكن واجهته مشكلة كبيرة كادت تجبره على بيع ماشيته، تمثلت فى رفض مركز تجميع الألبان الوحيد فى المركز، تسلم اللبن رغم جودته العالية ومطابقته المواصفات وخلوه من البكتيريا.

وأردف «عبدالنبى» أن ذلك الموقف تكرر كثيرًا، حيث كان مسئول المركز يرفض تسلم اللبن دون سبب واضح، مبررًا ذلك بعدم احتياجهم للألبان. 

وكشف عن أنه تكبد هو ومعظم أهل قريته والقرى المجاورة خسائر فادحة، إذ وصل الأمر إلى تفكيرهم فى بيع الماشية، ولكن تراجعوا عن ذلك القرار حين وجدوا المبادرة الرئاسية تؤسس مركزًا آخر لتجميع اللبن.

وتابع: «حينها غمرتنى السعادة وعمت الفرحة بين جميع القرى، لم نعد بعد اليوم مضطرين لبيع الألبان بنصف ثمنها»، شاكرًا الرئيس عبدالفتاح السيسى على اهتمامه بوضع المربين.

وقال: «الرئيس يسعى جاهدًا لتوفير حياة كريمة لنا، والارتقاء بمستوى معيشتنا، ويجعلنا نشعر بالراحة والرضا.

أبوبكر عبدالحميد: وظفت المزيد من العمالة

قال أبوبكر عبدالحميد، من قرية أم دومة فى مركز طما بمحافظة سوهاج، إنه أسس مزرعة كبيرة لتربية المواشى منذ ٣ سنوات، وكان يحصل على كميات كبيرة من اللبن بنحو ٣ أطنان يوميًا، ومن أجل ذلك اشترى خزان مبرد؛ للحفاظ على جودة اللبن حتى يتمكن من بيعه للمصانع كل أسبوع. 

وذكر أن أصحاب المصانع استغلوا عدم وجود مركز لتجميع الألبان فى المنطقة، وخفضوا السعر الذى يشترون به المنتج، لذلك كان يضطر إلى القبول بهذا السعر المخفض، فتكبد خسائر كبيرة، جعلته يقلل عدد العمالة فى مزرعته، ليصبحوا ٥ فقط بدلًا من ٢٠، ولجأ إلى طريقة معينة فى إطعام الحيوانات لتقليل كمية الألبان التى تنتجها، واضطر إلى تسمين بعضها وبيعه. وأضاف أن الفرحة لم تسعه عندما علم بتأسيس المبادرة الرئاسية مركزًا لتجميع الألبان، يمكن من خلاله بيع اللبن لها بسعر مرضٍ له، دون أن يتحكم فيه أصحاب المصانع، لذلك عملت على زيادة عدد العمال مجددًا وأشترى خزانًا أكبر تمهيدًا لتخزين كميات أكبر من اللبن. 

خالد سعدون:ضاعفت التوريد اليومى إلى ٧٠ طنًا

أكد خالد سعدون، مسئول مركز تجميع الألبان فى قرية إبشواى محافظة الغربية، أن مبادرة «حياة كريمة» أحدثت نقلة نوعية على مدار ٦ أشهر فى رفع كفاءة المركز وتحديث المعدات، ما أسهم فى زيادة جودة الألبان والحفاظ على صلاحيتها لمدة أطول. وأضاف أن المبادرة جددت شكل المبنى من خلال تركيب نوعية من السيراميك التى تتناسب مع سلامة الألبان، وغيرت المعدات القديمة، وأضافت معدات حديثة مثل استبدال أوعية التخزين البلاستيكية بأوعية أخرى من الإستنلس ستيل حديثة؛ من أجل الحفاظ على الألبان لأطول فترة ممكنة، وحمايتها من الميكروبات، وعدم التأثر بالعوامل الخارجية.

وأشار «سعدون» إلى أهمية تلك المعدات فى استيعاب كميات كبيرة من الألبان، تصل إلى ٧٠ طنًا يوميًا وتوريدها إلى المصانع بمختلف المحافظات، بعد أن كانت لا تتعدى ٣٠ طنًا فقط، فضلًا عن دورها فى تقليل معدل استهلاك الكهرباء، لافتًا إلى زيادة عدد سيارات نقل اللبن إلى المصانع إلى ٥ سيارات بعد أن كانت اثنتين فقط. 

وأشاد بدور المبادرة الرئاسية فى تغيير شكل الريف المصرى، والاهتمام بشئون الفلاحين وصغار المربين؛ كونهم من الفئات محدودى الدخل، موجهًا شكره للرئيس عبدالفتاح السيسى، لإطلاقه المبادرة، مطالبًا باستمرارية دعم الفلاحين والنظر إلى أحوالهم.

محمود كمال:وفرت فرص عمل جديدة

أعلن محمود كمال، مسئول مركز تجميع الألبان فى مركز إطسا بمحافظة الفيوم، عن أن صغار المربين كانوا يعانون من انخفاض دخولهم؛ نظرًا لوجود مركز واحد فقط لتجميع الألبان، يتحكم فى تحديد الأسعار، حتى جاءت مبادرة «حياة كريمة»، وأنشأت مركزًا آخر، وقضت على سيطرة ذلك المركز.

وأوضح أن المركز يضم ٤ أوعية تخزين لتجميع وحفظ الألبان، ومبردًا، وخط غسل «أوتوماتيك» حامض وقلوى، و٣ غلايات لتسخين المياه، وجهاز «أيكو ميلك» للكشف عن المواد الصلبة والدهون والمياه فى اللبن عند تسلمه من الموردين، وجهازًا لقياس الحموضة عند التسلم من المربى وعند التسليم للسيارات كى تنقله إلى المصانع. وتابع «كمال» أن المركز يضم أيضًا مكاتب إدارية للعاملين به، وغرف تغيير ملابس، وأخرى للتطهير والتعقيم، مشيدًا بدور المبادرة فى اختيار مقر المركز؛ كونه فى وسط القرى الأكثر إنتاجًا للألبان، فضلًا عن اهتمامها بمراعاة حالات الطوارئ، حيث وفرت مولد ديزل كهربائيًا قدرته ٣٠٠ كيلو وات عند انقطاع تيار الكهرباء. ولفت مسئول مركز تجميع الألبان إلى أهمية المركز فى توفير منتجات ألبان آمنة وصحية للمواطنين، وتوفير فرص عمل للشباب داخل القرى من خلال تجميعهم الألبان من الفلاحين، حيث يستوعب المركز ١٦ طنًا يوميًا فترة صباحية ومسائية.

عمر رسلان: المركز يجمع 10 أطنان حليب يوميًا

كشف عمر رسلان، مسئول مركز تجميع الألبان بمدينة أبوقرقاص بمحافظة المنيا، عن أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وضع خطة قوية لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الألبان الطازجة، وفقًا للمواصفات الصحية القياسية، من خلال إنشاء مراكز تجميع الألبان، التى تهدف إلى خلق فرص عمل كثيرة للشباب فى القرى المصرية. وأضاف «رسلان» أن مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس السيسى، حققت حلم أهالى المركز، وأنشأت لهم مركزًا لتجميع الألبان على مساحة ٦٠٠ متر مربع، مشيرًا إلى أن «أبوقرقاص» من أكثر مراكز المنيا إنتاجًا للحليب ورءوس الماشية. وتابع: «مركز تجميع الألبان يضم معدات حديثة جدًا، تمكنه من جمع نحو ١٠ أطنان من الحليب يوميًا، ويجرى توريد هذه الكمية إلى المصانع عبر سيارات نقل عملاقة».

وأوضح أن المركز ضم غلاية لغسل وتعقيم مواسير نقل اللبن، وفلاتر للتنقية، وشيلر للتبريد، ووحدة استقبال مزودة بميزان حساس ديجيتال لتحديد أوزان وكميات الألبان التى يحصل عليها المركز من المورد، إضافة إلى معمل يضم أحدث الأجهزة لأخذ عينات من الموردين وصغار المربين؛ للتأكد من جودة الألبان قبل دخولها المركز، مؤكدًا أنه فى حال عدم مطابقتها المواصفات يجرى رفضها فورًا. 

مصطفى محمد:أنقذتنى من الخسائر وبيع الماشية

قال مصطفى محمد، ٤٣ عامًا، من إحدى قرى محافظة سوهاج، إنه أنشأ مزرعة لتربية المواشى منذ عامين، ويملك الآن ٢٢ بقرة، تنتج يوميًا ٦٠٠ لتر من اللبن، مؤكدًا أن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» أنقذته من جشع التجار.

وأوضح «محمد»: «كنت أتعاون مع ٣ تجار يأخذون منى الكمية ويوردونها للمصانع، لكنهم كانوا يتحكمون فى الأسعار، وأحيانًا ينجحون فى الضغط علىّ وعلى أصحاب المزارع لشراء الكميات بنصف الثمن أو بربعه، وإن رفضنا كانوا يتركون اللبن لدينا ليفسد». وأضاف «محمد»: «خسرت الكثير، ووصلت لمرحلة التفكير فى غلق المزرعة، واضطررت لبيع بعض المواشى فى السوق، حتى جاءت المبادرة الرئاسية، التى اهتمت بالمزارعين والمربين، وأنشأت مركزًا لجمع الألبان بالقرب من بيتى».

وتابع: «شعرت بفرحة كبيرة حينما علمت بإنشاء المركز.. الآن لا يمكن لأى تاجر أن يهددنى، وبفضل الله عوضت خسائرى خلال فترة وجيزة»، ووجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، ووزير الزراعة، لحرصهما الدائم على الاهتمام بالفلاحين والمربين، والعمل على تحسين أحوالهم المعيشية. وطالب بزيادة عدد مراكز تجميع الألبان، لأن ذلك سيساعد الكثير من الشباب على بدء مشروعات تربية المواشى.