رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحل قبل استكماله.. ياسر رزق يقرأ الحاضر في «سنوات الخماسين»

ياسر رزق
ياسر رزق

قبل أن يتم الجزئين المتبقيين من كتابه "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، والصادر حديثا في 400 صفحة من القطع الكبير، رحل عن عالمنا قبل قليل الكاتب الصحفي ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم السابق.

يهدي ياسر رزق كتابه "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص"، إلى الشعب المصري، ويرصد من خلاله الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر في الفترة العصيبة من 2011 حتى ثورة 30 يونيو 2013 وعام حكم الإخوان والذي أطلق عليه رزق "الخماسين"، في إشارة إلى أسوأ عام شهدته الحياة المصرية، تحت حكم الجماعة الإرهابية، في تشبيه ومقارنة بين فترة حكمهم لمصر وفترة الخماسين وهي الأسوأ في الأجواء المصرية خلال فصول السنة جميعها.

ويشير ياسر رزق في مقدمة كتابه "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص" إلى أن: لا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماض قريب، بينما هي تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هي مازالت تدمى وتوجع وتؤثر.
لقد قدر لي أن أكون واحدا من هؤلاء كمواطن ظل يحلم بمصر في مكانة أخرى تستحقها، لكنه وجد وطنه على حافة جرف مهدداً بالسقوط من حالق، ليتمزق شظايا على القاع السحيق، وكصحفى آل على نفسه، أن يستقى الأنباء، ويستقصي الأبعاد، ويحصل على معلومات من صانعي الأحداث، دون تواتر أو عنعنة، وأيضا كشاهد على محطات حاسمة ووقائع مفصلية، بعضها معلوم للقلة، وعلى مواقف فارقة معظمها في طي الكتمان، عشتها وتابعتها رأي العين، من غير حاجة لأن أعاينها بانظار آخرين.

سنوات الخماسين.. محاولة لقراءة الحاضر 
وعن كتاب "سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص" للكاتب الراحل ياسر رزق، قال الدكتور وجدي زين الدين في مقال له بجريدة الوفد: ليست محاولة لكتابة تاريخ إنما محاولة لقراءة حاضر علنا نهتدى بها عند مفارق طرق قد تقابلنا فى المستقبل.. فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماضٍ قريب بينما هى تنبض وتتحرك وتتفاعل أو هى ما زالت تدمى وتوجع وتؤثر».. الكتاب كما يقول ياسر رزق إنه يحاول فى الجزء الأول من ثلاثية الجمهورية الثانية، أن يرصد وقائع فترة الانتقال الأولى حين تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة دولة كانت تترنح بفعل رياح ثورة وعواصف إقليمية ومخططات قوى كبرى أرادت تغيير خريطة المنطقة بحراب أبنائها.. ويقول ياسر رزق إنه يقدم شهادته عن تلك المرحلة الحرجة التى انتهت بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب كانت عصمة أمره بيد جماعة اختزل فيها الشعب فاقتاد البلاد نحو طريق الهلاك.

ويضيف "زين الدين": ويحدد المؤلف فى سنوات الخماسين أنه يكتب عن وقائع كان شاهداً عليها أثناء عام حكم الإخوان، وقد يكون ياسر رزق من القليلين الذين أتيحت لهم الفرصة لأن يراقبوا عن كثب شرر الغضب الشعبى منذ بدأ يبرق كما يقول حتى تحول إلى حريق هائل قوض نظام المرشد فى ثورة كبرى لم يعرف التاريخ العالمى المعاصر لها مثيلاً.. ولذلك يكشف الكتاب عن العديد من الأسرار وتفاصيل لأدوار تعيشها شخصيات وطنية تذوب فى حب هذا البلد. ولذلك يقول المؤلف «لست أزعم أننى أحتكر الحقيقة.. أو أننى أمتلك كل جوانب الوقائع.. فقط أكتب من زاوية رؤية خاصة».