رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عقل كيروش».. ماذا ننتظر من لاعبينا أمام كوت ديفوار؟

كيروش
كيروش

منتخب تونس عبر نيجيريا، وجامبيا فى أول مشاركاته فى ثمن النهائى، وجزر القمر الذى لم يسمع عنه أحد أحرج الكاميرون بـ٦٠ ألف مناصر له، رغم لعبه منقوصًا منذ انطلاقة المباراة وبلا حارس مرمى.

لم يعد لدينا حجة الآن، ولن يكون مقبولًا استمرار المنتخب الوطنى بنفس الأداء الذى قدمه فى دور المجموعات، خلال مباراته مع كوت ديفوار، فى دور الـ١٦ ببطولة كأس أمم إفريقيا، المقررة إقامتها اليوم، ونأمل معها فى صورة مغايرة تعبر عن هوية وريادة الكرة المصرية.

باستثناء لقطة الهدف فى مرمى غينيا بيساو، لم نشعر بوجود محمد صلاح مع منتخب مصر فى أمم إفريقيا، حتى الآن، ربما بفعل منظومة كلها أخطاء، وربما بفعل زملاء أقل مستوى عمن يزاملهم فى ليفربول، كما لا يمكن استبعاد الضغط والتوتر الذى ظهر عليه ضمن أسباب تباين ما يقدمه عما نطمح فيه.

لكن فى قمة الليلة، ربما نكون مع «نسخة أخرى» من «صلاح» الذى نعشقه، وتتعلق آمالنا به.

فالضغوط تلاشت بعض الشىء، فى ظل مواجهة منتخب لا يقل عنك، بل هو المرشح الأقوى على الورق للفوز، وفقًا لما قدمه فى دور مجموعات شهد تفوقًا كاملًا له.

وكذلك لن تلعب أمام فريق متكتل كليًا ومتراجع بشكل يغلق المساحات تمامًا، كما كان الأمر أمام منتخبات بحجم غينيا بيساو والسودان.

أضف إلى ذلك التعود على الطقس، وارتفاع الحافز بعد الحالة التنافسية الشديدة فى البطولة.

سيجد «صلاح» اليوم أجواءً أفضل من تلك التى واجهها فى دور المجموعات، وستكون أمامه مساحات أكبر للانطلاق والتعبير عن قوته الحقيقية.

فالمنتخبات الكبرى مثل كوت ديفوار تجرك دائمًا نحو أداء أفضل ونسق أعلى، وهذه الأجواء تكون مثالية لـ«صلاح» ، وإذا أردت التأكد من ذلك، يمكنك استعادة أهدافه وأدائه وتألقه أمام مانشستر سيتى ومنافسيه المباشرين فى الدورى الإنجليزى، وليالى الأبطال فى أوروبا.

يمكننا القول أيضًا إن تركيز «صلاح» أعلى مما مضى، وحالته المزاجية تحسنت كثيرًا، وفقًا لما نراه ويُنقل لنا من معسكر «الفراعنة»، لذا علينا أن نتفاءل بظهور «ملك الأنفيلد» فى الكاميرون الليلة.

حزننا على حالنا ونحن نرى عظمة وروعة لاعبى منتخب جزر القمر، يتناقلون الكرة بسلاسة تحت الضغط القوى من الكاميرون.

لم يهب لاعبو جزر القمر تقدم الكاميرون، ولم يزعجهم ضجيج ٦٠ ألفًا فى المدرجات، وحتى التحكيم الذى وقف ضدهم من البداية كانوا ندًا صعبًا له.

قدم هذا المنتخب نموذجًا لكرة القدم البسيطة التى أحببناها منذ الصغر، تمرير واستلام، وتحرك دون كرة، وعملية تدوير، رغم الزيادة العددية للخصم.

هذا يستدعى الحديث عن سر فشلنا فى عملية البناء والصعود بالكرة، ولماذا لا نمرر هكذا ونتناقل الكرة بشكل سلس؟

اختار «كيروش» فلسفة صعبة، وأراد بشكل عجيب تطبيق طريقة لعب يورجن كلوب التى احتاجت سنوات لتنجح، مع لاعبين يعرفونها للمرة الأولى، ولذلك وجدنا صعوبات بالغة فى الظهور بشكل جيد.

من المؤكد أنه لا مجال لإجراء تعديلات كبيرة على طريقة اللعب الليلة، لكن يمكن لـ«كيروش» أن يحدث بعض التغييرات داخل الخطة ذاتها بشكل يساعدنا على امتلاك الكرة وكسر ضغط الخصم وإحباطه. نحن نلعب بثلاثى ارتكاز، «ديفندر» أمام رباعى الدفاع، وهو حمدى فتحى وربما عمرو السولية، ثم محورين، حسب اختيارات «كيروش».

حينما نجد صعوبة فى الخروج بالكرة، هل يمكن للبرتغالى الاستعانة بالطريقة الاعتيادية بعودة «السولية» إذا كان محورًا إلى جانب حمدى فتحى، لكى يسهل مهمة الخروج بالكرة؟

ثنائى ارتكاز اليوم سيكون مهمًا للغاية فى عملية البناء، وكذلك الانتشار العرضى أمام رباعى الخط الخلفى، لملء المساحات، وتقديم الدعم لظهيرى الجانب فى الوقت ذاته.

«السولية» و«الننى» وأمامهما عبدالله السعيد، أو حمدى فتحى و«الننى» وأمامهما «السولية»، تشكيلة تسهل علينا كثيرًا من التعقيدات التى أرهقتنا فى الدور الأول، فهل يلجأ إليها «كيروش»؟

ويعد مركز الظهير الأيسر واحدة من النقاط التى تحير «كيروش» ومعاونيه، فبعد تألق أيمن أشرف فى المباراة الأخيرة أمام السودان، عاد الظهير الأساسى أحمد فتوح.

«فتوح» ظهير متقدم يهاجم بقوة ويجيد المبادرة والانطلاق، لكنه يخلف وراءه مساحات كبيرة قد تكون خطرًا علينا، وكذلك هو ضعيف فى المواجهات الثنائية، علاوة على بعض القصور الذى يعانيه فى عملية التغطية العكسية.

فى الجهة اليسرى للمنتخب، اليمنى لكوت ديفوار، سنواجه نيكولاس بيبى، وهو جناح سريع مراوغ مُسدد قوى صاحب «برجل» واسع. هنا تزداد الحاجة لمدافع قادر على إيقافه، أو تحقيق بعض من التوازن فى القوى بين الطرفين، لذلك سيكون أيمن أشرف الاختيار الواقعى بفعل قدراته الدفاعية، إلى جانب إجادته فى التغطية العكسية، وخبراته الكبيرة فى هذه المواقف الصعبة.

أما الدفع بـ«فتوح» فهى مغامرة كبيرة جدًا، ربما يلجأ إليها «كيروش» إذا أراد الضغط وتقدم الظهير بشكل كبير، وهنا ستكون واحدة من الرهانات الصعبة، لأنك بها تتيح للخصم مساحات، ربما يبحث عنها، ويكون فى غاية السعادة إذا تقدمت للأمام، هذا إذا لم يترك لك الكرة ليدفعك للتقدم من الأساس لتحقيق مبتغاه، كما فعل أمام الجزائر.