رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس المركز الأورومتوسطي: صحبة الصالحين تعزز حب الخير في النفس

رئيس المركز الأورومتوسطي
رئيس المركز الأورومتوسطي خلال الفعاليات

أوضح الدكتور منير القادري بودشيش، رئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، اليوم، أن للصحبة  اثرا عميقا في شخصية المرء وأخلاقه وسلوكه، مبينًا أن الصاحب يكتسب صفات صاحبه بالتأثر الروحي والاقتداء العملي، مضيفا: "الإنسان اجتماعي بالطبع لابد ان يخالط الناس ويكون له بينهم أصدقاء، فإن اختارهم من أهل الفساد والشر والفسوق والمجون انحدرت أخلاقه وانحطت  صفاته، وإذا اختار صحبة أهل الإيمان والتقوى والاستقامة والمعرفة بالله تعالى، فلا يلبث أن يرتفع إلى أوج علاهم، ويكتسب منهم الخلق القويم والإيمان الراسخ والصفات العالية والمعارف الإلهية"، جاء ذلك خلال مشاركته في ليلة الوصال رقم 88 التي تنظمها مشيخة الطريقة البودشيشية.

وتابع مدير المركز الأورو متوسطي لدراسة الإسلام: «وما نال الصحابة رضوان الله عليهم ذلك المقام السامي والدرجة الرفيعة بعد ان كانوا في ظلمات الجاهلية إلا بمصاحبتهم للمربي الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجالستهم له، وما أحرز التابعون هذا الشرف العظيم إلا باجتماعهم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عروة وثقى وسند متصل في الصحبة الصالحة قائمة بإذن ربها إلى قيام الساعة».


موردًا مقولة للإمام ابن القيم الجوزية «فإن هذه الأمة أكمل الامم وخير أمة أخرجت للناس، ونبيها خاتم النبيين لا نبي بعده فجعل الله فيها العلماء كلما هلك عالم خلفه عالم، لأن لا تطمس معالم الدين وتخفى أعلامه"، كما ذكَر بقول الشيخ عبد القادر عيسى في كتابه حقائق عن التصوف "إن رسالة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم خالدة مادامت السموات والأرض ورثها عنه وراثا من العلماء العارفين بالله تعالى ورثوا عن نبيهم العلم والخلق والايمان والتقوى فكانوا خلفاء عنه في الهداية والإرشاد والدعوة الى الله، يقتبسون من نوره ليضيئوا للإنسانية طريق الحق والرشاد، فمن جالسهم سرى اليه من حالهم الذي اقتبسوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن نصرهم فقد نصر الدين ومن ربط حبله بحبالهم فقد اتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم، هؤلاء الوراث هم الذين ينقلون للناس الدين ممثلا في سلوكهم حيا في احوالهم واضحا في حركاتهم وسكناتهم".

واستنتج" القادري" أن الطريق العملي الموصل لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية هو صحبة الوارث المحمدي والمرشد الصادق، الذي يزداد المرء بصحبته ايمانا وتقوى واخلاقا ويشفى بملازمته وحضور مجالسه، مشددًا على أن الصوفية كانوا أحرص الناس على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهم ورثوا عنه وتخصصوا بعلم إصلاح البواطن وتصفية القلوب وتزكية النفوس.

وأشار إلى ما أورده الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال: «كنت في مبدأ امري منكرًا لأحوال الصالحين ومقامات العارفين حتى صحبت شيخي يوسف النساج فلم يزل يصقلني بالمجاهدة حتى حظيت بالواردات فرأيت الله تعالى في المنام فقال لي يا أبا حامد دع شواغلك واصحب أقواما جعلتهم في أرضي محل نظري وهم الذين باعوا الدارين بحبي، قلت بعزتك ألا أذقتني برد حسن الظن بهم، قال  قد فعلت، والقاطع بينك وبينهم تشاغلك بحب الدنيا، فاخرج منها مختارا قبل أن تخرج منها صاغرًا فقد أفضت عليك أنوارا من جوار قدسي فاستيقظت فرحًا مسرورًا فجئت الى شيخي يوسف النساج فقصصت عليه المنام فتبسم، وقال: يا أبا حامد هذه الواحنا في البداية، فان صحبتني ستُكحل بصيرتك بإثمد التأييد".